حقق ريجيم السوائل شهرة واسعة عالمياً كطريقة سريعة لخسارة الوزن الزائد.
وهناك الكثير من النجمات اللواتي يعتمدن هذه الحمية مثل بيونسيه وساره جسيكا باركر، حيث يتوقفن عن تناول الطعام الصلب لأيام عدّة ويستبدلونه بالسوائل فقط.
لكن هذه الشعبية التي يحقّقها ريجيم السوائل تترافق مع محاذير طبيّة تستحق التوقف عندها.
لذا طرحنا هذا الموضوع مع ٳختصاصية التغذية هوري باباهيكيان لكي نقدّم لكم معلومات وحقائق يمكن أن تستندوا اليها قبل أن تبدأوا بتطبيق هذا الدايت.
1 – ما هو ريجيم السوائل؟
هذا النظام الغذائي مُعتمد في المستشفيات للأشخاص الذين يتحضّرون لعملية جراحية في البطن أو الأمعاء، أو يتعافون منها. بالاضافة الى المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضميّ أو لا يستطيعون المضغ أو البلع.
اذاً، هذا الريجيم لم يُخصّص بالأساس لخسارة الوزن بل يُتّبع لحالات طبيّة معيّنة.
وهناك نوعان منه:
– ريجيم السوائل الشفّافة: أي الماء، الشاي، الشوربة المصنوعة من المرق والعصير المنزوع اللبّ.
يوفّر هذا الريجيم حوالي 500 الى 600 سعرة حرارية في اليوم، ولا يمكن اتّباعه لأكثر من 3 أيام، لأنّ لا مغذيّات فيه وكمية البروتينات والدهون قليلة جداً.
فيما يحتاج الشخص الذي يتّبعه الى الفيتامينات والمعادن التي يحصل عليها من خلال المكمّلات الغذائية أو المصل.
– ريجيم السوائل الكاملة: أي الكاسترد، البودينغ، المهلبية، العصير مع اللبّ والشوربة الكريمية.
تكون السعرات الحرارية في هذا النوع من الريجيم بين 1000 و1500 سعرة حرارية.
ولأنّ السوائل فيه تحتوي كمية أكبر من البروتينات والدهون، يمكن اتّباعه لفترة أطول بحسب الحاجة الطبيّة.
2- هل ريجيم السوائل يؤدي فعلاً لخسارة الوزن؟
لأنّ السعرات الحرارية قليلة في هذا الريجيم، فهو يمكن أن يؤدي الى نقص سريع في الوزن. لكن هذه الكيلوغرامات التي يتمّ ٳنقاصها ليست من الدهون بل من الماء والعضلات.
ومع خسارة العضلات، يحدث تباطؤ في عملية الأيض، ما يعني انخفاض قدرة الجسم على حرق الدهون، لأنّ العضلات هي التي تقوم بهذه المهمّة.
اذاً النتيجة ليست كما هو متوقّع أبداً، فخسارة الوزن التي تتمّ هي آنية وغير مستدامة.
ليس ذلك فقط، بل أنّ كلّ كيلوغرام يتمّ ٳنقاصه بهذا الريجيم يمكن ٳستعادته سريعاً عند التوقّف عن الدايت، لا بل يمكن اكتساب كيلوغرامات ٳضافية بسبب حاجة الجسم للطعام.
3- ما هي الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عن اتّباع ريجيم السوائل؟
هناك آثار سلبية جسدية ونفسية عند اتّباع ريجيم السوائل.
فمن الناحية الجسدية أولاً، ٳنّ السوائل سواء كانت شفّافة أو كاملة، تفتقد للألياف التي تؤدي دوراً أساسياً على صعيد حسن عمل الجهاز الهضميّ.
كما أنّها تحدّ من ارتفاع نسبة السكر في الدمّ وتخفّض مستوى الكولسترول الضارّ.
وبالتالي يمكن توقّع مشاكل صحيّة عديدة عند اتّباع مثل هذه الحمية بسبب ٳفتقادها للألياف، ٳضافة الى تآكل العضلات مع الخسارة السريعة للوزن.
ومن الناحية النفسية أيضاً، فهذا الدايت يولّد حالة سلبية لدى الشخص بسبب عدم تناول الطعام والحصول على السوائل فقط.
اذاً، ليس هناك مبرّر فعليّ للجوء الى هذا الريجيم غير المستدام. وتشدّد ٳختصاصية التغذية هوري باباهيكيان على أنّ الصحّة هي الأساس، واتّباع دايت السوائل يعني الٳضرار بها.
فيما يمكن ٳنقاص الوزن بطريقة مدروسة ومنظّمة أكثر، وبكمية السعرات الحرارية نفسها، حيث يُتاح للشخص تناول مختلف أصناف الطعام التي يحتاجها الجسم.
وهنا دور ٳختصاصية التغذية في تحديد الحمية المناسبة لكلّ شخص لتخسيس فعّال، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الصحّة.