Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 15, 2022
A A A
ما هي العناوين التي تُشرذِم التغييريين؟
الكاتب: مرسال الترس - الجريدة

مقالات صحفية عدة كُتبت حول الأسباب التي حالت دون انضمام جميع “النواب التغييريين” إلى الاجتماع الذي عُقد في مجلس النواب، مطلع الاسبوع الماضي، وضمّ نواباً “سياديين وتغييريين”، لوضع عناوين وأسس وطنية للمرحلة المقبلة.
جميع المراقبين كانوا على قناعة بأن الاجتماع جاء للمّ الشمل، تمهيداً للإستحقاق الرئاسي. خارج المشهد في ساحة النجمة كان هناك: بولا يعقوبيان، حليمة قعقور، ابراهيم منيمنة، سينتيا زرازير، ميشال الدويهي وغسان سكاف.
مصادر “لصيقة” بالنواب “السياديين” أفصحت ما بجعبتها في هذا المجال لموقع “الجريدة”، وتردّ الشرذمة إلى الأسباب التالية:
* خلاف عميق بين النائبة بولا يعقوبيان وبعض النواب الذين رفعوا شعار “السياديين”، وقد ظهر ذلك منذ فترة ليست بقريبة على مقارعتهم حتى العظم، حتى في الانتخابات النقابية، وعدم التنسيق بينهم، لا بل المواجهة بينهم في أكثر من محطة. ويتّهم هؤلاء “السياديون” النائبة يعقوبيان بالمسؤولية عن هذا الوضع، وأنها استطاعت التأثير على عدد من زملائها للسير في ما تراه ملائماً، وأن ذلك واضحاً من الأعذار السطحية التي قدّمها بعضهم عن عدم مشاركتهم.
* هناك تنافس واضح بين النواب التغييريين على من بمقدوره أن يكون “المتقدم بينهم”، وقد ظهر ذلك عندما شارك النائب الياس جرادي في مؤتمر طبي في العاصمة السورية دمشق فتعرض لانتقادات لاذعة من زملائه في المجموعة، الأمر الذي أثاره بشدة، لأنه يعتقد أن هناك من يرغب في أن يكون وصياً عليه. وقد وصف، في جلسة خاصة، أحد الذين انتقدوه بالقول: “بعد ناقصني ها الزمّك يعلمني شو بدي اعمل!”.
* اما النقطة المحورية في الاختلاف بوجهات النظر، فهي شخصية رئيس الجمهورية المقبل، حيث يقول “المصدر اللصيق”: “النواب الذين آثروا عدم الحضور يشدّدون على أنهم يرغبون في أن يكون الرئيس المقبل وسطياً، وهل لهم أن يقولوا لنا كيف يصفون النواب السياديين الذين سعوا لعقد الاجتماع؟
ويضيف: “ليتهم يحدّدون لنا ملامح الشخص المطلوب، أو الحرف الأول من اسمه واسم عائلته؟ الواضح انهم لا يدركون ماذا يريدون أو أنهم مرتبطون بأجندات من تحت الطاولة، ويرفعون شعار التغيير، وهذا ما فضح معظمهم. وربما سنجدهم يوماً ـ وليس ببعيد ـ ذاهبون إلى اصطفافات متنوعة سياسية ونيابية وسواها!”.
وبين تعدّد وتضارب المواقف، يتسرب بين الحين والآخر، “تندّر” من هذا على ذاك أو تلك، لجهة “احتساء الفودكا” سراً في جلسات نيابية جانبية، أو عن لقاءات سرية في معراب أو المختارة أو فندق لوغابرييل، أو في هذه الزاوية السياسية أو تلك، من الشمال الى الجنوب فالبقاع.
كل ذلك يدفع البعض للتساؤل: أي تغيير وأي سيادة سيجتمعون على هدف واحد؟ ففي المفاصل الدقيقة قد تتبدل المشاهد والوجوه، ومَنْ يَعِشْ يَرَ! أو ربما ينجح “ملاك حارس” غربي في جمع الأضداد، عندما تتطلب المصالح والاستراتيجيات ذلك!