Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 23, 2019
A A A
ما هو “جوهر” الاتفاقية بين روسيا وسوريا بشأن تدمر؟
الكاتب: سبوتنيك

يخطّط متحف الإرميتاج الروسي ومعهد تاريخ الثقافة لدى الأكاديمية الروسية للعلوم، لتوقيع اتفاقية تعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا في شهر تشرين الثاني المقبل.
أفادت الخدمة الصحفية لمعهد تاريخ الثقافة المادية لدى الأكاديمية الروسية بأن المعهد ومتحف الإرميتاج يعتزمان على توقيع اتفاقية تعاون مع الجانب السوري، بهدف تفعيل المشاركة الروسية في دراسة والحفاظ على التراث الثقافي في سوريا.
وأوضح المشاركون الرئيسيون في المحادثات، في مقابلات لـ”سبوتنيك”، تفاصيل العقد وآفاق العمل المشترك.
ماهية (جوهر) الاتفاقية
قال مدير الآثار والمتاحف في سوريا، الدكتور محمود حمود:
“لقد زارنا وفد من روسيا، وفي تشرين الثاني المقبل سوف نوقّع اتفاقية تتيح لنا البدء بأعمال مشتركة لترميم آثار تدمر، وفي هذا الإطار قدّم لنا الجانب الروسي مشروعاً ثلاثي الأبعاد لترميم الآثار، لكنه يفتقر إلى بعض البيانات لتشكيل نموذج أكثر دقة، ونحن مستعدون لتزويد الجانب الروسي بكل ما يحتاجه من البيانات في أقرب وقت”.
بدورها قالت مديرة معهد تاريخ الثقافة المادية لدى الأكاديمية الروسية للعلوم، ناتاليا سولوفيوفا: “نخطّط لتوقيع اتفاقية تعاون في شهر تشرين الثاني، والتي سنتمكن من خلالها بشكل خاص من دعوة المهنيين السوريين الذين سيعملون على ترميم آثار تدمر، لإجراء دورة تدريبية في روسيا، وسيساعد متحف الإرميتاج الروسي في ترميم مجمع المتحف في تدمر.
دور المتخصصين الروس
أكّد الدكتور حمود أن دور الجانب الروسي يتمثّل بتقديم المساعدة الشاملة التي تبدأ من تطوير مشروع الترميم حتى تمويله، مشيراً إلى أن العملية ستجري حسب المسار الذي سيختاره الروس، وأن الخطة التي اقترحها العلماء الروس فريدة من نوعها.
الاتفاقية لا تضمن استعادة الآثار:
تجري في الوقت الحالي مناقشة المساعدة في وضع تصميم لترميم آثار تدمر، وكذلك إطلاق المتحف في المدينة القديمة، بينما لم تتم مناقشة الاستعادة المباشرة للآثار، حسبما أكد الجانب الروسي.
في هذا السياق، أشار مؤخراً المدير العام لمتحف الإرميتاج، ميخائيل بيوتروفسكي، إلى أنه لا يتم الاستعداد حالياً لاستعادة آثار تدمر، لأن الحرب ما زالت قائمة في سوريا، كما أن لمنظمة اليونسكو مبادئ تتمثلّ بعدم استعادة الشيء المتضرر بشكل كبير.
واعتبر بيوتروفسكي أنه بوجود الحرب والناس يتضورون جوعاً، بينما يتم بالقرب منهم إحياء الرفاهية، فإن ذلك سيؤدي إلى ردود أفعال سلبية.
من جانبها قالت سولوفيوفا:
“سيُعقَد في المستقبل، معرض روسي سوري مشترك حول تدمر في الإرميتاج، وعلى المدى الطويل ستتم استعادة الآثار القديمة في تدمر، لكننا الآن لا نتحدث عن ذلك، لأن سوريا وشعبها في وضع صعب، إنهم بحاجة إلى وقت لاستعادة القوة وجمعها.
يُذكر أن أول اجتماع رسمي عقد بين ممثلي الجانب السوري ومديرة معهد تاريخ الثقافة المادية لدى الأكاديمية الروسية للعلوم كان في 20 آب الجاري، وشارك في الجلسة المدير العام لمتحف الإرميتاج، ميخائيل بيوتروفسكي، من خلال نظام مؤتمرات الفيديو، كما شارك في المحادثات من الجانب الروسي المهندس المعماري الشهير المتخصص في الهندسة المعمارية الرومانية مكسيم أتيانتس.
في الأيام المقبلة، ستذهب مجموعة من العلماء الروس مرة أخرى إلى تدمر لاستكمال التصوير الجوي للمواقع المسجّلة على لائحة التراث الثقافي لليونسكو.