Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر July 8, 2017
A A A
مراد: يجب أن يكون للبقاع أولوية في اهتمام الدولة

احتفلت الجامعة اللبنانية الدولية، في مقرها في بلدة الخيارة- البقاع الغربي، بتخريج دفعة من طلابها، برعاية رئيسها الوزير السابق عبدالرحيم مراد، وحضور رؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وحشد من الأهالي.

وألقى مراد كلمة لفت فيها إلى ان “الإنسان كان وسيظل محكوما بمسلسل من التغيرات، لكل منها شروط بقاء تفرضها عوامل متنوعة، بيولوجية في البداية لا دخل للانسان فيها، ثم بيئية فاجتماعية لترقى في النهاية إلى عوامل نفسية وثقافية تتوقف في المقام الأول على إرادة الإنسان”، معتبرا أن “هذا ما آلت إليه دورة التغيير في مجتمع المعرفة، حيث البقاء فيه من نصيب الأعقل القادر على تنمية موارده الذهنية وتوظيف المعرفة القائمة بالفعل، لحل مشكلاته وتثقيف غاياته”.

وقال: “يمضي مسلسل التغيير ليبلغ ذروته، إذ يصبح البقاء من نصيب المبدع القادر على ابتكار معارف جديدة، أو إعادة صياغة معارف قديمة في صور غير مألوفة، فالابداع في هذا العصر المعلوماتي لم يعد مقصورا على البناء من العدم، فكثيرا ما يكون الإبداع وليد إعادة تنظيم المعلومات وتوظيف المعرفة بصورة مبتكرة”.

اضاف: “إننا اذ نقول ذلك أيها الخريجون، لأننا ندرك أن ما تحملونه من معارف ومهارات جدير أن ينقلنا إلى مجتمع الإبداع، وأنتم مبدعون فعلا، فمنذ أكثر من عشر سنوات كان لزملاء لكم في الجامعة اللبنانية الدولية سبق اختراع غواصة هي الأولى عربيا بأيد عربية، وتتوالى الاختراعات والإبداعات على كافة المستويات الفكرية والعلمية، ويحق لنا أن نفتخر أن جامعتكم تنظم المعارض العلمية، التي باتت نموذجا يحتذى في لبنان والوطن العربي، إضافة إلى براءات الاختراع والمئات من أوراق العمل في مؤتمرات عالمية، ومنح بحثية ومنح تعليمية على مستوى الدكتوراه في لبنان والخارج، ومذكرات تفاهم مع جامعات ومؤسسات مشاركة في المؤتمرات”.

وتابع “ونتيجة تميز جامعتكم، فقد كان لنا شرف استضافة مؤتمر ضمان جودة التعليم الجامعي في الوطن العربي في ربيع 2018، وهو أكبر مؤتمر علمي عربي على مستوى الجامعات، واختيار الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع لإنعقاد هذا المؤتمر، يؤكد أن حضور الجامعة بات أساسيا بين الجامعات العربية والعالمية، وما كنا لنصل إلى هذا المستوى لولا جهود إدارة الجامعة وكادرها التعليمي والوظيفي وجدية طلابها في البحث والانتاج العلمي والحرص على التفوق، مما يعطي البقاع ألقا يستحقه ومكانة تليق بأبنائه”.

وأردف “منذ أكثر من أربعة عقود، عقدنا العزم على أن نجعل من هذه المنطقة واحة للعلم والعمل، وأن نكرم ترابها الخصب، وأن نثبت الإنسان في أرضه ونجعل هذه المنطقة نموذجا في المؤسسات التربوية والتعليمية والرياضية والاجتماعية. وانتشرت مؤسسات الغد الأفضل من الحضانة إلى الجامعة على امتداد البقاع ومنه على مساحة لبنان، ومن ثم إلى بلاد العرب لنؤكد للقاصي والداني، أن لدينا من الإرادة والعزم والمقدرة ما يتيح لنا أن نقدم لمجتمعنا وأمتنا ما كان حكرا على الغرب، ايمانا منا بأنهم رجال، ونحن رجال لا ينقصنا أي مقومات لبناء جامعات متقدمة تضاهي جامعات الغرب، وقد نجحنا بذلك وخطونا خطوة جريئة باتجاه تحقيق أول وحدة تربوية عربية من خلال انتشار فروع الجامعة في العديد من البلاد العربية، وسوف نتوج ذلك بافتتاح فرع في فلسطين للتأكيد على أنها في قلب الوطن العربي، مازالت وستبقى وستعود بإذن الله حرة عربية عاصمتها القدس”.

وأكد ان “الوطن الذي ينتظركم لتشدوا أزره وتساهموا في نهضته العلمية والاقتصادية، هو الوطن الذي نطمح أن يكون لكل أبنائه في المساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وأن يتيح لكم المشاركة في رسم سياسته من خلال تخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة، واعتماد النسبية الكاملة في كل لبنان، أو اعتماد دوائر كبرى لإتاحة الفرص أمام تمثيل كافة الشرائح السياسية والنقابية والحزبية. آملين ان تتطور مستقبلا الصيغة النسبية المنقوصة، التي اقرت للانتخابات القادمة الى صيغة نسبية كاملة دون اي تشويه”.

وقال: “أما نحن، فإننا معكم على عهد العطاء لهذه المنطقة وللوطن، وسوف لن نألو جهدا في سبيل تعزيز مسيرة التنمية في هذه المنطقة، ولن نقبل أبدا أن تبقى على هامش خارطة اهتمام المسؤولين إلا في المواسم، بل يجب أن يكون للبقاع أولوية في اهتمام الدولة، خاصة في ظل تردي الوضع البيئي الناجم عن تلوث الليطاني وتداعياته على صحة المواطن، وهذا ما نعتبره استخفافا بأرواح الناس، وكأن أبناء البقاع درجة ثانية في الوطن والمواطنة، واستخفافا بالزراعة والصناعة والسياحة، مما ينعكس سلبا على واقع المواطنين في كل النواحي، وهذا ما سنرفع الصوت معكم لتداركه، بل سنقوم بمبادرة تنظيف مجرى الليطاني وتشجير ضفافه، عسى أن نساهم في تخفيف الضرر البيئي الناجم عن التلوث”.

وختم “يستحق البقاع كل اهتمام، ويستحق أبناؤه كل تكريم وهذا ما نحاوله، وسنبقى. وكل مؤسسة من مؤسسات الغد الأفضل، هي تحية لكل مواطن بقاعي وهي القلب المفتوح دائما، لاحتضان طموحات أبنائنا من أجل الوصول إلى غدهم الأفضل، ودائما نحو غد أفضل”.