Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر July 22, 2022
A A A
مانشيت “الديار”: دوكان يُحذر من تداعيات خطيرة للفراغ الرئاسي ويكتشف عدم جدية لبنان في الإصلاحات!
الكاتب: الديار

لم يكن سقوط الدولة وانهيارها يحتاج الى اقرار من مدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي حذر من «الآتي الاعظم». فكل شيء في البلاد يتداعى دون اي مؤشرات جدية على امكانية الصعود من الهاوية السحيقة التي نتربع في قعرها منذ سنوات. كل شيء وجهة نظر، ومصدر للخلاف بين اللبنانيين مسؤولين او مواطنين، الارقام، العمالة، المقاومة، العدو، الصديق،الحقوق، الواجبات، السرقة او «الشطارة»، القضاء، الامن، وكل ما يخطر في البال… فشعب لم توحده «طوابير الذل» والفقر، لن «تقوم له قيامة» حتى لو ادعى انه «الاذكى» بين شعوب العالم. ففي بلد «العتمة» وشح «المياه» وتقنين»رغيف الخبز»، وغياب الرعاية الصحية، وشلل القطاع العام، يتقدم «الفراغ» على ما عداه في غياب فريد من نوعه للمسؤولية الوطنية عند كل من يعمل في الشأن العام، فلا جهد جدي يبذل لتشكيل حكومة جديدة دفنت منذ بدء»حرب البيانات» بين بعبدا والسراي الحكومي. لا مرشح جدي للرئاسة، ونحن على مسافة نحو شهر من بدء المهلة الدستورية للانتخاب ودخول البرلمان مرحلة الشلل التشريعي.طبعا ليس ثمة من يصدق ان التحذيرات الفرنسية التي حملها معه السفير بيار دوكان الى بيروت ستفعل فعلها لتمرير الاستحقاق في موعده، فباريس اضعف من ان تمون على احد وسط «لعبة» اقليمية ودولية ليس لبنان على جدول اعمال اي من اطرافها. في هذا الوقت وفيما تغرق البلاد في «سجال عقيم» حول قضية توقيف المطران موسى الحاج بعد عودته من فلسطين المحتلة، لا يزال الترقب سيد الموقف في ملف «ترسيم» الحدود البحرية في انتظار كيفية تفاعل الجانب الاميركي مع الالحاح الاسرائيلي للاسراع في ايجاد تسوية قبل شهر ايلول حيث تكمن الخشية من تدحرج الامور نحو حرب لا يريدها احد في المنطقة، ولكن قد تصبح امرا واقعا اذا خرجت الاحداث عن السيطرة.
سقوط «المماطلة» الاميركية
وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتي ارفقت بتحرك ميداني «للمسيرات» اثمرت خلال الساعات القليلة الماضية عن تخل اميركي عن المماطلة في تسوية هذا الملف، وعلم في هذا السياق، ان كل الاطراف تبلغت من الجهات الاميركية المسؤولة وجود تسريع لعملية التفاوض لإنجاز اتفاق مقبول من قبل الجانبين قبل ايلول المقبل وذلك لمنع انزلاق المنطقة الى مواجهة عسكرية.

نصرالله جاد في تهديداته
ووفقا لمصادر مطلعة، لا ترغب اسرائيل في التراجع عن موعد بدء استخراج الغاز من بئر «كاريش» المحدد في شهر ايلول المقبل، كي لا تمنح حزب الله انتصارا لن يمر مرور الكرام بتداعياته السياسية داخليا، كما في معركة الوعي بين الجانبين، فضلا عن دلالاته الامنية والعسكرية. ولان التقديرات الامنية الاسرائيلية قد خلصت الى نتيجة مفادها ان السيد نصرالله جاد في تهديداته، تستعجل القيادة الاسرائيلية الوصول الى حل يجنبها «الكأس المر».

