Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 22, 2016
A A A
… وأخيراً لقب برازيلي أغلى من الذهب
الكاتب: البناء

حفنة الميداليات التي أحرزتها البرازيل خلال دورة ريو دي جانيرو الأولمبية التي اختتمت فجر اليوم في كفة، وذهبية كرة القدم التي طال انتظار تقلّدها في كفة أخرى.

فالبرازيل التي تجاوزت صعوبات جمة لتنظيم أول دورة أولمبية في أميركا الجنوبية، لا تعير اهتماماً بالغاً لحصيلتها المتواضعة من الميداليات، لكنها كانت تترقّب أن تحصد ذهبية كرة القدم، اللعبة الأغلى والتي اقترن اسمها وفنها باسم «بلاد السامبا»، خصوصاً أنها ظلت عصية عليها دورات عدة، حتى شهد ستاد ماراكانا الأسطوري في ريو دي جانيرو فوزاً مستحقاً لأصحاب الأرض في مناسبة كبرى. صحيح أن البرازيل أحرزت كأس العالم 5 مرات، وهو رقم قياسي، لكنها لم تتوّج أولمبياً قبل «ريو 2016». إذ أفلتت منها الذهبية في دورات 1984 و1988 و2012.

كما كان للتتويج فجر أمس طعم مختلف في ماراكانا، صالح الجمهور العريض بعد خيبة مونديال 1950 ومأساة السقوط أمام أوروغواي في النهائي، وذل مونديال 2014 إثر الاكتساح الألماني لأصحاب الأرض في نصف النهائي.

إنه مسك ختام أولمبي «على الطريقة البرازيلية». فالبلد المضيف نسي مشكلاته الاقتصادية والسياسية والأمنية، وحتى الفشل الرياضي الذي اختبره من ناحية النتائج والميداليات، بعدما توّج باللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائنه أي ذهبية مسابقة كرة القدم.

فقد حملت نهاية الألعاب معها فرحة كبيرة لأن النجم نيمار قاد الـ «سيليساو» أخيراً إلى تحقيق الحلم الأولمبي وإحراز الذهبية التي كانت تفتقدها خزائنه، ونجح في اختباره الأولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار آخرون، أمثال: فافا، دونغا، بيبيتو، روماريو، رونالدو، رونالدينيو، ريفالدو وألكسندر باتو، وكان البطل في المباراة النهائية أمام ألمانيا تحديداً، بتسجيله هدف التقدّم من ركلة حرة رائعة ثم الركلة الترجيحية الحاسمة التي أهدت بلاده اللقب (5-4 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي).

هكذا لم يعد يعني البرازيليين كم ستبلغ الحصيلة الأميركية النهائية من الميداليات في صدارة الترتيب، والسباق البريطاني – الصيني على المركز الثاني. ونسوا بلايين الدولارات التي أنفقت للاستضافة، وعبارات الإطراء التي صدرت في حقهم عن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، لأن الأهم كان أن تُفك عقدتهم في ماراكانا، ويقطف منتخبهم لكرة القدم المجد الأولمبي، علماً أن هذه اللعبة ليست من المسابقات «المهمة» في العالم الأولمبي. لكن البرازيل أصبحت أول بلد مضيف للألعاب يتوّج باللقب منذ 1992 حين فازت إسبانيا في دورة برشلونة. كما أصبحت ثالث بلد يضم هذا اللقب إلى ألقاب كأس العالم وكأس القارات والبطولة القارية (كوبا أميركا أو كأس أوروبا) بعد الأرجنتين وفرنسا.

عموماً بلغت عائدات الدورة من النقل التلفزيوني 3.5 بليون دولار، وعدّت الألعاب الرقمية الأولى في التاريخ على هذا النطاق الواسع، باعتبار أن متابعتها على الإنترنت وازت نسبة المشاهدة على التلفزيون، حتى أنه بعد 4 أيام على انطلاق المنافسات، فاق عدد متابعيها عبر الشبكة العنكبوتية عدد متابعي دورة «لندن 2012» بأكملها.

فجر اليوم ودّع العالم «ريو 2016» التي تميّزت برياضيين أيقونات وتكريس آخرين نجوميتهم أمثال «لؤلؤة» الجمباز الأميركية سيمون بايلز التي حملت علم بلادها في حفلة الاختتام. وظلت في قلب العدّاء الجزائري توفيق مخلوفي، الفائز بفضيتي سباقي الـ 800م والـ 1500م، واللتين أهداهما إلى «الشعب الجزائري البسيط»، غصّة من ظلم المسؤولين الرياضيين له وتقتيرهم في دعمه. وأكد أنه أنفق من جيبه على تحضيراته، لأنه يبحث عن التاريخ ولا يملك الوقت ليخوض لعبتهم، وضارباً موعداً مع المنافسة في دورة طوكيو عام 2020.
***

2016 Rio Olympics - Soccer - Victory Ceremony - Men's Football Tournament Victory Ceremony - Maracana - Rio de Janeiro, Brazil - 20/08/2016. Neymar (BRA) of Brazil reacts during the medal ceremony. REUTERS/Leonhard Foeger FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS.

نيمار متوّجاً بالذهب الأولمبي (رويترز)