Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر December 27, 2024
A A A
ما هي أوراق اليمن في الحرب المفتوحة؟
الكاتب: البناء

كتبت صحيفة “البناء”

وفقاً لما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فإن قواعد المواجهة مع اليمن قد تغيّرت، وأن هناك حملة واسعة لاستهداف اليمن، هي أقرب للحرب المفتوحة، وأن غارات الأمس على مطار صنعاء وميناء الحديدة هي بداية هذه الحملة.
يعترف المسؤولون والخبراء في كيان الاحتلال بأمرين: الأول أن لا جدوى من الرهان على فعالية إخضاع اليمن وكسر إرادته لإيصاله إلى مرحلة التخلي عن خيار المواجهة مع الكيان، حيث في اليمن قيادة شجاعة وقوات مسلحة عقائدية وحالة شعبية واسعة تحتضن فكرة نصرة فلسطين، والثاني هو أن لا جدوى من الرهان على تعطيل القدرات اليمنية العسكرية التي أثبتت أنها نوعية وشديدة الفعالية وقادرة على الوصول الى عمق الكيان إضافة لقدرتها على مواصلة حماية إنجاز منع السفن المتوجهة إلى الكيان عبر البحر الأحمر.
ما يَعِد به نتنياهو وأركان الكيان هو حملة عقاب جماعيّ لليمن،، تستهدف مواقع الجيش والبنى التحتية المدنية والاغتيالات على طريقة لبنان، وربما تصل إلى المجازر بحق السكان على طريقة غزة، والسؤال هو كيف سوف يتعامل اليمن مع هذا النوع من الحرب؟
يملك اليمن أوراق قوة كثيرة لم يقم بتفعيلها بعد، وهو لم يكن راغباً بفعل ذلك، لكنه في الحرب المفتوحة سوف لن يتردّد بخوض الحرب المفتوحة، وبيده أولاً الانتقال بتحديد أهدافه داخل الكيان بالمثل، المناطق المكتظة بالسكان ومحطات الكهرباء وخزانات النفط ومنصات استخراج الغاز سوف تصبح حكماً أهدافاً مشروعة للصواريخ اليمنية، ومقابل جبهة يمنية مستعدة وحاضرة لدفع الأثمان هناك جبهة داخلية هشة في الكيان لن تجد سبباً لممانعة حكومتها بالقبول باتفاق مع غزة ينهي الحرب ويوقف الاستهدافات اليمنية.
يدرك اليمن أن ما يفعله الكيان يلقى الدعم الأميركي وأنه لولا الشراكة الأميركية فلا قدرة عند الكيان سياسياً وعملياً على فعله، ولذلك فإن اليمن لن يتردد في اعتبار القواعد الأميركية والقطع الحربية الأميركية أهدافاً راهنة، وهي جميعها في دائرة النار اليمنيّة، وعلى واشنطن أن تتحمّل الثمن المترتب على دعمها للحرب التي يشنها الكيان على اليمن.
بيد اليمن القدرة على إغلاق الممرات المائية في مضيق باب المندب على الأقل، وإذا اقتضى الأمر في مضيق هرمز، وهذا يعني إصابة حركة التجارة العالمية وتجارة النفط والغاز خصوصاً بالشلل، وهذا سوف يعني انهيارات في سوق الطاقة، وارتفاعات فوق الخيال في أسعار النفط، وارتدادات ذلك على أسواق الأسهم والبورصات، بل وعلى أوروبا التي فقدت موردها الروسيّ ولم يبق لديها إلا مصادر التوريد التي تعبر البحر الأحمر.
الحرب المفتوحة على اليمن أقرب إلى نصف حرب عالمية بنتائجها.

التعليق السياسي