بإمكان انتخابات نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس ان تشكّلا مؤشرا سياسيا يبنى عليه لاسيما انها اثبتت ان التعيين شيء والانتخابات شيء اخر. وفي الثانية طبعا تحدي اثبات الحضور والذات.

ففي انتخابات نقابة بيروت فاز المحامي اندريه الشدياق بمركز النقيب بعدما اوصلت المرحلة الاولى من الانتخابات ندى تلحوق واندريه الشدياق وعزيز طربيه وفادي بركات لعضوية النقابة وبعد انسحاب مرشح “القوات” فادي مسلم قبل 24 ساعة من موعد فتح صناديق الاقتراع، وليحتدم التنافس بين عزيز طربيه واندريه الشدياق الذي ربح السباق الانتخابي وبات نقيبا لمحامي بيروت بدلا من انطونيو الهاشم الذي انتهت ولايته، وذلك بعد المفاجأة المدوية بانسحاب مرشح “التيار الوطني الحر” فادي بركات بعد انتهاء المرحلة الأولى.

ويقول احد الحقوقيين ان المنافسة كانت جدية ومحتدمة على مركز النقيب وان المحامين انقسموا بين المتنافسين فيما سجل انقسام حاد بين محامي “التيار الوطني الحر” ما ادى الى تشتت وضياع اصواتهم وانسحاب مرشحهم فادي بركات قبل البدء بالمرحلة الثانية خصوصاً وأن الكثير من هؤلاء رفضوا الإلتزام بقرار قيادتهم.
وقد أثار انسحاب بركات بلبلة في أوساط العونيين خصوصا وأنهم كانوا يعولون على هذا الاستحقاق كي يثبتوا حضورهم في النقابة وفي الشارع المسيحي لاستثمار حالة التأييد التي كسبها الرئيس ميشال عون في معالجته لأزمة رئيس الحكومة سعد الحريري، واذ بالصناديق تخالف توقعاتهم.

ومع اعلان النتائج تعمد “التيار الوطني” تصوير الأمر وكأنه خرج منتصراً من الاستحقاق موحيا بأنه كان جزء من معركة النقيب الجديد وأنه جير أصواته لصالح الشدياق، حيث قيل إنّ الوزير جبران باسيل تلقى اتصال تهنئة من النقيب الجديد شدياق شكره فيه على دعم “التيار الوطني” له في المرحلة الثانية. وكل ذلك لإستدراك الخسارة.

هذا في بيروت اما في طرابلس فقد كان للانتخابات النقابية لاختيار عضوين جديدين بدلا من العضوين اللذين إنتهت ولايتهما وهما النقيب فهد المقدم وجورج عاقلة، نكهة مميزة حيث فاز عن المقعد المسيحي مرشح “المرده” المحامي ريمون خطار على مرشح القوات باسكال ضاهر بفارق 157 صوتا اذ حصد خطار 531 صوتا فيما حاز ضاهر على 374 صوتا، كما فاز عن المقعد المسلم في مجلس النقابة المحامي بلال هرموش.

وهذه الأرقام ان دلت على شيء فهي تدل على حضور “المرده” شمالاً وعلى وصوابية مواقفه وسياسته.

ويقول المحامي خطار في حديث الى موقع “المرده” ان يده ممدودة للجميع لخدمة النقابة والمحامين والوصول الى المستوى الذي يليق بالجميع .

و اعرب المحامي خطار عن شكره لجميع الزملاء الذين صوتوا له، كما شكر كل الاطراف السياسية التي دعمت ترشيحه لا سيما تيار “المرده” والسيد طوني سليمان فرنجيه وكذلك النقباء السابقين ومكاتب المحامين والاحزاب السياسية الاخرى.

وقال :الانتخابات انتهت وغدا يوم آخر ونحن نمد يدنا للجميع من انتخبنا ومن لم ينتخبنا ونضع كل امكاناتنا النقابية وحتى السياسية لخدمة النقابة وخدمة المحامي لنصل جميعا الى المستوى الذي يليق بنا كلنا .
وعن خطة العمل المستقبلية قال: سنعمل بالتعاون مع النقيب عبدالله الشهال ومجلس النقابة على تحسين مستوى المهنة ورفع جناح العدالة عالياً ونحن والجسم القضائي واحد لا يمكن لواحدنا ان يحلق من دون الاخر وسنعمل متكاتفين متضامنين على صون العدالة والحفاظ على كرامة المحامي وتحسين صورته امام القضاء وامام موكليه وامام الموظفين في العدلية وفي كل الادارات .

وخلص الى القول : نسعى ونعمل لصورة مثالية للمحامي لانه عندما تتغير هذه الصورة وتتحسن فان ظروف المهنة تتغير وتتحول نحو الافضل وسنعمل كل ما يخدم النقابة والمحامين.