Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر January 2, 2023
A A A
مانشيت “النهار”: جمود واسع في انتظار بت الاشتباك الحكومي
الكاتب: النهار

في اليوم الأول من السنة 2022 بدا المشهد العام في لبنان محفوفاً بجمود ثقيل وانتظار أشد ثقلاً ووطأة نظراً إلى تزايد تعقيدات الأزمة السياسية المفتوحة على كثير من الغموض وعدم الوضوح في المسار العام للأزمة كما في ظل عدم توقع أي اختراق حقيقي وجدي في وقت منظور لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي والشروع في وضع حد للوضع الكارثي المتدحرج. ومع أن الأسبوع الجديد يعتبر امتداداً لأسبوعي عطلة الميلاد وراس السنة إلى ما بعد عيد الميلاد لدى الطوائف الأرمنية في السادس من كانون الثاني إن الأوساط السياسية ترصد ما سينتهي إليه مجدداً الاشتباك داخل الحكومة بعدما رفض “التيار الوطني الحر” عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء فيما يبدو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مدعوماً من الرئيس نبيه بري وأطراف آخرين مع انعقادها خصوصاً أن البند الأساسي الذي سيدرج على جدول أعمالها يتصل بسلفة مالية كبيرة لزوم شراء الفيول لمؤسسة كهرباء لبنان.

ويخشى هذه المرة أن تتفاقم للغاية المشكلة وتتخذ طابع “كسر عظم” بين ميقاتي “والتيار الوطني الحر” على خلفية تصفية الحسابات السياسية. كما يترقب المعنيون الكلمة التي ارجئت الجمعة الماضي للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى مساء الثلثاء المقبل بسبب ما عزي إلى إصابته بالانفلونزا والمواقف التي سيتخذها من الاستحقاق الرئاسي والوضع الحكومي

وفي هذا السياق أطلق البطريركي الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مزيداً من المواقف الحادة في شأن الاستحقاق الرئاسي فقال في عظة عيد رأس السنة امس: “يؤلمنا ويؤسفنا أن المسؤولين السياسيين في لبنان يجهدون في تهديم السلام السياسي والأمني والإقتصادي والمعيشي والإجتماعي، فيما دول العالم تأتي وتعرض كل أنواع المساعدات لنهضة لبنان بدءا من مشاريع الطاقة إلى المياه، مرورا بالمشاريع الإنشائية من طرقات ومرافئ ومطارات وصولا إلى قروض وتنظيم مؤتمرات خاصة بلبنان، فلا تلقى آذانا صاغية ولا تجاوبا. لا يتجاوبون مع المؤتمرات ولا مع صندوق النقد الدولي، ولا مع بيانات الدول الشقيقة والصديقة، ولا مع توصيات الأمم المتحدة ولا مع دعوات قداسة البابا فرنسيس. ماذا ينتظرون لرفع المعاناة عن الشعب، ولتقرير إنقاذ لبنان؟ فليقتنع الجميع بأن باب الحل والخروج من أزماتنا يمر عبر إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. فأين ما بقي من سلطات؟ وأين ما بقي من صلاحيات للمؤسسات؟ وزير يقاطع مجلس الوزراء يوما ويشارك فيه يوما آخر. وزير يمتنع عن تواقيع مراسيم تفتقر إلى التوافق بشأنها، ويوقع في اليوم التالي غير عابئ بموقفه السابق بغض النظر عن أهمية المرسوم. مع رغبتنا في استمرار عمل الدولة، نرفض تمرير مراسيم لا تنسجم مع الدستور ولا تأخذ بالاعتبار الصلاحيات اللصيقة برئيس الجمهورية، ولو كان المنصب شاغرا، كما فعل بعض الوزراء. عبثا تحاول المؤسسات الدستورية والخبراء المحيطون بها ابتداع تفسيرات دستورية لتسيير أعمالها وتحليل صلاحياتها. المطلوب واحد، انتخاب رئيس للدولة، وهو رئيس نزيه، شجاع، مهاب ولا يهاب، جامع المكونات الوطنية، يعيد الأمور إلى نصابها، يضع جميع الأطراف تحت كنف الدولة، يعمل على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وعلى إيجاد حل للاجئين الفلسطينيين، ويأخذ المبادرات على الصعيدين العربي والدولي ليعيد لبنان إلى مكانته التاريخية، وليصوغ دورا خلاقا جديدا لهذا الوطن التاريخي. لكن إنتخاب الرئيس لا يتم ببدعة الإتفاق المسبق عليه – فهذا نقيض نظامنا الديمقراطي – بل بالإقتراع المقترن بالتشاور والحوار، يوما بعد يوم، لا مرة كل أسبوع. فيتوقف عندئذ المجلس النيابي عن تلك المسرحية الهزلية التي مارسها عشر مرات. نتمنى من صميم القلب أن لا يكون هناك من يتقصد تعطيل بتر رأس الجمهورية، وتعطيل المؤسسات ليظهر لبنان دولة فاشلة غير مؤهلة للوجود أو للبقاء كما هي، ولا بد، بالتالي، من تغييرها وبناء دولة أخرى على نسق الدويلات التي تتفشى في منطقة الشرق الأوسط، فلا تأخذ بالاعتبار الديمقراطية والتركيبة التعددية. ونقول: إنها لمفخرة للنواب أن تسجل أسماؤهم في سجل الذين عملوا على إنقاذ لبنان من خلال انتخاب رئيس مميز. فلا تخيبوا آمال الشعب الذي انتخبكم. وهلموا إلى هذا الإنجاز العظيم في مطلع السنة الجديدة”.

