Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 9, 2017
A A A
ما الذي يؤخر خروج “سرايا أهل الشام” من جرود عرسال؟
الكاتب: متري سعيد - روسيا اليوم

عرقلت الخلافات بين عناصر “سرايا أهل الشام” في جرود عرسال، عملية ترحيلهم التي كان متوقعا أن تبدأ امس الثلاثاء، ما استدعى جهوداً لدخول حزب الله على خط الوساطة.

وكان رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أعلن في تصريح لوكالة الشرق الأوسط أمس، أن 3000 نازح سوري بالإضافة إلى حوالى 400 مسلح من تنظيم “سرايا أهل الشام” التابع لـ “الجيش السوري الحر”، سينطلقون صباح الثلاثاء من عرسال باتجاه الرحيبة والقلمون بسوريا.

وكان ذلك تقرر بموجب اتفاق بين السرايا وحزب الله في اليوم الأول من معركة الجرود، التي انتهت لاحقا بخروج عناصر جبهة النصرة وحوالي 7800 نازح سوري من الجرود الحدودية إلى إدلب.

ومع اقتراب موعد تنفيذ خطة الخروج، انقسم أنصار “سرايا أهل الشام” إلى فريقين، أولهما معارض للحكومة السورية، والثاني (مصالح) مؤيد للوسيط السوري محمد رحمة المعروف باسم “أبو طه العسالي”. وكان من المفترض أن يغادر المعارضون إلى بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي بريف دمشق، بينما يعود المصالحون مع عائلاتهم، والذي توافق الحكومة السورية على عودتهم بموجب “المصالحات” في ريف دمشق، إلى بلدات في القلمون الغربي يتحدرون منها.

وعشية الخروج، طالب بعض المعارضين بالعودة إلى البلدات التي خرجوا منها في القلمون الغربي بدلا من الرحيبة، في حين تتحدث مصادر محلية عن رفض السلطات السورية عودة بعض الأشخاص الذين تضمنتهم القوائم، إلى قراهم في القلمون، من غير محاكمات أو توقيفات، كونهم متهمين بارتكاب جرائم.

لكن المعارضين يصرون على أن تكون عودتهم إلى ديارهم “عودة كريمة تحت رعاية الأمم المتحدة، وبضمانات وحماية دولية”، مطالبين بإنشاء منطقة آمنة في القلمون، بحسب بيان لهم. ويبررون رفضهم الخروج إلى الرحيبة بالخشية على مصيرهم في حال استعادت الحكومة السيطرة على المدينة في إطار تسويات مستقبلية.

وقالت المصادر، إن عدد الذين كانوا ينوون الخروج من عرسال إلى القلمون “تراجع بشكل قياسي إثر الانقسامات”.

يذكر أن الرحيبة تخضع لسيطرة المعارضة في القلمون الشرقي، وتحاصرها قوات الجيش، وتدخل إليها المساعدات بموجب اتفاقات بين فعاليات في البلدة مع الحكومة.

ورفض المعارضون أيضا فكرة المغادرة إلى إدلب، على غرار ما حصل مع مسلحي النصرة والمدنيين الذين رافقوهم، مشيرين إلى أنهم أولا غير منضوين تحت لواء النصرة، ولا يريدون أن يحسبوا عليها، وثانيا لأنهم يريدون العودة إلى قراهم، أو بالحد الأدنى إلى مناطق قريبة من أراضيهم.

كما يعتقد هؤلاء أن الوضع في إدلب قد يكون مقبلا على أيام صعبة عسكريا، ولا يريدون أن يتحولوا إلى “كبش فداء” في الصراعات بين الفصائل، أو ضحايا لأي تدخل خارجي هناك.

ودفعت تلك التطورات فعاليات من بلدة عرسال لزيارة رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله”، الشيخ محمد يزبك، بغرض التوسط لدى الجانب السوري لحل هذه الإشكالية، من خلال إصدار قرارات عفو عن أشخاص ترفض دمشق عودتهم، وذلك تسهيلا لعودة الآلاف إلى قراهم في القلمون.
*