Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر October 15, 2024
A A A
مجزرة أيطو …ما هي الرسالة الاسرائيلية؟!
الكاتب: حسناء سعادة - سفير الشمال

كتب نجيب محفوظ يوماً ‏”لا أخشى على ظهري من عدو شريف بقدر ما أخشى على صدري من صديق مخادع” هذه المقولة قد تكاد تصح بحذافيرها اليوم، لكنّ عدونا ليس بشريف، فهو لا يحترم القوانين ولا المواثيق ولا معاهدات الحروب ولا اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، كما ان الصديق ليس بمخادع فهو مريب وكشف وجهه في اكثر من موقف ويكاد يقول خذوني.

مجزرة ايطو في قضاء زغرتا، التي اتت على ٢١ نازحاً من بلدة عيترون الجنوبية جاءوا الى منطقة آمنة مسالمة هرباً من جحيم الحرب والة القتل الاسرائيلية، هي جريمة حرب موصوفة وبامتياز اذ ان العدد الاكبر من شهدائها من النساء ومن كبار السن ولكن المسبب الاكبر لها هي الشائعات والترويج لوجود اسلحة وقياديين من حزب الله في المنطقة من قبل الاصدقاء المخادعين وناشري الاضاليل لغاية في نفس يعقوب لا اكثر ولا اقل.

واهم من يعتقد ان العدو الاسرائيلي لا يعلم بوجود السلاح من عدمه في قضاء زغرتا، فجواسيسه وازلامه ينتشرون في كل لبنان وهو على يقين ان لا امتدادات لحزب الله في قضاء زغرتا ولا اسلحة ولا قيادات حزبية او مقاتلين لكنه يريد ارسال رسالة واضحة بعدم احتضان النازحين وخلق فتنة بين اهل الوطن الواحد وتأليب الناس على بعضها البعض.

بالفعل اعداء الداخل اوحش من اعداء الخارج وهم سارعوا فوراً للتنظير على الشاشات وكيل الاتهامات وتخويف الاهالي ودفعهم الى طرد النازحين وهذا لم ولن يحصل “لاننا لن نسمح لاسرائيل تجريدنا من انسانيتنا” على ما قال رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه بالامس تعليقاً على الغارة التي طالت منزلاً في ايطو مؤكداً ان زغرتا مسالمة وتحتضن نازحين مسالمين وقصف المعيصرة ودير بللا وايطو هو لتخويف المجتمع المسيحي من اخيه اللبناني”.

مجزرة ايطو ليست الاولى في مناطق آمنة ومسالمة وبالطبع لن تكون الاخيرة، فالعدو الاسرائيلي لا يفرق بين مدني ومحارب او بين مسعف وعامل اغاثة ومقاتل فـ ” شعب الله المختار” لو قيض له ان يقضي على كل من يقف في طريق معتقداته وتوسعاته لن يتأخر وباي وسيلة ممكنة حتى على حساب من يقف بصفه من اهل البلد وهذا يستدعي حواراً برأي فرنجيه لمعرفة لماذا نكره بعضنا البعض وتتم المراهنة على العدو ضد الشريك في الوطن.

مجزرة ايطو قصدت تخويف الاهالي قبل اي شيء وشهداء الغارة المعادية ليس بينهم اي مسؤول حزبي على ما اثبتت التقارير الامنية والصحية وبالتالي باتت الرسالة الصهيونية واضحة: “إنبذوا النازحين واتركوهم في الشوارع عسى الا تعود هناك بيئة حاضنة لحزب الله وهذا ما لا يمكن أن يحصل