Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر May 7, 2022
A A A
مانشيت “النهار”: انتخابات المغتربين 1: الإجراءات إيجابية والمشاركة دون الطموح
الكاتب: النهار

شهد اللبنانيون المقيمون أمس وشاهدوا بتفاوت في الانطباعات والمشاعر والمواقف وقائع الدورة الأولى من انتخابات اللبنانيين المغتربين في عشر دول عربية وإيران على أن تليها الدورة الثانية غداً الأحد في بقية دول الانتشار اللبناني في العالم. وقياساً بالتوقعات والتقديرات التي علقت على حجم المشاركة الاغترابية في الانتخابات بعد تسجيل ما يناهز الـ230 ألف لبناني في بلدان الانتشار فإنه يمكن القول أن نسبة المشاركة التي سجلت بشكل شبه نهائي ليل أمس والتي ناهزت الـ59 في المئة حيال 31 ألف لبناني سجلوا في الدول العشر وشارك منهم نحو 17 ألف ناخب كانت أقل من سقف التوقعات والتقديرات التي تفاءلت بنسبة أعلى علماً أن نسبة المشاركة عام 2018 كانت بحدود 57 في المئة. ومع أن نسب المشاركة كانت إيجابية مبدئياً خصوصاً في مراكز اقتراع دول أساسية كالمملكة العربية السعودية التي ركزت الأنظار عليها كونها تضم العدد الأكبر من اللبنانيين بين الدول العشر التي جرت فيها الانتخابات أمس فإن تضارباً برز في المعطيات والتقارير الإعلامية التي واكبت الانتخابات إذ أن بعضها تحدث عن مشاركة سنية قوية تحديداً في مراكز الاقتراع في المملكة فيما لفت بعضها الآخر في وقت لاحق واستناداً إلى نتائج متقدمة إلى أن المشاركة في الأقلام العائدة لدائرتي بيروت الثانية وطرابلس في المملكة كانت أقل من المشاركة في الأقلام الأخرى بما يعني أن تأثير المقاطعة السنية لم يستثن المملكة. وقد تختلف النسبة يوم الأحد خصوصاً في الدول الغربية التي تضم أعداداً أكبر من اللبنانيين من جهة كما أن المناخ الحماسي للانتخابات فيها يتسم بحرارة يفترض أن تسجل معها نسب عالية وغير عادية من المشاركة. ولعل ما تقتضي الإشارة إليه أن التغطية الإعلامية اللبنانية لانتخابات المغتربين سجلت كثافة عالية وتولاها عشرات المراسلين الصحافيين والطواقم الإعلامية التلفزيونية للتغطية في مختلف الدول العربية والغربية والأجنبية.

وكانت نسبة اقتراع المغتربين في الدول التي شملتها الانتخابات أمس بلغت 16535 مقترع أي ما نسبته 53.46 بالمئة حتى الثامنة مساءً بتوقيت بيروت وفق أرقام وزارة الخارجية والمغتربين بعدما تخطت نسبة اقتراع الناخبين اللبنانيين في 10 الدول العشر نسبة 50% مساء في عملية الاقتراع ضمن المرحلة الأولى لانتخابات المغتربين في الدول التي تعتمد الجمعة يوم عطلة أسبوعية. وعقد وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أن نسبة المشاركة في الدول العشر بلغت نحو 59 في المئة وأن عدد المشاركين بلغ 18225.

وبعدما انطلقت عملية الاقتراع عند السابعة صباحاً بتوقيت بيروت، ارتفعت نسبة اقتراع المغتربين خلال النهار، بحيث بلغت 36,5% قرابة الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم، لتواصل ارتفاعها إلى 41,37% في السادسة مساء، ثم إلى 47,55% قرابة السابعة مساء، قبل أن تصل إلى 53,46% قرابة السابعة والنصف مساء.

وجرت العمليات الانتخابية في مراكز الاقتراع في السفارات والقنصليات اللبنانية وسط أجواء وإجراءات جيدة عموماً لم تشبها انتهاكات جدية تتجاوز الأطر العادية.

كما أن الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات لادي سجلت “التنظيم الجيّد الذي اتسمت به عمليات الاقتراع، وتعاون فريق وزارة الخارجية الذي تلقّف الشكاوى التي نقلتها الجمعية، وعمل على حل العديد منها بشكل مباشر”.

