Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر February 3, 2024
A A A
ما تداعيات وقف الدعم المالي للاونروا على المواطنين الفلسطينيين وعلى اللاجئين؟
الكاتب: نور فياض - موقع المرده

 

من المعروف ان منظمة الاونروا تأسست عام ١٩٤٩ بقرار من الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل اغاثة الفلسطينيين ومساعدتهم وان تمويلها يتم بالكامل من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الاعضاء في منظمة الامم المتحدة ولكن بعد ان زعم العدو الاسرائيلي بأن موظفين في الاونروا قد يكونوا ضالعين في هجوم السابع من تشرين الأول سارعت بعض الدول الداعمة الى
توقيف تمويلها من دون التأكد من صحة الاتهام او انتظار انتهاء التحقيق الذي طاول ١٢ موظفاً فقط من اصل 30 ألف موظّف. 13 دولة سارعت إلى تعليق التمويل وهي الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، أستراليا، كندا، فنلندا، وإيطاليا، سويسرا، هولندا، بريطانيا، رومانيا، النمسا، اليابان، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي الا ان فرنسا وكندا عادتا واعلنتا عن ابقاء التمويل فيما ‏في المقابل، أكدت أسكتلندا ،ايرلندا ،النروج وإسبانيا استمرارها في التمويل.
ووفقا لإحصاءات سنة ٢٠٢٠ فكانت تقدّم الاموال من تلك الدول على الشكل التالي:
الولايات المتحدة (343.9 مليون دولار)،
ألمانيا (202 مليون دولار)
فرنسا (28.9 مليون دولار)
سويسرا (25.5 مليون دولار)
كندا (23.7 مليون دولار)
بريطانيا (21.1 مليون دولار)
هولندا (21.1 مليون دولار)
إيطاليا (18 مليون دولار)
أستراليا (13.8 مليون دولار)
فنلندا (7.8 مليون دولار).
كيف سيؤثر وقف التمويل على الفلسطينيين في غزة وفي لبنان؟
يقول وليد كيلاني المسؤول الاعلامي لحماس في لبنان عبر موقع المرده ان :” ما قام به العدو هو امر تعسفي، وهذا مخطط سابق مع الادارة الاميركية اذ انهما لطالما كانا يسعيان الى شطب الاونروا. كما نذكر ان ترامب عندما تولى الرئاسة الاميركية سنة ٢٠١٨ اوقف المساعدات آنذاك وثم اعاد بايدن التمويل سنة ٢٠٢١.”
ويلفت الى ان :” هذا المخطط واضح، فالاونروا شاهدة على النكبة و جرائم العدو وبالتالي هذه الخطوة هي لطمس حقيقة اللجوء و ما يسمى بنكبة فلسطين”، مشيرا الى انه :” في حال استطاعوا تنفيذ مخططهم فالامر سيزيد اعباء الفلسطيني المتواجد في غزة وفي خمس اقاليم اخرى، وكذلك لا تختلف المعاناة عن اللاجئين في لبنان المتواجدين في ١٢ مخيماً ما يقارب عددهم الـ ٢٥٠ الف فلسطيني مسجل في الاونروا و ١٧٤ فلسطيني مسجل لدى مجلس الوزراء وفق احصائية عام ٢٠١٧ وهم يستفيدون على الصعيد الصحي والتعليمي وغيره بالاضافة الى ٦٠٠٠ موظف يعملون في الاونروا كذلك سيتأثرون بشكل كبير بالاضافة الى الحرمان الذي يعاني منه الفلسطيني بالمخيمات ما يعني معاناة فوق معاناة”.
ويؤكد الكيلاني في حديثه لموقع المرده ان العدو لم يستطع مع الادارة الاميركية ان يسيطروا على الفلسطيني من خلال الطائرات و الدبابات و المدافع فقرروا محاربته اليوم بالمؤن والاعاشة.
