Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 11, 2019
A A A
مصالحة الجبل تفتح باب الحكومة اللبنانية.. فما الذي حصل؟
الكاتب: حسين عزالدين - العالم

بعد شهر ونصف على جمود الحكومة اجتماع خماسي في قصر بعبدا يغلق باب تداعيات حادثة قبرشون ويفتح مرحلة جديدة على وقع مسار المصالحة الدرزية.
بين ليلة وضحاها تحول الاسود الى ابيض وانطفأت محركات الخلاف ومعها خفتت نبرات المواقف المتشنجة لتثمر مساعي لملمة حادثة قبر شمون مصارحة اودت الى مصالحة ولو بشكل تحفظ عليه طرفا الازمة الجبلية. وباركته الرئاسات الثلاثة .
فما الذي حصل في الساعات الاربع وعشرين ساعة التي سبقت اللقاء التصالحي. ؟
تقول المصادر المتابعة ان رئيس الجمهورية ادرك خطر الفراغ الحكومي وتلقف رسائل الغرب بدقة لا سيما بيان سفارة عوكر الامريكية لما تحمل من افخاخ لا تخلو من تصويب للسهام على العهد الرئاسي وبالتالي ما يمكن ان يترتب من تداعيات نتيجة دخول البيت الابيض على خط الازمة مباشرة وما لوحت به بعض الدول الاروبية التي حدت حدو واشنطن في توصيفها للمشهد اللبناني.
وانطلاقا من استدراك الرئيس ميشال عون خطورة المرحلة وتفويت الفرصة على المتربصين بامن واستقرار لبنان الداخلي اخذ على عاتقه السير بالمصالحة حتى النهاية.
وتتابع الاوساط المعنية ان مساعي رئيس الجمهورية تقاطعت الى حد كبير مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي شكلت حجر الاساس للانطلاق بالمصالحة التي ارتكزت في فصلها الاول على مصارحة ومكاشفة وضعت نقاط الخلاف على حروف الازمة وسط مروحة واسعة من الاتصلات واللقاءات التي اجراها نبيه بري وكان لقصر عين التينة اللمسات المؤثرة في الاتجاه الذي انتج لقاءا خماسيا كشف فيه كل من جنبلاط وارسلان اوراقه ومخاوفه ومطالبه وحددا المسار الواجب اجراؤه من خلال تلازم المسارات الامنية والسياسية والقضائية منعا لاي انجرار وراء الاحتقان الذي خلفته حادثة الجبل.
بري ومن هذا المنطلق تقول المصادر استشعر دقة وحساسية الانزلاق نحو تعميق هوة الخلاف في وقت تلاقت رؤيته مع مساع كانت تجري خلف الاضواء قام بها حزب الله ليتصل كل هذا الحراك بتذويب ثلج رئيس الحكومة و اخراجه من اي احراج مع حلفائه بعد ان اقترب اعتكاف الحريري من ملامسة الاستقالة لانه وحسب المصادر كان عالقا بين مرين. المر الاول الخوف من فشل حكومةالى العمل وانكفائها نحو الخلف امام تحدياتها الاقتصادية المرتبطة بمؤتمر سيدر والثاني ابقاء تعهده لحليفه الاشتراكي على نفس النحو الذي طمأنه به منذ بداية الازمة بعدم السماح لتحويل قضية قبر شمون الى المجلس العدلي من على طاولة مجلس الوزراء
وامام هذه التطورات وفي ميزان الربح والخسارة تتابع المصادر ان لبنان كان الرابح الاول من عملية المصالحة المرقعة حسب تعبير المصادر لما يملك من رصيد سياسي جنبه الانجراف نحو الفوضى وان النائب طلال ارسلان نال ما كان يريده من خلال فرض معادلته بان الشارع الدرزي لم يعد احادي الرؤية والتوجيه والولاء منتزعا من وليد جنبلاط نقاطا اضيفت الى معارضيه في الطيف الدرزي ليتشكل المشهد المستقبلي على اكثر من لاعب جبلي في مقاربة تبقي حرية الخيارات السياسية موجودة لدى كل طرف.
ومع ذلك سجلت الاوساط المتابعة علامات استفهام وتعجب لغياب وزير الخارجية عن اول جلسة للحكومة بعد المصالحة لتطرح جملة من الاسئلة حول الدور الذي لعبه جبران باسيل في التاثير على القرار الرئاسي في بداية المشكلة مبدية خشيتها من ان يتحول الغياب الى اعتراض لطالما لوح به باسيل يتعلق بملفات سيادية كالمادة 95 ومخرجات اتفاق الطائف.
ففي الاجمال ان ما تم من تقدم نحو ابعاد لبنان عن خضات سياسية داخلية ابقى الباب مشرعا على المرحلة القادمة والتي لاتخلو من افخاخ مستوردة تعمل عليها دول القرار الدولي وفي مقدمها اميركا في محاولات لم تتوقف لتجيير اي خلاف لمصلحة المشاريع الخارجية.
فهل اوصدت مصالحة قبر شمون ابواب ونوافذ التدخل في شؤون لبنان الداخلية ام انه وكما يقال في علم السياسة لا ثوابت تبقى في مكانها ولا متحرك غير قابل للثبات.