Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 30, 2024
A A A
ما الذي يربط بين التيار والقوات؟
الكاتب: رواند بو ضرغم - لبنان الكبير

يحاول رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إظهار نفسه منفتحاً على خصومه السياسيين في الداخل اللبناني، في حين أن خصومه لا يثقون بنواياه وتقلباته التي تتحكم بها مصالحه الشخصية الضيقة.

فعلى صعيد التقارب بين “التيار” و”القوات”، تقول مصادر مطلعة على خط العلاقة الندية بين الحزبين المسيحيين، لموقع “لبنان الكبير”: “إن الطرفين لا يتطلعان الى تطور العلاقة ولا يريدان انقطاعها في الوقت نفسه، لأنهما مستفيدان من الوضع الحالي لقطع الطريق على رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه رئاسياً”.

أما ما يشيعه “التيار الوطني الحر” عن تقارب مستجد مع حركة “أمل” ورئيسها، فتؤكد مصادر الحركة أن لا جديد ولا تقارب ولا تفاهم محتملاً، وما حرص باسيل على إيفاد نائبه غسان عطا الله الى عين التينة الا لضمان بقائه على الساحة السياسية ولإيهام جمهوره بانفتاحه على الحوار، ولكن الحقيقة هي أن “لا الحوار ماشي ولا العلاقة مع التيار تغيّرت”، وزيارة عطا الله للرئيس نبيه بري ذات طابع نيابي وتتعلق بهواجس التيار التشريعية والانتخابات البلدية.

السياسة الداخلية متضامنة مع عطلة الأعياد، ولا جديد في الرئاسة ولا القواعد الأمنية على خط الجنوب تعدّلت، فأي حل داخلي مرتبط بوقف إطلاق النار في غزة.

وعن التصعيد الاسرائيلي في وجه “حزب الله” واشتداده باستهداف المدنيين والمسعفين والقياديين، ينفي مصدر قيادي في محور المقاومة لموقع “لبنان الكبير” ارتباط التصعيد بالمفاوضات، ولا بأي مسار سياسي يدفع بالأمور الى التصعيد الميداني، إذ إن لا مفاوضات جارية حالياً بخصوص جبهة الجنوب. وبعد زيارة آموس هوكشتاين الأخيرة، وعلى الرغم من عدم انقطاع التواصل معه، الا أنه ليس هناك من موفد دولي رسمي يتحدث مع السلطة اللبنانية لأنهم اقتنعوا بربط الهدوء جنوباً بوقف الابادة الجماعية بحق الغزيين، وهم فقط يحاولون عبر ديبلوماسييهم من السفراء حث المقاومة على ضبط الجبهة قدر الامكان وعدم إعطاء بنيامين نتنياهو مبرراً لتوسعة الحرب.

ويعزو هذا المصدر التصعيد الاسرائيلي الى اغتنام نتنياهو فرصة “كسر قواعد الاشتباك”، لأنه على علم بحدود الرد عليه ويستفيد من وقت تعثّر المفاوضات. ولا يجد المصدر في هذا الموضوع أي نقطة ضعف لدى “حزب الله”، لأن الحزب مقتنع بتغليب المصلحة الوطنية وبعدم الانجرار الى حرب واسعة، ولا يزال معوّلاً على الوصول الى نتائج إيجابية في المفاوضات الدائرة في قطر. لذلك فإن الحزب وعلى الرغم من جاهزيته للتصدي، الا أنه مستمر في ضبط الجبهة، وإن كان يوسّع من أهدافه ويزيد حدة القصف ويعلي من مستوى تقنياته، ولكن الرد لا يزال ضمن نطاقه الجغرافي المقبول.

أما التفاوض الفعلي على الصعيد اللبناني فسيبدأ بعد وقف إطلاق النار في غزة، وتقول مصادر قيادية إنه على الرغم من الاتفاق مع هوكشتاين على العناوين العريضة، الا أنه ليس هناك أي اتفاق أو تفاهم مسبق ليبدأ تطبيقه فور انتهاء الحرب.