Beirut weather 27.41 ° C 3 Jul 2025 - 16:36:17
تاريخ النشر June 13, 2025
A A A
مجزرة إهدن ١٩٧٨: جرح في الذاكرة اللبنانية لا يندمل
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

في صباح حزين من صيف ١٣ حزيران ١٩٧٨ وكان يوم ثلاثاء استيقظ لبنان على واحدة من أبشع المجازر في تاريخه.
مجزرة دنست ارضاً لطالما كانت موئلاً للنساك والقديسين والبطاركة وانطلاق الرهبانيات ومرتكبوها من المسيحيين الذين يرفعون الصليب كشعار لهم.
مجزرة مروعة ادت الى استشهاد النائب والوزير طوني فرنجيه وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان إلى جانب ٢٨ شخصاً من المواطنين الأبرياء بينهم الشيوخ والنساء والطلاب الذين كانوا يتحضرون لامتحاناتهم الثانوية والجامعية.
مجزرة سُطّرت بالدم والغدر لتشكل وصمة عار في ذاكرة وطن شجبها اهله من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب فيما تباهى فاعلوها بإجرامهم.

مجزرة كسرت كل الخطوط الحمراء وكل الاعراف تجرد منفذوها من اي انسانية وكانوا وحوشاً بشرية حسب الصور الملتقطة للشهداء وحسب التحقيقات.
مجزرة رهيبة منظمة حرفت الانظار عن ما يجري في الجنوب اللبناني وقصمت ظهر المسيحيين على ما ذكر اكثر من محلل سياسي وشكلت بداية انهيار كل المحرمات.
بعد مرور ٤٧ سنة، لا تزال مجزرة إهدن حاضرة في وجدان اللبنانيين، لان ما جرى لم يكن مجرد تصفية سياسية، بل جريمة إنسانية نازفة، عكست بمرارتها عمق الشرخ الذي عاشه لبنان ولا يزال يعاني من تداعياته حتى اليوم.
مجزرة إهدن ليست صفحة ونطويها بل هي درس قاس سيبقى حياً في الذاكرة ليس لنكىء الجراح فنحن سامحنا ولكن لأخذ العبر والدروس.