Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر May 7, 2020
A A A
مختبر مدينة ووهان الصينية… محور الاتهامات!
الكاتب: أ ف ب

شكّل مختبر مدينة ووهان الصينية، محور جدل مع اتهام الولايات المتحدة له بأنه مصدر فيروس كورونا المستجد، غير أن معهد الفيروسات الصيني، هو مركز لدراسة بعض أخطر العوامل المسبّبة للأمراض في العالم.
وتحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد، عن «أدلة هائلة» تثبت أن الفيروس، تسرّب من مختبر المدينة الواقعة في وسط الصين، حيث ظهر الوباء أواخر عام 2019. لكن بكين أكدت أمس، أن بومبيو «لا يمكنه تقديم أدلة» على ذلك «لأنه لا يملكها».
ووصف التلفزيون الصيني الحكومي الاثنين، اتهامات بومبيو بأنها «أكاذيب»، فيما ندّدت منظمة الصحة العالمية بدورها بـ«تكهنات» من دون دلائل.
وأعلن سفير الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف شن جو، أمس، أن بلاده ترفض فتح تحقيق دولي بشأن مصدر «كوفيد – 19»، مشدداً على أن «الأولوية هي التركيز على مكافحة الوباء حتى الانتصار النهائي».
وتشير غالبية الباحثين في العالم، إلى أن الفيروس المستجد انتقل إلى الإنسان عبر حيوان. ويعتقد باحثون صينيون أن سوق ووهان هو مصدر العدوى إذ تباع فيه حيوانات بريّة حيّة.

* ماذا يفعل باحثو مختبر ووهان؟
– يدرس باحثو مختبر ووهان الأمراض الناجمة عن فيروسات. وقد أسهموا أخيراً في اكتشاف المزيد عن «كوفيد – 19».
في شباط/ فبراير، توصلوا إلى نتيجة أن التسلسل الجيني للفيروس مطابق بنسبة 80 في المئة للتسلسل الجيني الموجود في «السارس»، مصدر وباء آخر انتشر بين عامي 2002 و2003، وبنسبة 96 في المئة لذاك الخاص بفيروس كورونا الموجود عند الخفافيش.
وعلى مدى سنوات، أعد باحثو المعهد عشرات الدراسات والأوراق البحثية حول الصلة بين الخفافيش وظهور أمراض في الصين.
ويؤيد العديد من الباحثين الرأي القائل بأن الخفافيش هي مصدر الفيروس المستجد. ويعتقدون أنه انتقل إلى الإنسان عبر نوع آخر من الحيوانات، قد يكون البانغولان.
والجدير بالذكر، أن باحثيَن من المعهد شاركا في 2015 بدراسة دولية إلى جانب جامعات أميركية، جرى خلالها تشكيل عامل حيوي مرضي بهدف تحليل التهديد الذي قد ينجم عن فيروس جديد مشابه لـ «السارس».

* منشآت المعهد
– يملك المعهد أكبر مجموعة من سلالات الفيروسات في آسيا، عددها 1500 عينة مختلفة، وفق موقعه الإلكتروني.
ويملك أيضاً مختبر «بي4» أي «أمراض الدرجة الرابعة» وهي الأكثر خطورة. وهذا النوع من المختبرات هو عبارة عن منشأة تخضع لحراسة مشددة وتحتوي على عينات من فيروسات معروفة مثل إيبولا.
وفي العالم كله، يوجد نحو 30 مختبر «بي4» كلاس 4 باثوجين أو الدرجة الرابعة من مسببات الأمراض. وأنشئ مختبر «بي4» في ووهان الذي افتتح في 2018، بتعاون مع فرنسا وبهدف تطوير استجابة سريعة لظهور الأمراض المعدية.
ويحتوي المعهد منذ عام 2012 على مختبر «بي3» (الدرجة الثالثة)، الذي يدرس عموماً الفيروسات الأقل خطورة، مثل فيروس كورونا المستجد.

* هل من الممكن أن يحصل تسرب؟
– من الصعب الإجابة عن هذا السؤال.
وتفيد صحيفة «واشنطن بوست» بأن السفارة الأميركية في بكين، وبعد زيارات عدة للمعهد، حذّرت السلطات الأميركية في 2018 من أن تدابير الأمن المتخذة في معهد ووهان غير كافية.
ويؤكد المعهد أنه تلقى منذ 30 ديسمبر الماضي عينات لفيروس مجهول ينتقل في ووهان (حدد لاحقاً باسم سارس- كوف -2)، ليقوم بتحليل حمضه النووي في الثاني من كانون الثاني/ يناير، ثم ينقل المعلومات المتوافرة لمنظمة الصحة العالمية في 11 كانون الثاني/ يناير.
ونفى مدير المعهد يوان زيمينغ في ابريل نفياً قاطعاً أن يكون مختبره مصدر الفيروس المستجد.

وفي مقابلة مع مجلة «سيانتفيك أميركان»، أكدت الباحثة شي زينغلي، وهي من أبرز باحثي علم الفيروسات في الصين ونائبة مدير مختبر «بي4»، أن التسلسل الجيني لـ «سارس-كوف-2» لا يتطابق مع أي من «فيروسات كورونا» الموجودة عند الخفافيش التي يجري دراستها في معهدها.

* ماذا يعرف العلماء عن الفيروس؟
– يشير الباحثون إلى حقيقة غياب دليل يعطي مصداقية لفرضية تسرب من معهد الفيروسات في ووهان.
كما لا يوجد دليل رسمي على أن مصدره هو السوق الذي يشتبه ببيعه لحيوانات برية حيّة.
وأكدت دراسة صينية نشرت في مجلة «ذي لانست» في كانون الثاني/ يناير، أن الشخص الذي يعتقد بأنه أول مريض بـ «كوفيد – 19»، لم يكن على صلة إطلاقاً بهذا السوق.
ويقول البروفيسور ليو بون من جامعة هونغ كونغ، إن المجتمع العلمي مجمعٌ على أن الفيروس ليس من صنع الإنسان. ويدعو في الوقت نفسه إلى توضيح مصدره، مشيراً إلى أن «الأمر مهم للصحة العامة، لأننا نريد أن نعرف كيف حصل ذلك و(إذا استطعنا) أن نتعلم» من هذه التجربة.