Beirut weather 24.1 ° C
تاريخ النشر June 5, 2017
A A A
متى تحتاجون إلى الأكل أكثر؟
الكاتب: الجمهورية

الأمر الذي لا يأخذه كثير من الأشخاص على محمل الجدّ هو أنّ حذف سعرات حرارية عديدة قد يؤدي في الواقع إلى العجز عن خسارة الوزن، والتعرّض لمجموعة ردّات فعل عكسية. فما هي؟
تقييد الكالوري بشكل مبالغ يؤدي دائماً إلى نتائج عكسية، والسبب يرجع إلى حاجة الجسم إلى مجموعة معيّنة منها كي يتمكّن من حرقها بفاعلية.

يجب اعتبار الطعام بمثابة مادة تُشعل الجسم، بحيث إنه يحفّز عمليّة الأيض ويجعل خسارة الوزن ممكنة. عندما تحصلون على كمية طعام كافية، فإنّ الجسم يستخدم الأكل أولاً للحصول على «الوقود»، ثمّ يتوجّه نحو الدهون التي يحتفظ بها لتحويلها إلى طاقة.

غير أنّ تقييد السعرات الحرارية بشدّة يُدخله في حالة جوع، فيبدأ بتفكيك الأنسجة العضلية للاحتفاظ بمخازين الطاقة، ما يؤدي من دون شك إلى إبطاء الأيض وجعل خسارة الوزن أصعب.

من المعلوم أنّ الاحتياجات للوحدات الحرارية تختلف وفق الجنس، والعمر، ومعدل الحركة، والأهداف. عندما لا يتمّ تأمين الاحتياجات اليومية المطلوبة، يصعب على الجسم إتمام وظائفه البيولوجية الأساسية للبقاء بصحّة جيّدة. وإذا كنتم غير أكيدين من حصولكم على الكالوريهات الملائمة لكم، في ما يلي مجموعة إشارات تدلّ على أنكم قد لا تستهلكون كمية طعام كافية ولا تبلغون حتّى نتائج إيجابية على الميزان:

التفكير في الطعام بانتظام

هل تعجزون عن إتمام الأعمال المتوجبة عليكم عصراً لأنكم تخطّطون للوجبة المسائية؟ من المرجّح إذاً أنكم لا تستهلكون كمية طعام كافية. إنّ إدخال السناكات بين الوجبات الرئيسية يساعدكم على رفع مجموع كالوريهاتكم المستهلكة يومياً، ويدفعكم إلى التركيز على أمور لا علاقة لها بالطعام. لردع الجوع والمبالغة في الأكل، ينصحكم الخبراء بمزج الطعام الغنيّ بالبروتين مع مادة أخرى مشبّعة بالألياف، كحفنة من المكسرات أو شريحة جبنة مع حصّة من الفاكهة.

حذف الوجبات أو السناكات

الإستغناء عن الفطور وتجويع النفس إلى حين موعد الغداء لا يشكّل المفتاح لخسارة الوزن. أنتم بحاجة حتماً إلى مراقبة الكالوري لخسارة الوزن، لكن على الصعيد النفسي فإنكم ستشعرون بالحرمان المستمرّ إذا استغنيتم عن رقم كبير، وهذا ما يجعلكم أكثر ميلاً إلى التخلّي عن الحمية لاحقاً. إذا كنتم تتّبعون خطة غذائية تتضمّن فقط 3 وجبات غذائية صغيرة في اليوم، فلا عجب من استمرار شعوركم برغبة شديدة في تناول المزيد.

للبقاء في المسار الصحيح مع أهدافكم المتعلّقة بخسارة الوزن، يجب الحصول على 3 وجبات رئيسية وسناكين صغيرين يومياً، مع الحرص على توفير مصادر جيّدة من الكالوري كالخضار، والفاكهة، وصدر الدجاج، والسمك، والدهون الصحّية، والحبوب الكاملة.

إضطراب الدورة الشهرية

في حال خسارة الوزن بوتيرة صحّية، يجب عدم ملاحظة أي تغيّر في الدورة الشهرية. أمّا في حال عدم استهلاك سعرات حرارية كافية، فقد يسبّب ذلك عدم انتظام الطمث. لا بل أكثر، يقترح العلماء أنّ هذا الأمر قد يؤدي إلى عدم حدوث الدورة الشهرية إطلاقاً لأنّ الجسم لا يملك الدهون الكافية لإنتاج الهورمونات الجنسية التي تحفّز حصولها.

أوجاع رأس قويّة

يعتمد الدماغ على الغلوكوز المتوافر في الدم، والذي يأتي من الكربوهيدرات المستهلكة. غير أنّ تقييد الكالوري والكربوهيدرات كثيراً يجعل الجسم متعطّشاً للطاقة. إنّ الشعور بالدوخة، أو التوعّك، أو أوجاع رأس قويّة غير مبرّرة قد تشير إلى عدم حصولكم على كمية طعام كافية، وانّ معدل السكر في الدم قد انخفض كثيراً. غير أنّ إضافة مزيد من الكالوري والكربوهيدرات إلى غذائكم يجب أن توقف هذه العلامات التي تنتابكم، وتساعدكم على التخلّص من الكيلوغرامات أسرع.

سرعة الإنفعال الشديد

إذا سبق أن انتظرتم مطوّلاً قبل تناول العشاء، فإنكم بالتأكيد قد شعرتم بهذا المزيج المزعج بين الجوع الشديد الذي يدفعكم إلى العصبية. الأمر ذاته يحدث عند تقييد السعرات الحرارية بشدّة. إذا كنتم تحاولون خسارة الوزن، عليكم السيطرة على الكالوري بما يكفي فقط للحصول على جسم رشيق أكثر، وليس لتغيير مزاجكم.

عدم الشعور بالرضى بعد الأكل

الإكتفاء بسَلطة خضار خفيفة على العشاء سيجعلكم تشعرون وكأنكم لم تحصلوا على أيّ طعام، وبالتالي تريدون المزيد. غير أنّ تعبئة باقي الطبق بالحبوب الكاملة، والدهون الصحّية، والبروتينات المنزوعة الدهون سيَحول دون أن تنتابكم الشهيّة على الحلويات.

ناهيك عن أنكم بذلك ستؤمّنون لأجسامكم المغذّيات الضرورية لها. يُذكر أنّ السيطرة على الحصّة لا تعني إطلاقاً تناول كميات صغيرة، إنما استهلاك حصص أكبر من المأكولات الصحّية، في مقابل كميّات أصغر من المواد غير الصحّية.