Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر September 20, 2023
A A A
ما يجري داخلياً لعب في الوقت الضائع هل يسيّل الحوار الأميركي – الإيراني رئاسياً؟
الكاتب: وجدي العريضي - النهار

خلَت الساحة اللبنانية من الموفدين الدوليين والعرب، واتجهت الأنظار الى لقاءات نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحديداً من الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، وعلى هذه الخلفية تأجلت زيارة الموفد القطري محمد ناصر الخليفي الى بيروت، بانتظار ما ستُفضي اليه لقاءات نيويورك ليُبنى على الشيء مقتضاه محلياً أو في حال حصول تطورات على صعيد ما يجري بين وزراء خارجية الدول الخمس، فقد تتغير أجندة الموفد القطري الذي زار إيران قبيل توجهه الى العاصمة اللبنانية . وثمة معلومات تربط كل هذا الحراك وما يحصل في الداخل والخارج بالحوار الأميركي – الإيراني، الذي يرجح ان يترك اثره في الاستحقاق الرئاسي، بمعنى هناك ترقب لما سيصل اليه الحوار المذكور حيث سيكون له تداعياته الإيجابية لبنانياً ، وثمة أجواء أن الدوحة جزء من الشراكة دون اغفال الدور السعودي الأساسي، وما يميز الرياض أنها ومن خلال الدائرة الضيقة المحيطة بالدبلوماسية السعودية في بيروت لن ولم تدخل في لعبة الأسماء ومقاربتها للملف اللبناني أضحت واضحة ولا يحتاج الى اجتهادات.

توازياً، تشير مصادر سياسية مواكبة لمسار التطورات الرئاسية لـ “النهار”، أن الأمور لا زالت تدور في حلقة مفرغة، كاشفة المؤكد وخلافاً لما قيل أن الموفد القطري يحمل اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، فالمعلومات تشي باسمين موضوعين في حقيبته دون الإفصاح عن الاسم الثاني الذي عاد ليتحرك سياسياً واعلامياً بعدما وصلته إشارات قطرية في هذا الإطار . وبالمقابل الاستنتاجات التي ضجت بها الساحة الداخلية في الأيام الماضية من لقاء قائد الجيش مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وزيارة الأخير الى بنشعي ولقائه برئيس تيار المرده النائب السابق سليمان فرنجيه، فكل التحليلات التي صبت حول الزيارتين لا يُبنى عليهما رئاسياً، أي أن المسألة في ظل أجواء مؤداها أن الخيار الثالث قد يكون المخرج من الاصطفافات الحالية بين فريقي النزاع المعارضة والثنائي الشيعي، وبالمحصلة الربع ساعة الأخير من سيحسم معركة الرئاسة كتقليد متبع منذ الاستقلال الى اليوم وان كان هناك تفاوت بين انتخابات وأخرى، بمعنى كل الاحتمالات الرئاسية واردة.

وتردف أن العناوين البارزة التي ترسم الخط الرئاسي البياني من لقاءات نيويورك الى ما ستصل اليه جولات الموفد القطري، ومن ثم الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فتلك العناوين تُلعب في الوقت الضائع لحين تمرير واشنطن لكلمة السر الرئاسية في الدقائق الحاسمة ، وهذا ما يؤكده أحد الذين زاروا العاصمة الأميركية مؤخراً، اذ عادت واشنطن ودخلت على الملف اللبناني الأمر الذي كانت أكدته معطيات قبل زيارة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى بيروت والتي تميزت بلمسات رئاسية من خلال دلالة تسريب صورة العشاء الذي جمعه الى مائدة قائد الجيش، بمعنى لم تقتصر زيارته على الترسيم البرّي، بل وصلت الى الترسيم الرئاسي وفق الذين واكبوا وتابعوا زيارته آنذاك.

أما على خط الحوار، فتتابع لافتة أن مناورة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل نجحت عبر إشارة إيجابية باتجاه رئيس المجلس النيابي، ولكن في الوقت عينه أفرغ الحوار الذي دعا اليه بري من مضمونه عندما أصرّ باسيل على ضرورة أن تجلس قيادات الصف الأول بعيداً عن رئيس ومرؤوس وتناقش مسألة الاستحقاق الرئاسي، ما يعني أن طاولة برّي الحوارية لا زالت تعاني وموضع مناورة وقصف سياسي وان كان بعض زوار عين التينة يشيرون الى أن رئيس المجلس أوعز بعدم الرد على أي طرف سياسي حول كل ما يتناول الحوار بصلة، وبالتالي أنه متفائل لناحية عودة البعض عن مواقفهم وتلبية دعوته والجلوس الى طاولة الحوار.

وأخيراً، ازاء الأجواء الضبابية التي تلفّ البلد فثمة حالة ضياع تحيط بمعظم المرجعيات والقيادات السياسية وتحديداً حول الاستحقاق الرئاسي ويردد البعض في مجالسه أن لا رئيس في المدى المنظور والأمور قد تستغرق أشهراً وربما أكثر بكثير، فيما البعض ومنهم مرجعية بارزة أكدت نهاية الأسبوع المنصرم أمام بعض المقربين منها توقعها بأن يكون منتصف تشرين الأول آخر مهلة لانتخاب الرئيس وربما قبله بناء على معطيات يملكها في حال لم يحدث ما يعيد خلط الأوراق في الداخل والخارج، حيث الأنظار متجهة الى الحوار الأميركي – الإيراني، ووفق ما يصلهم من معلومات يتخطى اطلاق الرهائن ليلامس الموضوع النووي، ولهذه الغاية كل ما يجري داخلياّ لعب في الوقت الضائع.