واوضح ان : “البروباغندا الاعلامية للعدو تبنتها اميركا من خلال عملية ٧ تشرين الاول وهي ان المقاومة قتلت الاطفال و قطعت رؤوسهم وحرقت البيوت… وبالتالي اثبتت كذب العدو واميركا، اذ هناك ٥٣ منشأة تابعة للأونروا اضافة الى ٢٢٠ مبنى أستهدف و ١٥٠ موظف قتلوا فأين كانت المنظمات والحكومات الدولية التي تقف الى جانب المؤسسة؟ هذه جريمة مخطط لها مسبقا.”
في السياق عينه، اشار مسؤول العلاقات في منظمة فتح سرحان يوسف عبر موقع المرده الى ان:” توقيف المساعدات مؤامرة اسرائيلية بغطاء دولي لإنهاء موضوع حق العودة وتوطين وتهجير الفلسطينيين، لافتاً الى ان الاونروا تأسست من اجل مساعدة الشعب الفلسطيني ومن اسسها ساعدوا على تأسيس دولة اسرائيل وبالتالي “هم من يتحمل مسؤولية مساعدة الفلسطينيين لكنهم يريدون الضغط على شعبنا و هذا حلمهم لكن ” طويلة على رقبتهم” فالفلسطيني متمسك بحق العودة و بقرار ١٩٤ الصادر عن الامم المتحدة وحق اللاجئ بالعودة الى الارض التي تهجر منها مع التعويضات.”
ورأى يوسف ان :”هذه حرب ابادة من اجل هجرة قسرية و حاول سابقا ترامب ايقاف المساعدات لكن بقي الشعب صامداً ، اما المفروض من المجتمع الدولي الذي يدعي الديمقراطية والحرية والانسانية، وما يحدث بغزة هو اكثر وقت ملّح، تقديم المساعدات وليس قطعها ومن هنا نقول ان هذا المجتمع الدولي ظالم يساعد العدو بإعطائه الاسلحة بكافة انواعها لقتل اطفالنا و تدمير بيوتنا.”
واضاف:” يتكلمون عن حل الدولتين ووقف اطلاق النار وادخال المساعدات ومن ثم يقطعونها عن شعبنا، هذا المجتمع الدولي يتحمل كامل المسؤولية وخاصة الولايات المتحدة الاميركية، بريطانيا، فرنسا… المصنفة دول عالم اول”.
واعتبر انه :” اذا العرب والدول الاسلامية ارادت مساعدة الفلسطيني يمكنها تعويض المبالغ التي قطعتها تلك الدول كما ان عامل الضغط الموجود من قبل الشعوب في العواصم التي اوقفت الدعم ممكن ان يجعل السلطات تغير رأيها اضافة الى موقف موحد من الدول العربية والاسلامية يمكنه ان يؤثر على تلك الدول عبر استدعاء سفرائها ما يسمى ” بالتوقيف الديبلوماسي” اما في غياب الضغط الجدي و السياسي المؤثر لن تتراجع هذه الدول عن قرارها.”
واذ اشاد يوسف بدور اليمن قائلا:” اخوتنا في اليمن دعمونا عبر ما يفعلونه في البحر الاحمر، اما الدول المطبعة التي تسعى للحفاظ على كراسيها ستساعد الكيان الاسرائيلي بشتى الوسائل و هذا ما يسمى سياسة الطعن بمكيالين التي تأتي من “الأقربون.”
ويتابع :” اتكالنا على الله وعلى صمود شعبنا الصابر و الصامد في هذه الاحوال الجوية الصعبة ووسط الحصار والدمار واتكالنا ايضا على وقوف الشرفاء معنا كرئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الذي موجه له كل التحيات من شعبنا الفلسطيني لمواقفه الوطنية القومية.”
اذا، بينما تستمر الحرب في غزة بلا هوادة، وفي الوقت الذي تدعو فيه محكمة العدل الدولية لمزيد من المساعدات الإنسانية، فإن هذا هو الوقت المناسب لتعزيز الأونروا وليس إضعافها، فما هو مصير الفلسطيني اللاجئ وهل ستستطيع الدول الحاضنة له تأمين مستلزماته؟ ام ان الفلسطيني المواطن سيصبح هو ايضاً لاجئاً؟!.