متى يصل هوكشتاين؟

 

وفي هذا السياق، تشير معلومات «الديار» بان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب المكلف من الرئاسة الاولى التواصل مع الاميركيين بشان الترسيم تبلغ من «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين انه في صدد تزخيم تحركه قبل انتهاء شهر آب، وهو سيزور لبنان بعد اقل من اسبوعين. واعلن بوصعب ان الملف اصبح في مرحلة متقدمة دون ان يجزم ان الامر «انتهى». هذا الحذر في كلام بوصعب سببه عدم تحديد هوكشتاين موعدا لعودته الى المنطقة مع العلم انه ابلغه ان وجهات النظر بين ما طالب به لبنان والرد الاسرائيلي يبدو مقاربا لكن هناك امور اخرى تحتاج الى نقاش. ولهذا اكد انه خلال الاسبوع او الاسابيع الثلاثة المقبلة سيكون هناك شيء اوضح فإما ذاهبون باتجاه حلحلة ، او فعلا نضيع وقتنا ولا حل بالمدى القريب.. ولفت الى ان الوساطة الاميركية التي كان يقوم بها الوسيط الاميركي هوكشتاين كانت تؤدي الى نتائج ايجابية… وهنا اكد بوصعب ان لبنان في موقع القوي وليس الضعيف، وهذا ما «يجعلني متفائلا بالوصول الى نتيجة ما، ولكن بتحفظ، اذ لا نستطيع التحدث عن شيء نهائي قبل ان يصبح نهائيا، لان الشياطين تكمن دائما في التفاصيل، من هنا علينا ان ننتظر الاسابيع المقبلة»…

اجتماعات امنية اسرائيلية
وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية ان الاجهزة الامنية والعسكرية في اسرائيل تاخذ بجدية كبيرة تهديدات السيد حسن نصر الله بشان «كاريش». وكشفت الصحيفة عن مداولات حساسة جرت في الأيام الأخيرة، قبل أن يغادر رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى الخارج، شارك فيها رئيس الوزراء يئير لبيد، ووزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس الأركان أفيف كوخافي ومسؤولين عسكريين وامنيين آخرين، للبحث في احتمالات تنفيذ حزب الله لتهديداته، وطبيعة الرد الاسرائيلي المفترض وسط ارتفاع حدة الانتقادات بعد ان اختارت القيادة الاسرائيلية عدم الرد على عمليات إطلاق المسيرات فوق «كاريش».

سيناريوهات المواجهة؟
وبحسب الاستنتاجات فان حزب الله مستعد «للتورط» في أيام قتالية اذا لم تتم التسوية في ملف الترسيم، وهو لديه الامكانية لتنفيذ هجوم على منصة «كاريش» بمسيرات متفجرة، اوعبر غواصين، لكنه لن يخاطر بالمس بالمدنيين. ووفقا لمصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي لن يكون من الصواب عندها العمل على إسقاطها، بل ستكون هناك عملية رد. لكن المعضلة الرئيسة بحسب الصحيفة هي في الوجهة التي سيتم اختيارها كي لا ينجر الطرفان إلى أيام قتالية وخروج الاحداث عن «السيطرة». ووفقا للمعلومات وضعت عدة سيناريوهات منها استهداف مواقع لحزب الله في سوريا، وثمة إمكانية ثانية، وهي تنفيذ هجمات في لبنان لكن لأهداف بنى تحتية نائية، بعيدة عن المناطق المأهولة. وفي الخلاصة تدرك إسرائيل أن نصر الله سيرد في حال عدم الوصول الى حل، لكنها تعتقد انه يهدد بالحرب ويؤمن أنه سيحقق هدفه بواسطة تهديداته، لكنه ليس معنياً بالحرب، لكن ثمة تخوف مركزي من دينامية تصعيد لا يريدها الطرفان.

استنفار اسرائيلي
ولهذا ثمة استنفار عام عال المستوى في عموم منظومات الجيش الإسرائيلي. ولهذا تعتقد الصحيفة انه ليس من الصواب أن يغيب عن «البلاد» وزير الدفاع الموجود في الولايات المتحدة، وكذلك رئيس الاركان الموجود في المغرب. في المقابل بات واضحا بان القيادة السياسية ترى ان الصواب في دفع المفاوضات قدماً، بوساطة أميركية…!

