Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 24, 2020
A A A
ما قصة المادة الخفية التي ابتكرتها الصين لهزيمة أعظم المقاتلات الأميركية؟
الكاتب: عربي بوست

تتطلع الصين إلى إنشاء جيش من الطائرات المقاتلة الشبحية المطلية بواسطة مادة خفية خارقة جديدة، قد تحقق لها تفوقاً هائلاً على المقاتلات الأميركية الشبحية الشهيرة.

وفي حين أن معظم الطائرات المقاتلة، وخاصة طائرات F-35 وRaptor F 22 مصممة بطريقة تهدف لتقليل المقطع الذي يظهر للرادارات (RCS)، وهو البصمة الكهرومغناطيسية للجسم، فإن تقارير تفيد بأن الصينيين ابتكروا مادة خفية خارقة جديدة “Metamaterials” يقال إنها تقلل هذه البصمة بشكل أكبر، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.

 

 

التخفي أعقد من مجرد طلاء الطائرات بمواد شبحية
وتعتبر تقنية التخفي من أكثر التقنيات تقدماً في العصر الحديث وهي تستخدم في المقاتلات الأميركية F-35 Lightning و F-22 Raptors، إضافة إلى مقاتلات J-20s الصينية، وسوخوي 57 الروسية، ولكن يعتقد أن الأميركيين متفوقون بشكل كبير على الصينيين والروس في هذه التقنيات.

ولكن من شأن هذا الابتكار إذا دخل حيز التطبيق قلب المعادلة لصالح الصينيين بشكل كبير.

والتخفي هو جزء من التكتيك العسكري لصنع طائرات وسفن وغواصات وصواريخ وأقمار صناعية ومركبات أرضية وحتى الأفراد بحيث تصبح أقل وضوحاً أو غير مرئية تقريباً للرادار والأشعة تحت الحمراء والسونار، وطرق الكشف الأخرى، وبالتالي التخفي لا يعتمد على تقليل البصمة الرادارية فقط، بل كل ما من شأنه كشف الأجسام العسكرية بما في ذلك البصمة الحرارية وحتى تغيير شكل الأجسام لتصبح أكبر صعوبة في رصدها بالعين المجردة.

 

 

الصينيون يبتكرون مادة خفية خارقة جديدة عبر نموذج رياضي.. إليك فكرتها
وأنشأ البروفيسور Luo Xiangang وزملاؤه في معهد البصريات والإلكترونيات الصيني ومقره تشنغدو، والأكاديمية الصينية للعلوم، أول نموذج رياضي في العالم يصف بدقة سلوك الموجات الكهرومغناطيسية عندما “تضرب” قطعة من المعدن منقوشاً عليها أشكال مجهرية، حسبما ذكرت صحيفة South China Morning Post.

وفقاً للاختبار الذي تم إجراؤه بالفعل، تؤدي المادة الخفية الخارقة الصينية الجديدة (Metamaterials) إلى جعل الطائرات أكثر تخفياً وأخف وزناً وأرخص تكلفة في البناء.

إذ تقلل من قوة إشارة الرادار المنعكسة (تقاس بالديسيبل) بما يتراوح بين 10 و30 ديسيبل تقريباً في نطاق تردد من 0.3 إلى 40 جيغاهيرتز.

والمادة الخفية الخارقة الصينية الجديدة التي تطلى بها الطائرات هي طبقة مُصنَّعة من هياكل مجهرية تشبه الدوائر المتكاملة ولديها القدرة على تغيير الطريقة التي ترتد بها موجات الراديو عن سطحها لإنشاء صورة شبحية أو تقليل الصورة التي تصل إلى الرادار.

وهذا يساعد الطائرات المقاتلة على الاختباء من الطائرات الأخرى بكفاءة عالية لأنها لا تسجل على رادار العدو أو تظهر بشكل صغير ومن مسافات أقل من المعتاد.

وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الصينية، تم تصميم وتطوير مادة Metamaterial من قبل فريق بحثي في ​​مختبر في الجامعة الجنوبية الشرقية في نانجينغ بمقاطعة جيانغ سو.

 

 

وقاموا بتجربتها على طائرات موجودة في الخدمة
وتم اختبار المواد الخارقة على الطائرات في قاعدة رئيسية لإنتاج الطائرات العسكرية في شنيانغ بمقاطعة لياونينغ، وفقاً لباحث في المختبر.

في حين رفض الباحث تسمية موقع الاختبار أو الطائرة المستخدمة في Metamaterial، هناك توقعات بأن الاختبار تم بالفعل في شركة Shenyang Aircraft Corporation، حيث تبني شركة صناعة الطيران الصينية طائرات مقاتلة غير خفية، مثل J-11 و J-15. (نسخ صينية من الطائرات الروسية الشهيرة سوخوي 27).

ولا يُنظر إلى هذه المواد على أنها تعزز الخصائص الخفية للمقاتلات الشبحية الحالية فحسب، بل تُستخدم أيضاً في جعل المقاتلات غير الشبحية تتخفى.

وبكين التي لديها فقط حوالي 20 مقاتلة شبحية J-20 بحوزتها أيضاً ما يقرب من 1500 مقاتلة أخرى، ستؤدي هذه المواد إلى تحسين كبير في قدراتها الجوية مقارنة بالولايات المتحدة وروسيا إذا نجحت Metamaterials في ترقية طائراتها غير الشبحية الحالية إلى مستوى الشبحية.

وفقاً للتقارير، على مدار السنوات القليلة الماضية، مولت الحكومة الصينية العشرات من فرق البحث لتطوير التكنولوجيا لإخفاء الأشياء عن الأنظار، ومع ذلك لم تكن هناك تقارير عامة عن التطبيق الشامل للمواد.

“هذه البداية، فهناك المزيد من التطبيقات ستأتي في الطريق”، حسبما قال الباحث في مختبر الموجات المليمترية الحكومي.

ومع ذلك فليست ادعاءات الصين بشأن المواد الخفية هي الوحيدة من نوعها.

فقد كان تعزيز التخفي موضوعاً بحثياً شائعاً للبلدان في جميع أنحاء العالم حيث تشارك الولايات المتحدة بشكل كبير في البحث والتطوير لتقنية مماثلة لتغطية الطائرات العسكرية بمواد تؤدي إلى إخفائها من شاشات الرادار.

إذ استحوذت المواد الخفية على مخيلة الجمهور لأول مرة في عام 2006، عندما نشر جون بندري من إمبريال كوليدج ورقتين توضحان كيفية إنشاء عباءة إخفاء على غرار هاري بوتر باستخدام المواد المصممة خصيصاً لذلك، وفقاً لتقرير نُشر في صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية.

في حين أن المواد هي المفتاح لإطلاق الإمكانات الحقيقية لتكنولوجيا التخفي في المستقبل، وفقاً لـ Han Yiping، مدير الفيزياء التطبيقية في جامعة Xidian، فإن المواد وحدها لا يمكن أن تكون قادرة على إخفاء الطائرات المقاتلة من رادار العدو.

قال هان: “اعتمدت الطائرات الشبح على مجموعة من التكتيكات، بما في ذلك التصميم الديناميكي الهوائي منخفض الانعكاس وعباءات الجسيمات المتأينة، لكي تطير دون أن يتم اكتشافها”.

“كما كان دوماً من الصعب للغاية إنتاج المواد الخارقة بكميات كبيرة، ويجب أن تتحمل التكنولوجيا حرارة وصدمات المعارك، مما يعني أنه يجب التضحية ببعض الأداء من أجل الموثوقية”.

وفي الوقت الحالي كانت التكنولوجيا فعالة فقط ضمن نطاقات تردد راديو معينة، حسبما يقول هان.