Beirut weather 25.77 ° C
تاريخ النشر October 3, 2021
A A A
مبادرات شعبية لمساعدة القرى الأكثر فقرًا.. والدولة في سبات عميق!
الكاتب: راشيل كيروز - النهضة نيوز

 

في ظل غياب الدولة، وتقاعسها تجاه العديد من المناطق اللبنانية، انطلقت حملات لمساعدة المناطق المهملة والمتروكة لمصيرها.
فيدراليةٌ من نوعٍ اخر، حام هي احدى القرى اللبنانية في محافظة بعلبك الهرمل. قرية محرومة من أبسط حقوقها لا تعترف بها الدولة.
بالتعاون مع طلاب الجامعيين التعبئة التربوية في حزب الله، انطلقت مبادرة شبابية متنوعة، بإسم شباب جمعية اتحاد العهد وانطلق المشروع عبر فحص المناطق الأكثر فقرًا.
الحملة تتألف من متطوعين من مناطق عدّة، من أقصى الجنوب الى أقصى البقاع، من جميع الطوائف. وتنوّه أنها تستقطب العديد من القرى الفقيرة من دون تمييز طائفي.
تتمول الحملة من المتطوعين اللذين شاركوا، ويفوق المبلغ 500 مليون ليرة،أمنت التعبئة التربوية أول يوميّن بدل نقل واهتم الطلاب المتطوعون بالباقي، ان كان من وقتهم وقدراتهم ومادياتهم.
بعد الاستطلاع، لاقت حام انتباهًا شديدًا لدى المبادرة الشبابية لعدّة اسباب كفقرها وقلّة مواردها، فالكهرباء لا تصل اليها ولا يوجد مولدات اشتراك، وكأن أبناء بلدة حام يعيشون في منفى.
لا تزال المنازل في حام تغطيها أسقف مصنوعة من جزوع الشجر، والحمام خارج حرم المنزل، وأهلها متروكين لمصيرهم في الشتاء.
للمرة الأولى يُطلق مشروع ضخم في قرية واحدة، وتحمل المبادرة 13 مجال عمل وأبرزها: ثقافية- تربوية- فنية- تنموية- خدمة اجتماعية- ترميم المنازل- ترفيه الاطفال- سياحة خدماتية- جانب شبابي- جانب زراعي- صحة- اعلامي ومواطنين.
حمل الجانب الثقافي في المبادرة إحياء المسجد في حام وترميمه وتمّ تركيب نظام طاقة شمسية، وفي جانب التربوي كان هنالك موجّه تربوي من بين المتطوعين قام بلقاء مع شباب حام ووجههم عبر مناقشة الاختصاصات التي يودّون خوضها. وتم توزيع حصص قرطاسية وشنط مدرسية الى تلاميذ مدرسة حام الرسمية.
ستقوم المبادرة بتقديم حاسوب للمدرسة، وترميمها بالتنسيق مع وزارة التربية وبلدية معربون الوصية على بلدة حام، وتوزّع كتب دينية لسكان القرية. قام المستوى الفنّي برسم جدارية على الجبل تحت اسم “محمد” ويتم رسم جدارية اخرى تحمل صورة شهداء حام.
خلقت المبادرة فرص عمل في حام، وقامت بتدريب شبان على الحلاقة، وقدمت عدّة كاملة لأن لا يوجد في القرية حلاق، ويتم درس تقديم مواشي للسكان لتأمين الدخل عبر بيع منتوجاتهم.
توزّعت حصص غذائية لكل أبناء القرية، وترممت الطرقات بتطوع من طلاب الجامعة الأميركية واليسوعية والعديد من الجامعات، تطوع اربعة مهندسين لترميم المنازل القديمة للمساعدة قدر الامكان وللمحافظة على طابعها القديم. للاطفال حصة كبيرة أيضًا، فقد تم توزيع ثياب لكل أطفال حام، وكان هنالك نشاط تفاعلي قامت به طالبات متطوعات وأنشأت الحملة حديقة ألعاب.
خولة، فتاة مم ذوي الاحتياجات الخاصة من حام لم تستطع اللعب في الملعب الذي ركبه المتطوعون، فقامت الحملة بشراء أرجوحة كبيرة لتستطع خولة اللعب عليها مع والدتها.
قام متطوعون من طلاب جامعات عديدة بالعمل في اختصاصهم، لمساعدة الحملة في القرية من ناحية علاج فيزيائي وممرضين، هندسة وطب لتغطية كل أنواع المساعدة للسكان.
يقوم أهالي حام بخبز كل أنواع الخبز لأن ببساطة لا يصل موزعو الافران الى القرية، وذلك هو على الأقل أبسط المتطلبات الحياتية الغذائية التي حُرمت منها البلدة. وفي هذا السياق قامت الحملة بطلب من أرملة تخبز في حام وتوزع فطوراً يوميًا للحملة ما شكل مردود اخر للسيدة.
بالنسبة الى المراهقين في البلدة، فقد قام المتطوعون بتوزيع حصة وفي داخلها مصلاّية، ومجموعة من الكتب للتشجيع على المطالعة.
ركز الشق الزراعي في حام من ناحية التعاون مع مؤسسة جهاد البناء، بقيام عدّة مشاريع زراعية أبرزها: تربية المواشي، تلقيح جمبع المواشي، زراعة التفاح، وزراعة الزعفران لأن حام تعدّ منطقة خصبة ومناسبة للزعفران وصناعة النباتات المعطرة.
دعمت الحملة أهالي القرية بشراء المنتجات، كالتفاح والعسل وهو يعتبر من أفضل العسل في لبنان.
كما أُقيم يوم للصحة بالتعاون مع الهيئة الصحية الاسلامية، وتم توزيع الأدوية مجانًا وانشاء مستوصف ميداني، يستقبل حوالي 150 حالة. أمّا بالنسبة الى حالات الأمراض المزمنة فقاموا بتعبئة استمارات لتقديم الأدوية المزمنة من الهيئة الصحية. قدمت حقيبتيّ اسعافات أولية من الدفاع المدني وتم رصد تلاميذ التمريض، كما ستقام دورة كاملة للاسعافات الأولية نظرًا الى عدم وجود مستشفى في القرية.
الى جانب مساعدة حام، قدمت الحملة لقريةٍ معربون حصص قرطاسية، وملابس لتلاميذ القرية لتشجيع بدء العام الدراسي القادم.
نوّهت الحملة أنها لديها أرض على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وستعمل في المستقبل على زرع الاف من شجر الأرز كحملة شعبية لشباب لبنان والتي تُعتبر مقاومة من نوع بيئي نظرًا لرمزية الشجرة وهي واقفة شامخة بوجه العدو “الاسرائيلي”.