Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 8, 2016
A A A
مسلحو داعش كانوا يرجمون النساء بالحجارة حتى الموت
الكاتب: سبوتنيك

تحدثت النساء الهاربات من الموصل خلال عملية الجيش العراقي وقوات البيشمركة، اللاتي تمكن من العثور على مأوى في مخيم اللاجئين في أربيل لوكالة “سبوتنيك” عما تعرضن له بينما كانت الموصل تحت سيطرة داعش. وقد طلبت عليا بوزان عدم تصويرها هي وأولادها وقالت: “الرجاء لا تصورونا. إن أقرباءنا ما يزالون في الموصل حتى الآن، ولا نريد تعريضهم للخطر. ما زلنا نخاف من داعش لأنه من المستحيل نسيان الأيام التي قضيناها تحت رحمتهم. فقد كان المسلحون يرجمون المدنيين والجهاديين المذنبين أمام قادتهم بالحجارة حتى الموت. فقد رجموا إحدى معارفنا في الشارع أمام الجميع لأنها قابلت رجلا. كما رجموا أرملة لأنها كانت على علاقة مع رجل متزوج. وما زالت تلك الصورة المروعة لا تفارقني حتى الآن. لا أستطيع أن أنسى كيف كانت تلك المسكينة تتوسل الرحمة لكن ما كان من مسلحي داعش إلا أن يصرخوا “الله أكبر” ويتابعون عملهم الدموي. لا يمكنني أن أصف الأسى الذي كنت أشعر به بسبب تلك المرأة. وكان عمرها حوالي 30 عاما. وكان هناك الكثير من هذه الحالات. لقد كان الجهاديون يفعلون ذلك مع جميع النساء اللاتي يشتبهن في الخيانة الزوجية. بينما كان المسلحون يحاسبون من تتحدث في الشارع مع الرجال أو ترتدي زيا غير ملائم، حسب رأيهم، بجلدهن علنا بالسياط”.

وعاشت كوثر حسو، البالغة من العمر 48 عاما، سنتين ونص السنة في الموصل تحت سيطرة داعش: “تحولت الحياة في الموصل، وخصوصا بالنسبة للنساء إلى عذاب بمجرد سيطرة داعش على المدينة. فقد وضع المسلحون قواعد صارمة تتحكم بكل خطوة تقوم بها المرأة. شعرة واحدة تظهر من الحجاب كانت تؤدي بالمرأة إلى 50 جلدة. فقد فتحت ابنة جيراننا يوما الباب لوالدها دون أن تغطي شعرها بشكل كامل. ورأتها إحدى الدوريات النسائية لداعش، واصطحبن الفتاة فورا إلى مركز لشرطة داعش، حيث نفذوا العقوبة”.
وتابعت حسو قائلة: “كان الجهاديون يكرهوننا لأننا شيعة. بشكل عام فقد كانوا يتعاملون مع الجميع بقسوة. ولم يصنفوا السكان المسيحيين والآشوريين والأكراد حتى ضمن البشر. لقد اقتحموا يوما منزلنا وعندما رأوا على الحائط صورة الإمام علي أخذوا زوجي وأبنائي وعرضوهم للتعذيب خلال أيام. وسجنوا أخي الأصغر لأن أخي الأكبر يخدم في الجيش العراقي واتهموه بالتجسس”.

1020723996
وأخبرتنا سارة عبد الله بقصتها: “هربت من الموصل يوم أمس. لقد كنا نخطط للهروب من قبل لأن الحياة تحت رحمة المسلحين لا تطاق، لكن كل محاولاتنا كانت تبوء بالفشل. كنا نشعر بأنفسنا في الموصل مثل السجناء. كنا نحاول عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى. لأننا كنا نخشى أن نلفت انتباه مسلحي داعش. وامتنعت ابنتاي عن استخدام مساحيق التجميل. وكان سماع الموسيقى في المنازل ممنوعا. ومنع التلفاز منذ 7 أشهر. ولم يكن في المدينة سوى مقهى الإنترنت، الذي كان يستقبل الرجال فقط. كما أن المقهى كان مجهزا بكاميرات المراقبة ليعرف مسلحو داعش إلى من يتحدث كل مستخدم على شبكة الإنترنت. كنا نخشى التدخين، حتى في المنزل. لقد انتهت الحياة الطبيعية للنساء في الموصل بقدوم داعش. كنا نخاف من الجهاديين وطائرات التحالف التي كانت تحلق باستمرار فوق المناطق السكنية”.

وقالت حورية جليل، البالغة من العمر 29 عاما، وهي بالكاد تمسك دموعها، إنها أجبرت أن تصبح زوجة أحد مسلحي داعش في الموصل: “أجبروني على الزواج من مسلح في داعش. وكان لديه غيري زوجتان، إحداهن إيزيدية من سنجار، استعبدها داعش. يعتقد المسلحون إن الرجل بإمكانه أن يملك زوجات كما يحلو له. وكان أغلبية المسلحين متزوجين. وبما أن الكثير من المسلحين كانوا يقتلون في الاشتباكات فإن النساء كانت تترملن بسرعة. وجرت العادة أن يتم تزويج الأرامل لمسلح آخر بعد مرور نحو شهرين. إنني أعرف الكثير من النساء اللاتي أصبحن زوجات للجهاديين 5-6 مرات”.