دلالات زمنية وعبقرية مثيرة
*

ما زالت وفاة عالم الفيزياء البريطاني الكبير ستيفن هوكينغ حديث العالم، وما زالت تتوالى عبارات الرثاء والإشادة بكل ما قدمه الراحل من جهود في مجال البحوث المتعلقة بعلم الفيزياء والدراسات المرتبطة بموضوع الثقوب السوداء المثير للجدل.
لم تتوقف أسطورة هوكينغ عند هذا الحد، بل أبهر العالم بقدرته على الصمود في مواجهة متاعبه الصحية، لاسيما بعد تشخيص إصابته بشكل نادر من مرض التصلب الجانبي في عام 1963، وكان يتوقع له الأطباء ألا يعيش أكثر من عامين.

روابط زمنية مثيرة
ربما المثير أكثر عن حياة هوكينغ، الذي غيَّر نظرتنا إلى الكون، هو تقاسمه بعض التواريخ ذات الدلالة مع عدد من العلماء الكبار الآخرين. فربما لا يعلم كثيرون أن هوكينغ توفي في يوم يوافق الذكرى السنوية لميلاد ألبرت آينشتاين في عام 1879، وهو يوم 14 آذار، في تصادف غريب سيبقى يربط بين هذين الشخصين ذوي العقليات العلمية الفذة والفريدة، بحسب ما ذكرته صحيفة “ذا صن” البريطانية.
في تحول مذهل آخر للأحداث، ولد هوكينغ في 8 كانون الثاني 1942، وهو اليوم الذي كان يوافق مرور 300 عام على وفاة عالم الفلك الايطالي الشهير غاليليو.
الجدير ذكره أنه سبق للعالم العبقري الايطالي غاليليو أن قدم للعالم اكتشافات كبرى في علم الرياضيات، واكتشف الكثير من الأشياء المتعلقة بعلم الفضاء، ليمهد الطريق بفضل ما توصل إليه من نظريات ومعلومات إلى فهم النجوم بشكل أكبر وأفضل.
انضم هوكينغ إلى العالمين الكبيرين آينشتاين وغاليليو ضمن زمرة العلماء الذين ساهموا بعلمهم في تعزيز فهمنا للعالم من حولنا، وعلَّق كثيرون عقب رحيله على دلالة تواريخ ميلاده ووفاته وعلاقتهما بالراحلين العملاقين.

العبقرية أمر رائع
إضافة لذلك، يوافق يوم وفاة هوكينغ في 14 آذار اليوم الذي يطلق عليه يوم “Pi” (π) الذي يتم الاحتفاء فيه بايجاد العلاقة بين محيط الدائرة وقطرها (النسبة التقريبية)، ليضاف بذلك رابط علمي آخر بحياة البروفيسور الراحل.
في بيان أصدره أبناؤه عقب وفاته، قال لوسي وروبرت وتيم: “نشعر بحزن عميق لرحيل والدنا الحبيب اليوم. كان عالمًا عظيمًا ورجلًا استثنائيًا وستظل أعماله ودراساته التي تركها لنا باقية على مدار سنوات طويلة. وكان مصدرًا لإلهام الناس حول العالم بفضل شجاعته، مثابرته، ذكائه وروح دعابته. وسبق له أن قال ذات مرة (لن يكون لهذا الكون معنى ما لم يكن موطنًا للأشخاص الذين تحبهم). سنفتقده إلى الأبد”.
كما تواصلت عبارات الرثاء من بعض من أرقى الشخصيات في مجال العلوم الحديثة، حيث قال مستكشف الفضاء الكندي، كريس هادفيلد، عبر تويتر: “العبقرية أمر رائع ونادر. وداعًا البروفيسور هوكينغ. ألهمتنا وعلمتنا جميعًا”.
كتب البروفيسور بريان كوكس على تويتر: “حزين لخبر وفاة ستيفن هوكينغ، كم كانت حياته رائعة”.