Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر February 21, 2024
A A A
مجلس الامن والفيتو… ما النفع؟
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

ازاء كل ما يجري في غزة من حرب ابادة يشنها العدو الاسرائيلي على مرأى ومسمع جميع الامم، ومع استخدام اميركا للمرة الثالثة حق النقض بمجلس الامن منذ ٧ تشرين الاول الماضي وحتى الامس على مشاريع قرارات تدعو لوقف اطلاق النار، لا بد من التساؤل حول فائدة وجود مجلس الامن اذا كان فيتو واحداً يعرقل قراراته هو المنوط
مسؤولية رئيسية، بموجب ميثاق الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على السلام والأمن الدوليين؟
بالامس استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) مرة أخرى ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
القرار الذي حظي بتأييد 13 دولة عضوا في المجلس مع امتناع بريطانيا عن التصويت اسقطته اميركا بضربة فيتو بحجة انه يقوض جهود تبادل الاسرى ما دفع ممثل الجزائر الدائم لدى مجلس الأمن عمار بن جامع الى الاعتراض مشيراً الى ان رفض مشروع القرار يشكل موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين.
ويقول مراقب ديبلوماسي في دردشة لموقع المرده ان هذا النقض المستمر لاميركا ضد اي مشروع قرار يطال اسرائيل يدفع الى التساؤل عن نفع وجود مجلس امن طالما ان الفيتو الواحد من قبل دولة دائمة العضوية في المجلس يسقط اي قرار مهما كان ضرورياً او مهماً او انسانياً.
ويعتبر المراقب ان اميركا تغرد دائماً خارج سرب زملائها في المجلس لافتاً الى ان الصين عبرت عن احباطها من فشل
المجلس في تبني القرار، وروسيا اعتبرت ان واشنطن أعطت بقرارها رخصة وغطاء لإسرائيل لقتل الفلسطينيين وهما دولتان دائمتا العضوية في المجلس، اما السعودية فرأت ان نقض المشروع يفاقم الوضع الانساني ولا يخدم جهود الحوار والحل السلمي وان هناك حاجة لاصلاح مجلس الامن من اجل الاضطلاع بمسؤولياته بمصداقية ومن دون ازدواجية المعايير، ما يعني انه مهما ارتفعت الاصوات لا صوت يعلو فوق الفيتو الاميركي وهذا يعني السقوط امام الاعتبارات السياسية بدل بذل الجهود لرفع المعاناة الانسانية عن الشعوب.
ويضيف المراقب ان المعاناة في غزة ستستمر وسيستمر استهداف المدنيين ومعه استمرار سياسة التجويع لافراغ الارض من اهلها وناسها وهذا بحد ذاته جريمة حرب تعاقب عليها القوانين ولكن لا حياة لمن تنادي طالما اميركا تسند ظهر اسرائيل وتمنعها من السقوط.
ويختم المراقب دردشته بالتأكيد على ضرورة عدم الكيل بمكياليين فيما يخص امن وسلامة الشعوب والا ما نفع وجود مجلس الامن؟!