Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر October 18, 2017
A A A
ما هي الـ GTA التي ادمنها منفذ جريمة زقاق البلاط؟
الكاتب: النهار

لا شك ان ألعاب الفيديو تلعب دوراً كبيراً في التأثير على الأشخاص ولا سيما على الأطفال والمراهقين. صحيح ان بعض هذه الالعاب قد يكون مفيداً من الناحية التعليمية والتربوية، ولكنها في كثير من الأحيان تطبع اثرا سلبيا وتظهر آثارها على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، لا سيما تلك التي تتسم بالعنف والقتال وتعزيز حس الجريمة.

من هنا ليس من المستغرب أن نسمع بأن لعبة ما قد تكون فعلاً سبباً رئيسياً في دفع طفل أو مراهق لإرتكاب جريمة ما، تماماً كتلك التي حصلت صباح اليوم في منطقة #زقاق_البلاط مع الفتى علي يونس والتي تشير بعض الروايات بأن للعبة GTA Grand Thift تأثيراً مباشراً على ارتكابه هذه الجريمة، تطبيقاً فعلياً للعبةٍ يُقال بأنه كان مولعاً بها.

فما هي هذه اللعبة وما هي أبرز خصائصها؟
وتعتبر لعبة GTA من أقدم وأشهر ألعاب الفيديو على الإطلاق تم إصدارها منذ العام 1997 وأصدرت نسخ عدة وأجزاء منها على كل الأجهزة تقريباً مثل الكمبيوتر و PlayStation و Xbox. سر شهرة لعبة GTA أنها لعبة متكاملة تجمع مميزات جميع الألعاب الأخرى في لعبة واحدة وتعتمد على وجود شخصية تعيش في مدينة، يمكن للاعب التحكم بها بشكل كامل من ركوب و سرقة السيارات و الطائرات إلى مضايقة الناس في الشارع، وعلى اللاعب إتمام مهماته في إطار قصة داخل اللعبة، او يكون له الحرية الكاملة في أن يلعب مثلما يريد بدون إتمام المهمات و ملاحقة الشرطة له عند إرتكاب الجرائم، وبهذا يظهر اللاعب بالبطل الخارق الغير قابع للقوانين والشرطة.
وقد أثارت هذه اللعبة الكثير من الجدل نظراً لطبيعة المحتوى والمواضيع العنيفة التي تحتويها. وتركز سلسلة المراحل في هذه اللعبة حول الأبطال الذين يحاولون الوصول لمبتغاهم من خلال ممارسة الجرائم، على الرغم من أن دوافعهم للقيام بذلك تختلف في كل لعبة. الخصوم هم عادة الذين خانوا بطل الرواية، أو اولئك الذين كان لهم الأثر في إعاقة تقدم البطل في العبة.
تقدّم هذه اللعبة الكثير من الإثارة والمتعة للمراهقين والأطفال الذين بلعبونها لا بل هي حقاً لعبة مسببة للإدمان وقادرة على زيادة الحدة والعنف في صفوف لاعبيها نظراً لإستمرار مشاهد العنف فيها واعتياد الدماغ عليها، ما يجعل هذا السلوك سلوكاً طبيعياً لممارسته في الحياة الواقعية.
وبالعودة الى جريمة زقاق بلاط، قد يكون المراهق علي يونس أرادَ فعلياً عن قصد أو غير قصد تقمص دور البطل وبدأ بإطلاق النار بطريقة تحاكي اللعبة تماماً ولكن حتى اللحظة لا يمكن جزم هذه المعلومات وتأكيدها بانتظار اكتمال التحقيقات وتبيان الحقائق الفعلية وراء هذه الجريمة.