Beirut weather 25.41 ° C
تاريخ النشر August 21, 2024
A A A
محور المقاومة لا يريد حرباً شاملة إلا إذا…
الكاتب: فاطمة شكر - الديار

منذ اللحظة الأولى لبدء الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة، قررت المقاومة ان تكون جبهة مساندة لغزة، وهي لم تخفِ هذا الأمر عن أحد . ومع استمرار الحرب الوحشية، وسّع حزب الله ضرباته على الكيان ، مدخلاً عناصر عديدة في المواجهة وكان آخرها فيديو عماد 4 الذي اربك العدو وأرعبه.

يرى مصدر سياسي أن ” الكشف عن منشأة عماد 4 توّج الرسائل التي توجهها المقاومة من لبنان إلى العدو الإسرائيلي، بأنّ ما لدينا لم تتمكنوا من كشفه إلا إذا أردنا نحن ذلك” ، وتابع المصدر قوله “إن عماد4 أربك العدو رغم كل قدراته العسكرية المتطورة ، لكنه أكد أن الحزب ومحور المقاومة لا يريدان حرباً إقليمية، وهذا ما أكده قادة المقاومة مراراً وتكراراً، لكن كان لا بد من توجيه رسائل عن القدرات العسكرية والقتالية، ومدى العمق الذي تستطيع المقاومة الوصول إليه لو استمرت الحرب على غزة، مع إمكان الرد الموجع للعدو أيضاً”.

وأكد المصدر السياسي أن “حزب الله لو أراد الذهاب إلى حرب شاملة مباشرة كالتي يسعى ويخطط لها نتنياهو، لما أظهر هذه الفيديوهات والمشاهد التي زادت من إرباك العدو وردعته ، وأضافت روحاً معنوية عالية لجمهور وبيئة المقاومة، رغم ما يتعرضون له من عدوان يقترفه الصهاينة داخل غزة وخارجها، و المجازر التي يقوم بها العدو ضد المدنيين العُزّل، إضافة إلى انتهاكه لكل أنواع حقوق الإنسان وتجاوزه للمعايير الدولية”، وأضاف المصدر “أن المقاومة ستتوسع في إظهار ما تملكه من قدرات بشكل تكتيكي، وهو ما يحسب لها العدو ألف حساب”.

وتابع المصدر قائلاً أن “للمقاومة مرتكزات أساسية، حيث صرّح بعض القادة المقاومين بأن كل ما نراه اليوم ليس سوى 15% من قدرة المقاومة، وتستطيع توجيهه من ضربات أو ردود فعل على جبهة “الإسناد والإشغال”، لكن هذه الجبهة ستبقى وسترتفع وتيرتها كلما بقي العدو مستمراً في حربه وجرائمه ، وذلك بحسب التكتيك العسكري لقادة المقاومة، الذين يتعاملون مع العدو بشكل مركّز ودقيق حيث يوجهون من خلال هذا التكتيك الصفعات، ليتنّبه نتنياهو الى أنه في حال تمادى أكثر سترتفع قوة الرد حتماً”.

وتابع المصدر السياسي “أن هناك دلالات واضحة على فشل جيش العدو في تحقيق أهداف حربه الثلاثة:

– أولاً: بات مؤكداً ان العدو فشل في القضاء على المقاومة في غزة، وهي تواصل عملياتها ضده بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على بدء الحرب.

– ثانياً: لم يفلح العدو في استعادة رهائنه من خلال القوة العسكرية، مما يدفعه الى ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين.

– ثالثاً : فشل “اسرائيل” في فرض سيطرتها على قطاع غزة، حيث يضطر في كل مرة الى الدخول للاستقرار في منطقة محددة ليعود إلى الانسحاب منها، نتيجة تعرّضه المستمرّ لهجمات المقاومة القاتلة.

من هنا ، يؤكّد المصدر السياسي ان “فشل العدو المستمر في قطاع غزة، يدفع واشنطن الى إنقاذ كيان الاحتلال من تداعيات هذا الفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية، من خلال الضغط على حركة حماس للاستسلام للشروط “الإسرائيلية”، لكن حماس حتى هذه اللحظة تؤكد أنه ما لم يحصل عليه العدو في الميدان لن يحصل عليه بالسياسة والضغوطات، وهي ستبقى صامدة وستستمر في مقاومة الاحتلال حتى تحقيق النصر، وما جبهة الجنوب واليمن والعراق التي انخرطت في هذه الحرب التي استنزفت العدو، إلا دليل على دعم ومساندة غزة حتى الرمق الأخير.

ما بات مؤكدا ان الولايات المتحدة شريكة “اسرائيل” في حربها الوحشية على غزة ، سيما أن واشنطن تسعى من خلال المفاوضات الى هدنة مؤقته وليس إلى عدم وقف الحرب، من أجل إطلاق أكبر عدد من الرهائن الصهاينة لدى المقاومة، مقابل الإفراج عن أقلّ عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهذا ما تتنبه اليه المقاومة ، لذا فهي تقاوم بصلابة الضغوط الأميركية، وتصرّ على مطالبها وشروطها لإنجاز ايّ صفقة تبادل.