Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر September 6, 2024
A A A
مدربة رقص الأميرة ديانا تروي أسراراً جديدة من حياة الأميرة الراحلة

الحياة الملكية والعيش داخل القصور الملكية الفخمة تختلف كثيراً عن حياة أي شخص، فلكل تفصيلة من تفاصيل الحياة قواعد التي تبدو صارمة في كثيرٍ من الأحيان: الكلام، السلام، الطعام، الضحك. كل هذا له قواعد مدروسة للأمراء والأميرات عليهم الالتزام بها. والرقص أيضاً له قواعد ملكية تُدرس لمشاركة أعضاء العائلات الملكية في الحفلات والسهرات، فكان لا بُدَّ أن يكون للرقص مدرب خاص.

والأميرة ديانا هي أميرة من طابع خاص استطاعت أن توازن بين اتباع القواعد الملكية، وقربها من الشعب، فربطتها علاقة صداقة قوية مع مدربة الرقص “آن ألان”، التي ظهرت على الساحة الإعلامية أخيرا لتروي الكثير من أسرار الأميرة ديانا والتي ستذكرها تفصيلاً في مذكراتها التي ستُصدر يوم 10 من أيلول.

قررت آن آلان، التي نادراً ما تحدثت علناً عن علاقتها مع الأميرة ديانا، كتابة كتابها الجديد Dancing With Diana: A Memoir للكشف عن الجانب الآخر من الأميرة ديانا، الجانب الراقص منها، والجمال بداخلها، كما أخبرت مجلة People في عدد هذا الأسبوع.

في السطور التالية، تتذكر آلان أكثر اللحظات صراحةً -وأحياناً مروعة!- التي شاركتها مع تلميذتها الملكية.

بعد أسابيع قليلة من زفاف الأميرة ديانا الملكي إلى الملك تشارلز في عام 1981، تلقت مدربة الرقص آن ألان، طلباً يفيد برغبة الأميرة ديانا، التي كانت تبلغ حينها من العمر 20 عاماً، في أخذ دروساً في الرقص. التقت هي وديانا في استوديو خاص في لندن، وعلى مدار السنوات التسع التالية، طورت آلان وديانا صداقة عميقة، وأصبح الاستديو في ما بعد شاهداً على مئات الجلسات السرية بينهما.

كانت أميرة ويلز السابقة آنذاك متزوجة حديثة من الملك تشارلز، ووجدت في آلان شخصاً موثوقاً به يمكنها مناقشة صراعاتها الشخصية وتعقيدات الحياة الملكية بصراحة، بما في ذلك حملها ومعركتها مع الشره المرضي والحزن المتزايد في زواجها من الملك تشارلز.

تحكي آلان عن اللقاء الأول الذي جمعها بالأميرة ديانا قائلة: “سارت مباشرةً نحوي، ومدت يدها وقالت: “كم هو جميل أن ألتقيكِ!”، ثم انحنت آلان وقدمت لها الزهور، وقالت: “صاحبة السمو الملكي”؛ فأجابت من الفور ديانا: “من فضلك ناديني ديانا”، ثم بدأت آن في أول درس للرقص.

بعد بضعة أسابيع فقط من بدء الدروس، اعترفت ديانا لمدربتها بأنها تنتظر طفلها الأول. وفي نهاية الدرس، سألتها إن كان بإمكانها تخصيص خمس دقائق للدردشة، حيث قالت: “آن، أردت أن أخبرك أن طفلاً صغيراً في الطريق. أنا حامل!”، وواصلت حديثها: “أردت أن أخبرك أنه بمجرد الإعلان عن ذلك، لن يسمحوا لي بحضور الدروس بعد الآن، لكنني أود أن أستمر في ذلك لأطول فترة ممكنة، ولا أريد أن أتعرض للضجة؛ ففي النهاية، العديد من السيدات ينجبن أطفالاً”، ثم سألتها آن إن كان زوجها مسروراً، فأجابت: “نعم، تشارلز مسرور”.

بعد ولادتها للأمير وليام في حزيران عام 1982، عادت الأميرة ديانا إلى الاستديو في شهر أيلول لاستكمال دروس الرقص، وتحدثت ديانا مع آن عن حبها للوريث المستقبلي الصغير. وخلال هذه المرحلة تطورت مهارات ديانا، وأصبحت أكثر تمكناً.

في أول حصة للأميرة ديانا بعد ولادتها الأمير هاري، بدت في حالة رائعة، على الرغم من أنها أصبحت أنحف قليلاً، وقالت لمدربتها آن إن وليام كان رائعاً مع شقيقه الصغير، وإنها أحبت مشاهدتهما معاً. قالت ضاحكة: “يبدو أن الجميع سعداء جداً لأننا لدينا الآن الوريث والاحتياطي! كان شعر هاري الأحمر مفاجأة جميلة لأنني أعلم أنه من عائلة سبنسر وكذلك وندسور. والدي سعيد، لكنني لست متأكداً مما يعتقده تشارلز بشأن ذلك”.

