Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر July 21, 2024
A A A
“محاولة” اغتيال ترامب.. وإبادة شعب!
الكاتب: مرسال الترس

كتب مرسال الترس في “الجريدة”

تساءلت العديد من الجهات عن خلفية هذا الإصرار من المراجع الدولية، على موازاة الضحية بالجلاد في الحرب على غزة، مسقطة من ذاكرتها المجازر التي ارتكبتها الاحتلال الإسرائيلي منذ أن أنشأ كيانه في العام 1948 على أرض فلسطين، والتي دفعت بقيادات في المقاومة في العام 2023، إلى تلقين الكيان الصهيوني الدرس الذي تستحقه، بتهديم مقولة “الجيش الذي لا يُقهر” الذي اعتمدته بعد نصرها ببضعة حروب مع جيوش عربية يقتصر وقتها على بضعة أيام!
ففي حين ضج العالم مؤخراً بمحاولة إغتيال المرشح للرئاسة الأميركية الرئيس السابق دونالد ترامب، فإنه يتعامل بسطحية مطلقة إلى حد التجاهل إزاء المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة التي باتت هباء، مصحوبة بسقوط ما يقارب الأربعين ألف شهيد بقنابل ضخمة من انتاج الحكومات الأميركية والغربية، إذا حذفنا من حسابات هذا الرأي العام العالمي المجازر التي ارتكبتها “إسرائيل” المغتصبة على أرض فلسطين في العقود الثمانية المنصرمة.
وها هو ترامب نفسه يهدّد بالويل والثبور وعظائم الامور بوجوب إعادة الرهائن الاميركيين قبل تسلمه السلطة! وبأنه سيجبر حر كة “حماس” على دفع ثمن باهظ للغاية إذا لم تلبِ طلبه، متجاهلاً في الوقت عينه كيف أن “الكنيست” الإسرائيلي اتخذ قراراً برفض كل ما يتعلق بحل الدولتين. مع العلم أن مثل هذا الحل قد يكون مدخل المنطقة الى واحة من سلام لا يبدو أن كيان الاحتلال يرغب به أو يسعى اليه في أي يوم من إمساكها بزمام الأرض.
ويبدو أن المنظمة الوحيدة الدولية التي تغرّد خارج السرب هي محكمة العدل الدولية، التي رأت أن سياسات “إسرائيل” الاستيطانية، واستغلالها للموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية، انتهاك للقانون الدولي.
ولكن، منذ قرن كامل، حين أهدى وزير خارجية بريطاني الأرض الفلسطينية لليهود المشتتين في الأصقاع الأربعة، عبر ما يسمى بـ “وعد بلفور”، ومختلف المنظمات الدولية تنظر بعين عوراء لكل ما يتصل بهذه المنطقة من العالم، التي انتُهكت حقوقها على مرأى ومسمع من كل العالم، الذي يرتدي على ما يبدو نظارات سوداء لا يرى من خلالها إلاّ كل ما يتصل بتحقيق أحلام المنظمات اليهودية، والتي تتحكم برقاب العالم أجمع، عبر لوبياتها القابضة على مفاصل الحكومات في الغرب الذي بات أسير استرايجياتها فقط لا غير!