Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 15, 2018
A A A
ما فرّقته السياسة جمعه المونديال!
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

تهرع امّ عبدالله صباح كل يوم الى فتح “باب رزقها” علّ “الخير” يأتي من حيث لا تعلم.
محلّ امّ عبدالله يضمّ الكثير من الاعلام والقمصان وكل ما له علاقة بالمونديال، نفضت محلها بعد الانتخابات من صور السياسيين والاحزاب والاعلام السياسية وجددته بصور وأعلام وأساور وقمصان حدث الموسم.
لم تُخمد نار الانتخابات النيابية بعد حتى دخل اللبنانيون في منافسة لا تقل حماوة. إنه مونديال 2018، الذي لن يعلو صوت فوق صوت هديره في روسيا والعالم على مدى شهرٍ كامل وكما تسمّر اللبنانيون خلف شاشات التلفزة لمواكبة كل المستجدات في الاستحقاق النيابي يتسمّرون اليوم لمتابعة هذا الحدث الرياضي العريق، وكما عبّروا عن ولاءاتهم لقادتهم السياسيين لن يتوانوا عن اظهار محبتهم للمنتخبات العالمية التي يشجعونها.
“سبحان اللي مغيّر الأحوال، مبارح كانوا عم يشترو مختلف الاعلام لأحزاب مختلفة اليوم يلي كانوا ضد بعض عم يشترو ذات الاعلام”، هكذا تصف المشهد أم عبدالله فالمونديال على حد قولها وحّد الكثير من اللبنانيين بعد الانقسامات التي كانت تشهدها الساحة اللبنانية.
وتشير الى شابين يبتاعان أكسسوار المونديال من عندها وتقول: “هذان هما شربل وجيلبير في الانتخابات فرقتهما السياسة والآن جمعهما حبّ “السامبا” بالاشارة الى المنتخب البرازيلي بعد أن كانا يؤيدان حزبين سياسيين مختلفين”.
وتضيف: “انه الموسم ونرى حماسة واضحة لدى اللبنانيين ازاء هذا الحدث وان واردات المحل من المبيعات جيدة للغاية”.
حال المواطنين كحال سياسييهم الذين يختلفون على المنابر وفي القضايا الوطنية الاّ أنهم يتفقون في المونديال فنجد الأخصام في خندق رياضي واحد فنصاب بالدهشة!
في ظل كل الملفات الحساسة والضاغطة التي ترافق اللبناني من سياسية وحياتية والاستحقاقات المنتظرة وأبرزها تشكيل الحكومة، سيجد السياسيون والمواطنون متسعاً من الوقت لمتابعة مباريات كأس العالم ويجتمعون “على قلب وربّ” ويشجعون منتخباتهم مهما سادت التفرقة بينهم في 6 أيار.