Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 13, 2018
A A A
مجزرة إهدن: بدايةٌ لانكشاف عملاء إسرائيل
الكاتب: أسعد المكاري

١٣ حزيران ١٩٧٨ ..محطة فاصلة في تاريخ لبنان الحديث .. فقد انكشفت الرؤوس الحامية التي كانت تنادي “بالمجتمع المسيحي فوق كل اعتبار ” وإذا بها تنفّذ مخطط ” الدولة اليهودية التوسّعية ” .. وكانت بداية الحلم الصهيوني ضرب القلعة المارونية إهدن لما لها من دور وطني عبر التاريخ ولأهلها من عنفوان وقدرة على التعايش مع باقي الطوائف اللبنانية الأخرى وإقامة الكونتون المسيحي التابع لإسرائيل وتقسيم لبنان إلى كونتونات طائفية لا تقوى على النهوض … وإنما المشروع الصهيوني قد فشل لوجود القائد طوني فرنجيه في إهدن واستشهاده مع مجموعةٍ من الشبان الذين قدّموا أرواحهم زوداً عن كرامة الوطن وكانوا أول الشهداء في منع تقسيم لبنان ..
لقد انتهى الحلم الذي راود بعض الخائبين الذين تعوّدوا تأمين مصالحهم على حساب الوطن …
والتعامل مع الشيطان من أجل بعض المراكز الفانية والمكاسب الصغيرة … إن الأخطاء التي رافقت تلك المرحلة عند البعض أدّت إلى بداية انكشاف اللعبة القائمة ، وانكشاف لعملاء إسرائيل .. لقد كان الدم الذي أستنزف في إهدن هو دم الكرامة الوطنية وليس دم الأهدنيين فقط ..
ودم الطفلة ابنة الثلاث سنوات جيهان طوني فرنجيه هو دم السلام اللبناني .. ومن هنا كان انهزام المشروع الصهيوني في لبنان .. لأن هذا الوطن وعلى مرّ العصور شهد الكثير من الغزوات
الخارجية ، وعبر بعض ضعفاء النفوس تجار الهيكل العملاء الصغار .. وكان في كل مرّة يعود وينهض لأن شعبه لا يعرف الإستسلام وإن كثر الإستزلام ! إن مجزرة إهدن الغادرة هي عبرة لمن لا يعتبر ونحن نستذكرها ليس لنكأ الجراح وإنما
للتنبيه بأن العبث بأمن الوطن من أجل بعض المراكز هو انتحار للذات فالوطن أكبر من الأشخاص وعصيّ على التقسيم .. هكذا أراده القائد طوني فرنجيه عندما قال ” لن يمر التقسيم إلا على أجسادنا ” .. وإذا كانت ذاكرة البعض ميّتة فإن ذاكرة الوطن لا تموت ، والتاريخ هو ذاكرة الوطن .. لقد وقف القائد طوني فرنجيه في وجه التقسيم ومنعه بجسده وأجساد عائلته ورفاقه ولولاهم لكنّا نعيش في كونتونات هزيلة تتناهش بعضها وتحكمها ” الدولة اليهودية ” .. رحم الله شهداؤنا الأبرار وأطال عمر الوطن …

أسعد بدوي المكاري: كاتب وشاعر