تتذكر آن آلان الوقت الذي أمضته مع الأميرة ديانا وهي تفضفض لها عن بداية انهيار علاقتها مع الملك تشارلز، وقتها جلست ديانا على الأرض والدموع في عينيها، وتبع ذلك تدفق من المشاعر، وقالت في أثناء بكائها: “يبدو أنني لا أستطيع فعل أي شيء على ما يُرام عندما يتعلق الأمر بزوجي. أنا أحبه كثيراً وأريده أن يفخر بي، لكنني لا أعتقد أنه يشعر بالطريقة نفسها”. وواصلت: “لا أفهم لماذا أنا لست كافية بالنسبة إليه؛ أعتقد أنه يفضل امرأة أكبر سناً”.

طمأنتها آن في ذلك الوقت وذكرتها بمدى جمالها، وسألتها لماذا شعرت بذلك، فأجابت: “أعلم أنه يرى كاميلا مرة أخرى. هل من المتوقع أن أقبل أنه، مثل أميرات ويلز الأخريات من قبل، أغض المرء الطرف عن وجود حبيبة لزوجي! لماذا لا يحبني؟ أنا حقاً لا أفهم. لقد جربت كل شيء، وحاولت الامتثال لرغباته على الرغم من أنني لا أوافق دائماً. لا توجد عاطفة بيننا، وأنا دائماً وحدي. أريد فقط أن أكون محبوبة. لا يمكنني الاستمرار على هذا النحو. إنهم يتوقعون مني حقاً ألا أقول شيئاً وأستمر. كيف أفعل ذلك؟!”.

وفي أحد اللقاءات بينهما، أوضحت ديانا أن الشره المرضي بدأ عندما بدأت في حضور المناسبات المهمة، وخصوصا العشاء حيث كان عليها الجلوس لتناول الطعام، كان لقاء الكثير من الناس أمراً مرعباً بالنسبة إليها والشعور بأنها تُحكم عليها بكل حركة تقوم بها أو مظهرها أو ما تقوله جعلها تشعر بعدم الارتياح تماماً. على الرغم من أنها اكتسبت المزيد من الثقة على مر السنين، فإنها كانت لا تزال مصابة بالشره المرضي.

في تلك اللحظات عرف اليأس طريقه لقلب ديانا، فلم تكن بكامل تركيزها في الرقص، شعرت بضعف شديد، وسقطت على الأرض، تبكي. وبعد بضع دقائق، بدأت تتحدث من خلال دموعها، قائلة: “أنا فقط لا أعرف ماذا أفعل، آن. أجد نفسي في موقف لا يُطاق. لم أرَ تشارلز منذ أسابيع وهو لا يريد التحدث معي. اعتقدت أنه سيعود إليَّ، ويمكننا حل الأمور. كيف أستمر عندما لا يكون أحد يريدني؟!”. كان جرحها عميقاً، ولم تستطع أن ترى طريقاً للخروج منه.

تقول آن: “كانت ديانا تبحث عن إجابات وحلول صادقة، وتم طرح مسألة الانفصال، لكنني لم أصدق أن الانفصال كان خياراً، وأخبرتها بذلك. لن يوافق القصر أبداً، وبصراحة لم أعتقد أن هذا هو ما تريده. أرادت ديانا أن يكون تشارلز معها وأن يحبها. وقالت وهي لا تزال تبكي: الحفاظ على عائلتي معاً هو أهم شيء بالنسبة إليَّ”.

انتهت العلاقة المهنية بين آلان وديانا في عام 1989 بانتقال آلان إلى أسكتلندا. وتلاشى الاتصال بينهما بمرور الوقت، وعلمت آلان بحادث سيارة ديانا في باريس في أثناء وجودها في حدث عمل في تورنتو.

تتذكر آلان لحظة علمها بوفاة الأميرة ديانا قائلة: “انتهت حياتها في 31 من آب 1997. مثل بقية العالم، كنت في حالة صدمة تامة. كانت أفكاري المتماسكة الأولى تتعلق بوليام وهاري. كيف تخبر شابين أنهما لن يريا والدتهما مرة أخرى؟ لقد بكيت من أجلهما. كما بكيت من أجل تشارلز، الذي سيعاني بشدة، بغض النظر عن الطلاق. كانت ظروف الوفاة مروعة. في يوم جنازتها، انضممت إلى ملايين الأشخاص الآخرين من جميع أنحاء العالم في مشاهدة الخدمة والموكب على شاشة التلفزيون”.

وأضافت: “بعد ذلك، قمت بإقامة وقفة خاصة في المنزل، محاطاً بالشموع والزهور وصور رقص ديانا ورسائلها. كل ما كان بوسعي فعله هو تذكر الوقت الذي قضيناه معاً وتقديره. لقد ساعدني ذلك في ملء الفراغ الذي كنت أشعر به. كنت بحاجة إلى قدر لا بأس به من الوقت على مدار الأشهر القليلة القادمة للتكيف مع وفاتها”.