Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 21, 2020
A A A
ما علاقة الوزن بالكورونا؟

ربط الأطباء منذ بداية الأزمة الحالية بين فيروس كورونا وبعض الحالات المرضية المزمنة التي تزيد من احتمال الوفيات بالمرض، لكن هناك عامل هام لم يحظ بالكثير من الاهتمام وهو البدانة.
وأظهرت بيانات المركز الوطني للتدقيق والبحث في المملكة المتحدة أن ثلاثة أرباع مرضى فيروس كوفيد-19 يعانون من زيادة الوزن أو البدانة.
مؤشر كتلة الجسم
ويتم تصنيف الوزن وفقاً لمؤشر كتلة الجسم، حيث يعتبر وزن الأشخاص الذين يقل هذا المؤشر لديهم عن 25 صحياً، بينما يصنف الأشخاص الذين يتراوح مؤشر الكتلة لديهم بين 25 و29 بأنهم يعانون من زيادة في الوزن، ومن 30 فما فوق يعتبر الأشخاص ضمن فئة البدناء.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة نيويورك على 4013 من مرضى فيروس كوفيد-19 أن البدانة هي عامل الخطورة الثاني بعد العمر لدى هؤلاء المرضى.
ويعاني حوالي ثلثي البالغين البريطانيين من زيادة الوزن أو السمنة، ويعتقد الدكتور مات كابورن، المدير السريري لمعهد روثرهام للسمنة، وهو مركز متخصص لإدارة الوزن، أن هذه الأرقام يجب أن تدفع المسؤولين لتحذير الجمهور من خطورة البدانة.
ونصح نيل فيرغسون، عالم الأوبئة وأستاذ علم الأحياء الرياضي في إمبريال كوليدج لندن بضرورة تحمل السكان المسؤولية عن صحتهم، وأضاف “نحن بحاجة إلى تقييم مخاطرنا من منظور شخصي، بما في ذلك استعادة الرشاقة وفقدان الوزن”.
وقال روب أندروز، الأستاذ المساعد المختص بمرض السكري والغدد الصماء في جامعة إكستر “أعتقد أن زيادة الوزن الصغيرة أثناء الإغلاق ستحدث فرقاً محدوداً، ومن أجل الصحة المستقبلية نوصي بتجنب زيادة الوزن وممارسة الرياضة بانتظام”.
مخاطر زيادة الوزن
ويجعل الوزن الزائد من الصعب على الحجاب الحاجز والرئتين التوسع، مما يقلل من إمدادات الأكسجين للأعضاء الحيوية. وهناك أيضاً خطر نمو البكتيريا والفطريات في الرئتين، مما يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
ويقول البروفيسور أندروز “مع زيادة وزنك، تقل التهوية في الرئتين ويزيد خطر الإصابة بأمراض الرئة وخاصة الربو، مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري”.
ويقول الدكتور كابورن إن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ويعانون بالفعل توقف التنفس أثناء النوم، يجب أن يكونوا على دراية بخطر الإصابة بفيروس كوفيد-19.
وعندما يتعلق الأمر بالعلاج، يواجه الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن صعوبة أكبر في الحصول على كمية كافية من الأكسجين بسبب وزن الدهون الزائدة على الشعب الهوائية، ومن المرجح أن يحتاجوا إلى مساعدة إضافية للتنفس عبر الضغط الهوائي الإيجابي المستمر أو التهوية الميكانيكية.
وتم تحديد العلاقة بين الوزن وزيادة خطر الإصابة بالعدوى الشديدة أو المميتة بالفيروسات الشبيهة بالإنفلونزا لأول مرة خلال جائحة إنفلونزا الخنازير في 2009، والذي أودى بحياة 184 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
وقال البروفيسور باري بوبكين، من كلية جيلينجز للصحة العامة العالمية بجامعة نورث كارولينا “إن السمنة والوزن الزائد يقللان من الاستجابة المناعية والقدرة على محاربة فيروس كورونا”.
ووجدت الأبحاث الأمريكية التي نُشرت العام الماضي أيضاً أن اللقاحات تعمل بشكل أقل فعالية لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
النشاط البدني
ويقول مدرب اللياقة البدنية الأسترالي بن لوكاس إن الشيء الأهم هو الاستمرار في تحريك جسمك، وتجربة التدريبات البديلة أيضاً لمنع فقدان لياقتك والتأثير على صحتك العامة.
ووفقاً للمبادئ التوجيهية الوطنية للرياضة في أستراليا، يجب على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن ساعتين ونصف في الأسبوع من أجل الحفاظ على الصحة والرشاقة.
ويمكن أن يكون هذا التمرين البدني ذو كثافة معتدلة، أو بدلاً من ذلك يمكن إكمال ساعة ونصف الساعة من اللياقة البدنية المكثفة، إضافة إلى ذلك، تقترح الإرشادات أيضاً القيام بأنشطة لتقوية العضلات يومين على الأقل كل أسبوع لتحسين أو الحفاظ على قوة الجسم.