وأشارت في تقريرها إلى أنه “على امتداد يوم الاقتراع، وثّق مراقبو الجمعية بعض المخالفات الانتخابية التي أوردتها في سياق التقرير، وقد تركّزت بشكل أساسي على حصول دعاية انتخابية في محيط وداخل بعض مراكز الاقتراع، إضافةً إلى تصوير أوراق الاقتراع الرسمية من قبل بعض الناخبين. وفي حين اشتكى البعض من عدم ورود أسمائهم على لوائح الشطب، أفيد بأنّهم لم يكملوا عملية التسجيل”.

واحتفت الحكومة باليوم الأول من انتخابات المغتربين كما لو أنها أرادت اعتباره نموذجاً لإنجاز حققته. وزار رئيس الوزراء نجيب ميقاتي غرفة العمليات في وزارة الخارجية لتفقد سير الانتخابات وقال: “اطلعت على سير العملية الانتخابية في الدول التي يعتبر فيها يوم الجمعة يوم عطلة أسبوعية، كما إطلعت على الإحصاءات وكل ما يحدث من متابعة. وقد هنأت وزارة الخارجية والسلك الديبلوماسي كما وأشكر طلاب الجامعة اللبنانية المتطوعين الذين يتابعون العمل في كل قلم ويتابعون أي إشكال يحدث وتتم معالجته لحظة بلحظة وأقول من كل قلبي “الله يتمم على خير” وإن شاء الله نكون مساء الأحد في الخامس عشر من أيار مرتاحين أيضاً ونُبشر اللبنانيين ببرلمان جديد يمكن أن يُحدث التغيير المرتقب”.

وكانت غرفة العمليات في وزارة الخارجية والمغتربين واكبت سير العمل في أقلام الاقتراع في الخارج. وقام طلاب من الجامعة اللبنانية بالمساعدة في المراقبة. وتمنى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب أن “تستمر الانتخابات النيابية للمغتربين اللبنانيين المقيمين في الخارج، كما هي بالنزاهة والشفافية وكبر قلبي حين رأيت المقترعين يقترعون في كل الدول، وأتمنى أن ينتهي هذا اليوم بنسبة عالية للمقترعين أي بنسبة قد تبلغ 70% بزيادة عن اقتراع العام 2018 الذي بلغت نسبته 56 %”.

ونفى “حصول أي تقصير من جانب وزارة الخارجية في توزيع المقترعين على الأقلام”، معتبرا انه “كان يجوز أن نقول لهم إن التوزيع سيكون على أساس الرقم البريدي”.

وردًا على سؤال، قال بو حبيب: “أعداد المسجلين في أميركا اللاتينية خيّبت الآمال، وندعو اللبنانيين للمشاركة في الانتخابات في لبنان”.

وأشار إلى أن الصناديق تُقفل بالشمع الأحمر بوجود مندوبي اللوائح، وتُرسل إلى المطار عبر DHL ثمّ تُسلّم للداخلية، لافتاً إلى أنه يجب أن تصل الصناديق بغضون الأحد، وحينها تنتهي مهامنا كوزارة خارجية.

وبدوره اعتبر وزير الداخلية بسام مولوي من وزارة الخارجية، أنه “وصلنا اليوم لأول محطة من محطات مهرجان الديمقراطية وفرح اللبنانيين، ونقول للجميع إن “اليوم اللي نطرتوه وصل”. وأشار إلى “أننا نتابع منذ الصباح مع كل المعنيين في الخارجية العملية الانتخابية ولا إشكالات” مؤكدا أن “الوضع الأمني جيد والقوى الأمنية في جهوزية تامة، ومستمرون بالعمل الأمني الاستباقي، وأدعو المواطنين للاطمئنان لكن يجب أن نكون دائماً حذرين”. وأضاف: “اللبنانيون ينتظرون “بكرا أحلى وبكرا أفضل” وهذا الغد نصنعه من خلال الاقتراع”.

كما لفت إلى أنه “اقترحنا تجديد جواز السفر ليوم الانتخاب في لبنان و”كنت مصر إنو يقطع الاقتراح وما قطع ماشي الحال” لكن سأعيد طرح الموضوع خلال جلسة مجلس الوزراء المقبلة وهذا موضوع عدالة وحق”.