Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر August 1, 2023
A A A
محيطات العالم دافئة بشكل غير مسبوق… والعلماء يُحذّرون!
الكاتب: شانتال عاصي - الديار

لا يجد العلماء الصفات القاسية اللازمة لوصف حالة المحيطات، حيث ترتفع درجات حرارة سطح البحر على مستوى العالم بشكل كبير. شمال المحيط الأطلسي، على وجه الخصوص، غارق منذ شهور في ما وصفه العلماء بموجة حرارة بحرية «غير مسبوقة». كما كان خليج المكسيك وحوض الكاريبي دافئين بشكل غير عادي.

وصلت درجة حرارة المياه قبالة سواحل فلوريدا إلى نحو 37 درجة مئوية عدة مرات الأسبوع الماضي، وهي درجات حرارة مماثلة لحوض الاستحمام الساخن. علاوة على ذلك، يقول بعض العلماء إن «الأسوأ لم يأت بعد».

وفي هذا الصدد، علّقت سفينيا رايان، عالمة المحيطات في معهد «وودز هول» قائلةً: «لسنا حتى في ذروة الصيف.. عادةً ما يستمر ارتفاع درجة حرارة المحيط حتى أيلول، لذلك أعتقد بالتأكيد أنه يمكننا توقع استمرار موجة الحرّ هذه حتى الخريف».

هذا الشهر، كانت أجزاء من البحر الكاريبي وخليج المكسيك أكثر دفئاً من المعتاد بنحو 5 درجات فهرنهايت. في الأيام الأخيرة، كانت بقعة من شمال المحيط الأطلسي قبالة سواحل نيوفاوندلاند، وهي منطقة عادة ما تبقى باردة نسبياً، أكثر دفئاً بمقدار 9 درجات فهرنهايت من المعتاد، وفقاً لفريديريك سير، عالم أبحاث في «فيشرز أند فيشيز».

يولي العلماء اهتماماً وثيقاً لموجات الحرارة البحرية لأن محيطات العالم ضرورية لقدرة الكوكب على تخزين الحرارة. توصلت الدراسات إلى أن محيطات الأرض قد امتصت حوالى 90 في المئة من الحرارة المحتجزة على الكوكب من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري منذ عام 1970.

نظراً لأن تغيُّر المناخ يتسبب بارتفاع درجة حرارة العالم، يمكن أن تقدم درجات حرارة سطح البحر أدلة حول صحة هذه المسطحات المائية. على هذا النحو، فإن مدى انتشار موجة الحرارة في شمال المحيط الأطلسي، وشدتها ومدتها كلها عوامل تدعو إلى القلق، كما أوضحت رايان. وقالت: «بصفتك عالماً، فأنت تعلم أن هذا يقع في نطاق ما تتوقعه النماذج المناخية أنه سيحدث في مرحلة ما، ولكن رؤية ذلك أمامك أمر مخيف نوعاً ما».

وبعض التأثيرات محسوسة بالفعل. يهدد ارتفاع درجات حرارة سطح البحر قبالة فلوريدا الشعاب المرجانية في المنطقة. وحذّر العلماء من أن موجة الحرارة يمكن أن تؤدي إلى موت جماعي للشعاب المرجانية، مما قد تكون له آثار عميقة في النظم البيئية البحرية في المنطقة.

في أماكن أخرى من المحيط الأطلسي، يتتبع الباحثون التغيرات في توزيع الأسماك مع ارتفاع درجة حرارة المياه. أشارت رايان إلى أن بعض أنواع الأسماك الاستوائية تتوسع في مداها، وتغامر شمالاً أكثر من المعتاد. وتقوم حيوانات أخرى، مثل الحيتان، بتغيير حركاتها لتتناسب مع فرائسها. وتابعت: «نرى بعض الحيوانات تضغط على موائلها، أو يتحوّل بعضها في خطوط العرض إذا كانت قادرة… أو، مثل الشعاب المرجانية في فلوريدا، لا يكون لديها فرصة… وتموت».

وقالت كاثي ميلز، العالمة في معهد أبحاث خليج ماين، إن العواقب طويلة المدى لمثل هذه المياه الدافئة قد لا تكون معروفة حتى لأن مثل هذه الظروف ليست لها مقارنة في التاريخ المسجل. وأضافت: «هذا خارج نطاق أي شيء لاحظناه أو تمكنا من مراقبته في الماضي… لذلك ليس لدينا حتى بيانات نلجأ إليها لفهم تأثير درجات الحرارة المرتفعة».