وبدوره كانت لميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة مواقف أيضاً، فقال “فــي مــسـتــهــل هــذا الــعــام الــجــديــد نــرفــع الــصــلاة إلــى رب الــكــون كــي يــحــفــــظ هــذا الــبــلــد مــن كــل شــر ومــكــروه، ويــلــهــم الــمــؤتــمــنــيــن عــلــيــه كــي يـعــمــلــوا بــجــهــد وتــفــان وإخــلاص مـــــن أجــــــل إنــقـــــاذه. وعــنــاويـن الإنــقــاذ واضـحــة. فـانـتــخــاب رئـيــس لــلــبــلاد ثــم تــشــكــيــل حــكــــومــة تــجــري إصــلاحــات جــديـــة وجــذريــة هــي الــطــريــق الــوحـيـد لــلــخــروج مــن الإنــهـيــار. الـــتــبــاكــي لا يــنــفــع والإســـتـــعـــــطــاء لا يــجــدي. لا يــمــكــنــنــا أن نــطــلــب مــن الــخــارج مــســاعــدتــنــا إن لــم نــســاعــد أنــفــســنــا. عــلــيــنــا جــمــيــعــا أن نــهــب لإنــقـاذ بـلـدنـا، كــل فــي مــجــالــه”، سائلاً “هــل أصــبــح انــتــخــاب رئــيــس تــفــصــــيــلاً فـــي دولــة مــفــكــكــة، ومــجــلــس نـــواب مــبــعــثــر، وأطــراف تــتــقــاذف الــمــســؤولــيــة، وفــي جـــو تــشــنــج وتــحــد وضـــرب لــلــدســتــور وتــجــاوز لاتــفــاق الــطــائــف الــذي يــتــمــســك بـــه الــجــمــيــع قـــولا ويــخــرقــونـــه بــأفــعــالــهـــم الــيــومــيــة؟”. وأضاف: “أمــلــنــا أن يــنــتــفــض الــنــواب الــمــدركــون أهــمــيــة دورهــم، عــلــى الــوضــع الــقــائــم، ويــطــالــبــوا بــتــطــبــيــق الــدســتـــور، والــشــروع بــفــتــح جــلــسـة انــتــخــاب لا تــخــتـــم إلا عــنــد انــتــخــاب رئــيـــس قــادر عــلــى أن يــعــيــد لــلــرئــاســة دورهــا وهــيــبــتــهــا وقــدرتــهــا عــلــى الــتــواصــل والــحــوار وســلــوك طــريــق الــخــلاص، رئــيــس يـكـــــون فــعـــــلاً رمـز وحـــدة الـــوطــن وحـامـي الـدسـتـور. وأي دسـتـور ســيـحـمـي؟ ذاك الـذي كـان مـرجـع الـرئـيـس شـهـاب، يـلـجــــأ إلـيـه فـي كــل الأمـور؟ أم ذاك الـذي انــتــخـب بـمـوجــبـه الـرئـيـس فـرنـجـيـه بـفـارق صـوت واحـد عــن مـنـافــسـه؟ أم الـدســتـور الـذي تـلاعـــبــوا بــتــفـســيـره وشــوهــوه؟ لـو كان الـتـوافـق عـلـى اسـم الـرئـيـس مـطــلــوباً لـمـا نـص الـدســتـور عـلـى انــتـخـاب رئـيـس بـل عـلـى تـعــيــيــن رئــيــس”.