Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر August 29, 2019
A A A
ما الأسباب الكامنة وراء دعوة روسيا للعودة إلى مجموعة السبع؟

تحت العنوان أعلاه، كتب البروفيسور في المدرسة العليا للاقتصاد، دميتري ايفستافييف، في “أوراسيا إكسبرت”، حول الأسباب الكامنة وراء دعوة روسيا للعودة إلى مجموعة السبع، والخلاف حول ذلك.
وجاء في المقال: أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية العودة إلى صيغة “G8” خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى باريس، في آب 2019، مناقشة واسعة النطاق. ذكرت وسائل الإعلام أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختلف مع القادة الآخرين خلال مناقشة ذلك في قمة مجموعة السبع في بياريتز.
على السطح، يبدو الأمر كأنه اعتراف منطقي تماما من جانب أحد قادة “الغرب الجماعي” باستحالة الحفاظ على وضع مجموعة “السبع الكبار” كمؤسسة عالمية شديدة الأهمية من دون تفاعل مع روسيا. خاصة على خلفية أن مجموعة “العشرين” بدأت تكتسب “وزنا” جيواقتصاديا، يليه ثقل سياسي.
اقتراح ماكرون إعادة روسيا إلى صيغةG7/G8 ، بصورة غير متوقعة ظاهريا، إنما متوقعة تماما في الواقع، فقد كشف وجود تناقضات داخل “الغرب الجماعي” وقبل كل شيء ضمن الكتلة “الأوروأطلسية” فيه.
إن النقاش حول إعادة روسيا إلى المجموعة نجح بالفعل في تغطية التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وأوروبا حول مستقبل العلاقات مع إيران والصين، حيث تسعى واشنطن إلى أن يكون لها “حق النقض” على أي أفعال أوروبية.
في الوقت نفسه، اتضحت الرغبة في استخدام روسيا كقوة موازنة للولايات المتحدة وعازلة في العلاقات مع الصين. السوية الثانية من هذه التناقضات، مسألة إمكانية زيادة ضمان توحيد الأجزاء “الأوروبية” و”الآسيوية” في “الغرب الجماعي”، في سياق تعزيز إقليمية الاقتصاد ثم السياسة.
تشير هذه التناقضات إلى أن فقدان وحدة السياسة الأوروأطلسية تجاوز حدود النقاش المؤسسي البحت، وبدأ يظهر في المجال السياسي العام.
فالتعبير العلني الأخير عن التناقض داخل الغرب الجماعي يدل على أهمية العلاقات ليس فقط مع موسكو، إنما وأوراسيا ككل، كتوجه جيواقتصادي واعد. فقد أوضح الجدال الغريب حول إعادة روسيا إلى مجموعة السبع.. طبيعة نقاش “الغرب الجماعي” الداخلي حول الأشكال والاتجاهات الرئيسية لإعادة تنظيم وجوده في أوراسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، في سياق تحويل هذا الفضاء إلى ساحة منافسة مباشرة للعديد من اللاعبين، بما في ذلك اللاعبين غير الإقليميين.