تقليص المخاطر ممكن؟
وفيما لم تستبعد شعبة الاستخبارات «أمان» محاولات جديدة لحزب الله لطلاق مسيرات أخرى في المدة القريبة المقبلة، اشارت صحيفة «اسرائيل اليوم» الى ان ثمة تقديرات بأنه إذا وقع الاتفاق قبل إنتاج الغاز من «كاريش»، سيكون ممكناً تقليص مخاطر التصعيد الذي لا أحد معني به، لأن الشركة التي تحتاج إلى الحفر في لبنان هي التي ستحفر في إسرائيل. ومهما يكن من أمر، توقعت الصحيفة بان تكون الفترة القريبة القادمة متوترة على الحدود الشمالية. واملت بأن تنتهي المفاوضات على الحدود البحرية في أقرب وقت ممكن.؟

تحذيرات دوكان
في هذا الوقت اكتشف المنسّق الخاص للمساعدات الدولية للبنان، بيار دوكان، ان لبنان غير جاهز بعد للتوقيع مع صندوق النقد الدولي قبل اجتماع مقرر للمدراء التنفيذيين في ايلول المقبل، وخلال جولته على «الرؤساء الثلاثة»، عبر عن عدم رضى بلاه على البطء في عملية الاصلاحات غير الجدية، لكنه اكد استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان والرغبة في المساعدة على خروجه من الأزمة. ووفقا للمعلومات، حذر دوكان من لجوء اي فريق الى تعطيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي لانه سيجر البلد إلى مغامرة خطيرة غير محسوبة، ووفقا للمسؤول الفرنسي فان المجتمع الدولي سيتخذ موقفا حازما ازاء من يعطل انتخاب الرئيس الجديد في موعده الدستوري… وحذر من تداعيات «الفراغ الرئاسي» مؤكدا ان بلاده لا تدعم اي مرشح بعينه. وكان دوكان اكد خلال لقائه رئيس الجمهورية، إنّه سيعمل على تشجيع الدول المانحة والمؤسسات الدولية لدعم لبنان من أجل تحسين البنى التحتية ما يزيد من فرص العمل ويحد من تنامي الهجرة. من جهته أكد الرئيس عون مواصلة العمل لتحقيق الاصلاحات الضرورية لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وخلال لقائه ميقاتي، شدد دوكان على «أهمية المضي فيما تم التوافق عليه مع صندوق النقد الدولي والتركيز على الاجراءات التي تؤمن اعادة الحيوية للاقتصاد». وشدد «على ضرورة استكمال الشروط المفروضة لاستكمال الاتفاق الاولي باتفاق يعرض على ادارة الصندوق، وعلى اقرار القوانين ذات الصلة مثل الموازنة والكابيتال كونترول وهيكلة المصارف وقانون السرية المصرفية».

ازمة المطران الحاج
في هذا الوقت، لم تنته بعد فصول توقيف المطران موسى الحاج، وفيما اعلن الامن العام ان ما قامت به عناصر المديرية في مركز الناقورة الحدودي هو إجراء قانوني تنفيذاً لإشارة القضاء من جهة، والتعليمات الخاصة بالعبور من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي يخضع لها كل العابرين من دون إستثناء، نفى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي توقيف المطران في الناقورة واخضاعه لآلية التفتيش المعتمدة على هذا المعبر أسوة بكلّ العابرين. في المقابل تمسكت بكركي بمواقفها، لانها تعتقد ان المطران لم يرتكب اي جرم، وهي لا تريد اقل من محاسبة القاضي عقيقي امام التفتيش القضائي تمهيدا لتنحيته.فضلا عن الاصرار على الحصول على الاغراض الشخصية والامانات المالية البالغة نحو 460 الف دولار.

