Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر March 15, 2023
A A A
مانشيت “الديار”: الدولار بمئة ألف… من يسبق التسوية ام الفوضى؟
الكاتب: الديار

هل طلبت السعودية تنسيقا امنيا لبنانيا سوريا لوقف عمليات تهريب الكبتاغون الى الرياض ودول الخليج؟ وهل طلبت الرياض ايضا من الدولة اللبنانية التدخل لوقف بث قناة المسيرة التابعة للحوثيين في الضاحية و النشاط السياسي وغرفة العمليات؟ هذا ما طلبته الرياض من سوريا ولبنان مؤخرا حسب المطلعين على الاتصالات، وتجاوبت دمشق فورا، اما لبنان فوعد عبر نجيب ميقاتي بالمساعدة؟ وبالتالي فان الرياض لم تتطرق الى الملف الرئاسي اللبناني لا من قريب ولا من بعيد، لا مع دمشق ولا مع اي جهة دولية واكتفت بالمواصفات والعناوين الاصلاحية للرئيس المقبل، كما حددها السفير السعودي البخاري بعد زيارته للراعي. وحسب المطلعين على الاجواء السياسية، فان الخلاف بين حزب الله والسعودية على اليمن وليس على سليمان فرنجية وسوريا، كما ان الخلاف بين الرياض وطهران ليس على سوريا والعراق مطلقا بل على اليمن، ولا يمكن للرياض ان تحقق طموحاتها 2030، والمسيرات اليمنية فوق اراضيها، ولذلك فان الملف اليمني هو مفتاح الحلول والولايات المتحدة في اجوائه رغم انزعاجها من اعلان الاتفاق من الصين، لكن همها الاساسي منصب حاليا على باخموت في اوكرانيا والحرب الباردة.
وحسب المطلعين، فان التركيز السعودي منصب على اليمن اولا، وما جرى في الصين ليس الا امتدادا للمسار الذي بدا في بغداد ومسقط، وسينعكس ايجابا على كل دول المنطقة، ويخفف التوترات السنية الشيعية والاتهامات لطهران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، كما سيحظى الاتفاق بدعم خليجي في الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الخليجي، فالاتفاق في الصين “يمني الهوى” وبدا بسلسلة اجتماعات للضباط السعوديين والحوثيين الذين توصلوا الى التفاهمات الاتية في سويسرا : وقف شامل لاطلاق النار، اقامة منطقة عازلة بين شمال اليمن والاراضي السعودية بعمق 20 كيلومترا بالاضافة الى منع الحشود العسكرية وتسيير دوريات مراقبة، فتح ميناء الحديدة، تبادل للاسرى، ودائع سعودية في المصارف اليمنية، بالاضافة الى بنود اخرى، واعطيت مهلة شهرين لصياغة التفاهمات والتنفيذ . واذا نجحت الامور يتم الانتقال الى الساحة السورية وبعدها العراقية، اما في لبنان فالحل ليس معقدا “وبالجاذبية” وبوهج ما جرى في اليمن “لا غالب ولا مغلوب” يتم انتخاب رئيس الجمهورية.
وحسب التسريبات السياسية، فان النجاح في اليمن يفتح الابواب لتسوية كبرى في المنطقة ستطال العلاقات الاردنية المصرية مع طهران، اما على الساحة السورية فان لقاءات المسؤولين الامنيين السعوديين والسوريين لم تنقطع منذ تولي الامير محمد بن سلمان مقاليد السلطة، ويسير الحوار بخطى ايجابية منذ اشهر، بعد تعثره بسبب رفض دمشق مناقشة الوجود الايراني على اراضيها مع المسؤولين السعوديين، وتمسكت في هذه العلاقة، ويبدو ان الرياض قدمت تنازلات في هذه النقطة مؤخرا على ان يناقش حدود التدخل الايراني في سوريا والعراق بعد انجاز الملف اليمني وهناك تعويل على الدور الصيني في هذا المجال، وحسب المطلعين، فان عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين باتت مسالة وقت، وحضور دمشق للقمة العربية اصبح محسوما، كما ان الرياض شجعت سوريا وانقرة على التقارب، والوديعة السعودية في المصارف التركية ستفتح منافذ جديدة لتثبيت التسويات في المنطقة، وتؤكد المعلومات، ان مسؤولا سعوديا كبيرا قال لزميله السوري : “ولي العهد الامير محمد بن سلمان لم يكن في الحكم ولم يكن مسؤولا عندما اتخذت قرارات الحرب ضد سوريا”. وهذا ما يؤكد التوجه السعودي الجديد الذي سينعكس ايجابا على العلاقات السورية اللبنانية وتجاوز المرحلة الماضية، وليس مستبعدا حصول تبدلات في مواقف العديد من الشخصيات السياسية تجاه سوريا في المرحلة القادمة.
هذه المؤشرات حسب المطلعين، تفتح افاقا جديدة في المنطقة مغايرة جذريا لمرحلة 2011، وفي المعلومات، ان هناك توجها عربيا لجمع الاطراف اللبنانية على طاولة حوار، الارجح عقدها في مصر او العراق وربما مسقط برعاية دولية، لانتاج تسوية داخلية وحل الموضوع الرئاسي كما حصل في الدوحة. بعد ان اعلنت جميع القوى السياسية ترحيبها بالاتفاق بالاضافة الى النواب المستقلين والتغيريين والاشتراكي، كما ابدى التيار الوطني الحر ارتياحه للاتفاق كونه يفتح ابواب الحوار بين الاطراف اللبنانية وتقدم الخيار الثالث رئاسيا مع استبعاد كل الاسماء المتداولة، كما رحبت القوات اللبنانية بالاتفاق وحصرت نتائجه وتداعياته باليمن، ويبقى البارز، الارتياح الشعبي الشامل في ظل تعب الناس من الظروف الماساوية على كل الصعد.

