Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 26, 2024
A A A
مدارس لتعليم الرجال كيفية رعاية أطفالهم وزوجاتهم

منذ عام 2021، تتبنى العاصمة الكولومبية بوغوتا مشروعاً يهدف إلى تعليم الرجال كيف يصبحون «أزواجاً وآباء أفضل».

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، يأتي هذا المشروع في صورة مدارس تعرف باسم «مدارس الرعاية للرجال»؛ حيث يتم تدريب الرجال بها على لعب أدوار مهمة مع أسرهم؛ من بينها تغيير حفاضات أطفالهم وتضفير شعر زوجاتهم.

وتعتقد سلطات المدينة أن المبادرة ستساعد إلى حد ما في معالجة ثقافة «الذكورية» الراسخة في البلاد، عن طريق تشجيع الرجال على المساهمة بنصيبهم العادل في تقديم الرعاية لأسرهم والمشاركة في العمل المنزلي، وبالتالي التقليل من مشكلة «عدم المساواة بين الجنسين» التي يقولون إنها السبب الجذري لكثير من المشكلات في البلاد.

وكشفت دراسة استقصائية أجريت في أواخر عام 2023 عن أن الأعمال المنزلية أصبحت توزع بالتساوي بين الرجال والنساء بشكل أكبر عما كانت عليه في عام 2021، كما وجدت تغييرات جذرية في المعتقدات حول أدوار الجنسين وثقافة الذكورية.

وتشمل الدروس التي يتلقاها الرجال في هذه المدرسة كيفية رعاية الأطفال حديثي الولادة وتغيير الحفاضات وكيفية اللعب مع الأطفال، وطهي الطعام وغسل الملابس وإصلاحها، ورعاية النساء الحوامل وكبار السن، والرعاية العاطفية مثل إدارة الغضب، وكذلك تضفير الشعر، وهو نشاط، رغم بساطته، فإنه يحفز الرجال ليكونوا أكثر دعماً واهتماماً بزوجاتهم.

وتم تطوير المنهج مع عدد من الخبراء في مجال تقديم الرعاية على مدار أشهر عدة في عام 2021.

ويقول خوان كورتيس، قائد مدرسة الرعاية للرجال: «لم تولد النساء بحمض نووي خاص يدفعهن لتقديم الرعاية لأسرهن، بل يتعلمن كل شيء بمرور الوقت. إنها ليست مسألة وراثية، إنها مسألة ثقافية يمكن أن يقوم الرجال باكتسابها».

وأوضح كورتيس أن فكرة المبادرة جاءتهم في الأساس بظل الحجم الكبير للمكالمات التي تلقاها الخط الساخن الذي أنشأه مجلس المدينة أثناء وباء «كورونا»، من رجال أعربوا عن إحباطهم لأنهم لم يتمكنوا من رعاية أسرهم بعد مرض زوجاتهم أو وفاتهن.

وقد استفاد حتى الآن أكثر من 400 ألف رجل بهذه المبادرة، في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة، وفقا لكورتيس الذي قال إن «أكبر صعوبة نواجهها هي إقناع الرجال بالمشاركة. إنه ليس موضوعاً يهتمون به بسهولة، لذلك كان علينا أن نحاول بكل الطرق».

وتنتشر ثقافة الذكورية في كولومبيا على نطاق واسع. وقد وجدت دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الأوروبي على أكثر من 7000 شخص في كولومبيا في عام 2019 أن 70 في المائة من المشاركين الرجال كانوا «متحيزين إلى جنسهم إلى حد ما».

ويؤثر هذا التحيز الجنسي العميق على كل شيء بدءاً من فرص العمل حتى العنف القائم على النوع. وفي عام 2022، تم الإبلاغ عن أكثر من 47 ألف حالة عنف منزلي في كولومبيا، أي ما يعادل حالة واحدة كل 11 دقيقة تقريباً، وفقاً للمعهد الوطني للطب القانوني وعلوم الطب الشرعي في كولومبيا.

وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014، فرضت مدينة بوكارامانغا الكولومبية حظر تجول «تطوعياً» على الرجال، داعية إياهم للبقاء في المنزل والاعتناء بأطفالهم لمدة يوم واحد، بينما تم تنظيم حفلات لزوجاتهم في الشوارع والميادين والحدائق والمطاعم ومراكز التسوق، في إطار مبادرة لمكافحة العنف الأسري.