لمن تعود ملكية الاموال؟
وعلى الرغم من الغاء زيارة وفد يمثل اللواء ابراهيم من الامن العام الى الديمان حرص الطرفان على تاكيد متانة العلاقة الثنائية، وقد نفت المديرية العامة للأمن العام حصول اي اتصال بين اللواء عباس ابراهيم والبطريرك الراعي فيما نفى القاضي عقيقي دعوته المطران الحاج للاستماع إلى أقواله في المحكمة العسكرية، واشتراط المطران تسليمه ما جرى حجزه في الناقورة في المقرّ الأمني. اشار عقيقي «الى ان الاموال المصادرة ليست ملك الكنيسة إنّما مصدرها من عملاء مقيمين في إسرائيل يعمل غالبيتهم لصالح العدو في الأراضي المحتلة وهي تخضع للأحكام القانونية اللبنانية المتعلّقة بكلّ ما يدخل لبنان من الأراضي المحتلة وتطبق على كلّ قادم منها». وإذ اكد القاضي احترامه للكنيسة، أشار إلى أن «هناك قانون مقاطعة إسرائيل ومن واجبي بصفتي قاضٍ أن أطبّقه».

استجماع للمعطيات
وقد ناقش رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير العدل هنري خوري ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود والمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات تداعيات الملف. وقال خوري بعد اللقاء ان ميقاتي طالب معالجة الأمور وفق الأصول والقانون، واعلن عن زيارة مرتقبة للبطريرك الراعي بعد استجماع كامل المعطيات وكان المكتب الإعلامي لوزير العدل افاد بأنه في صدد مطالبة كافة المراجع القضائية المعنية بافادته فوراً وخطياً بالتطورات التي حصلت في اليومين الماضيين في ما يتعلق بالتحقيق مع سيادة المطران موسى الحاج ومداهمة مصرف لبنان لإجراء المقتضى.

«طابور خامس»؟
من جهته، قال رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه بعد لقائه البطريرك الراعي في الديمان ان القضاء في لبنان مسيس والقاضي يخضع الى الترهيب السياسي، وتسأل لماذا تحصل امور تخدم فريقا وتضر فريقا آخر؟ واضاف» فإما القاضي أخذ قراره من تلقاء نفسه أو أن هناك طابورا خامسا يحاول تخريب الأمور.» وفي السياق نفسه، اكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: «أيا كانت الملابسات وراء توقيف المطران الحاج الا انه من المفيد التنبيه بان المعالجة الهادئة افضل من هذا الضجيج وان احترام المؤسسات في هذا الظرف الصعب فوق كل اعتبار. ومن ناحية اخرى نرفض الاستغلال الاسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الاموال لمآرب سياسية».

التدهور القادم!
وكان المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​، قد اكد «ان البلاد تطوف على رمال متحركة والدولة تسقط بشكل متسارع ولم يبقَ منها إلا المؤسسات العسكرية والأمنية»، مضيفًا: «للأسف ما زال وطننا ساحة يتصارع فيها الآخرون وصندوق بريد إلى كل الإتجاهات وهو مرشح للتدهور أكثر فأكثر». واشار الى أنّ لبنان​ ليس حاضرا على طاولة المجتمعيْن الإقليمي والدولي الا كونه وطنا جديدا للاجئين والنازحين​ وهذا ما نرفضه جميعا. واعلن ابراهيم انه تلقى وعدا عراقيا بزيادة كميات الفيول للكهرباء، كما تعهد العراق دراسة امكانية تزويد لبنان بالطحين لمدة عام.

اجراءات بحق عون؟
وفيما ينتهي اليوم اضراب موظفي مصرف لبنان، لا تزال المداهمة التي قامت بها القاضية غادة عون لمقر المركزي ومحاولتها توقيف حاكم البنك المركزي رياض سلامة تتفاعل على الصعيد القضائي، ووفقا لمصادر مطلعة يستعد مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لتحرك بعد تسلم تقرير مفصل اعده المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي رجا حاموش، حول وقائع المداهمة والمخالفات التي انطوت عليها. ومن المنتظر ان يتخذ اجراءات حاسمة بحق عون بصفته رئيسها المباشر، بعد احالة الملف الى مجلس القضاء الأعلى، لإطلاعه على تجاوز عون لصلاحياتها المكانية.