جنبلاط
دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى انتخاب رئيس توافقي قبل حزيران، شرط ان لايكون الرئيس التوافقي “نكرة” مجددا رفضه لانتخاب رئيس محسوب على فريق معين وهذا امر صعب جدا، وهناك انقسام داخل المجلس النيابي مفضلا رئيسا يملك توجهات اقتصادية ورؤى اقتصادية مما يشجع السعودية وغيرها على تقديم المساعدات للبنان.

مسؤول اميركي في بيروت اواخر اذار
من المتوقع ان يقوم مساعد وزير الخارجية الاميركية بربارا ليف بزيارة بيروت اواخر اذار للبحث مع المسؤولين اللبنانيين الاوضاع اللبنانية وتطورات المنطقة، كما يزور لبنان موفدون اوروبيون، وكان امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط زار بيروت واكد على خطورة الاوضاع متوقعا انتخاب رئيس للجمهورية قريبا، وكشف ان قطر والمغرب ما زالا يعارضان عودة سوريا للجامعة العربية مسجلا اعتراضه على موقف الدولتين
على صعيد اخر، سرت معلومات عن توجيه نصائح عربية الى عدد من الاطراف المحلية بضرورة عدم “السباحة” عكس التيار، لان ما يجري تسوية كبرى شبيهة بتسويتي 1976 واتفاق الطائف 1990، وهناك توافق عربي ودولي على ان المشكلة تكمن بالطقم السياسي الموجود، والفساد، والمرحلة الجديدة تتطلب علاجات من نوع اخر ونفضة شامله في كل المفاصل كي يتمكن لبنان الخروج من الازمة. وانقشاع الصورة بحاجة الى شهرين فقط .

الازمة الاقتصاية
المرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان قد تكون من اخطر المراحل، فمن يسبق : التسوية ام الانهيار؟ وفي المعلومات المؤكدة، ان هامش الحلول بدا يضيق ولا قدرة لمصرف لبنان على التدخل في موضوع ارتفاع الدولار الجنوني، ومن المتوقع وصوله اخر الشهر الى 130 الف ليرة، كما تعاني المصارف من ازمة سيولة وانتشار معلومات عن افلاس بعضها بالتزامن مع اجراءات قضائية دفعتها للعودة الى الاضراب المفتوح بدءا من نهار امس حتى نهار الاثنين، مقابل عجز رئيس الحكومة والسلطة القضائية الاولى عن تجميد الاجراءات بحق بعض المصارف .

التحقيق مع رياض سلامة
ومن المتوقع مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على خلفية الاتهام الموجه له من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش، باختلاس وتبييض اموال مع شقيقه رجا وماريان حويك، وسيحضر التحقيق القاضية الفرنسية اودي بيسي مع وفد قضائي اوروبي، وعلم ان التحقيقات لن تشمل سلامة فقط بل ستطال في المرحلة القادمة شخصيات اخرى، وسيتولى التحقيقات قضاة اوروبيون.
وفي ظل الاستعصاء الداخلي، تجمع معلومات المحللين الاقتصاديين على صعوبة المرحلة في الاشهر القادمة، وارتفاع معاناة الناس بعد “دولرة” الاسعار في قطاعات المحروقات والادوية والطحين ومولدات الكهرباء والمواد التموينية والاستشفائية وكل مقومات الحياة، وهذا ما ادى الى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين ما انعكس في استهلاك المحروقات بمعدل 100 الف صفيحة في اليوم، وتراجعا في نسب الدخول الى المستشفيات وزيارات الاطباء وشراء الادوية والمواد التموينية والالبسة والمطاعم وسيارات التاكسي، كما ساهم اضراب موظفي القطاع العام في شل كل المؤسسات، ووصلت الاضرابات الى معلمي المدارس الخاصة والشركات الكبرى التي تلجا يوميا الى عمليات الصرف بحق الموظفين، واللافت ان وزارة الصحة السورية سجلت ارتفاعا ملحوظا في نسب اللبنانيين الذين اجروا عمليات جراحية في مستشفيات دمشق بسبب الفوارق الكبيرة في الاسعار ومن كل المناطق اللبنانية، كما تساهلت السلطات السورية مع ركاب سائقي التاكسي المغادرين من دمشق الى بيروت الذين ينقلون معهم كميات كبيرة من الادوية على اختلافها وتحديدا المتعلقة بالامراض المزمنة بسبب الفوارق في الاسعار.
في ظل الواقع الماساوي الامور الى اين؟ وهل ستبقى الساحة للسوق السوداء؟ ومن يسبق التسوية الكبرى ام الانهيار الحتمي والفوضى والدماء والدموع، والناس “حبلت” والانفجار على بعد “سنتميترات” فقط.