Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 10, 2023
A A A
مانشيت “الجمهورية”: قمّتا الرياض غداً .. والجامعة العربية: لا هدن بل وقف للنار
الكاتب: الجمهورية

على وَقع استمرار الحرب التدميرية الاسرائيلية على غزة والمواجهات المتبادلة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية اللبنانية، تتجه الانظار من اليوم الى الرياض التي ستستضيف غداً قمة عربية طارئة تليها في اليوم التالي قمة لمنظمة التعاون الاسلامي، يعوّل عليهما اتخاذ موقف وقرارات توقف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة العربية وعلى لبنان، فيما استبقت الادارة الاميركية هاتين القمتين بالاعلان انّ اسرائيل وافقت على تنفيذ «هدن» يومية لأربع ساعات في شمال غزة للسماح للسكان بالتوجه جنوباً في ظل استبعاد الرئيس الأميركي جو بادين أي إمكانية لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار.

أعلن البيت الأبيض مساء امس أن إسرائيل وافقت على تنفيذ «هدن» يومية لأربع ساعات في شمال غزة لأغراض إنسانية، مع استبعاد الرئيس الأميركي جو بايدن أي إمكانية لوقف كامل لإطلاق النار.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين إنّ الهدن «خطوات مهمة إلى الأمام» في وقت تشهد مدينة غزة بشمال القطاع معارك عنيفة. وأضاف: «ستبدأ إسرائيل بتنفيذ هدن لمدة أربع ساعات في مناطق بشمال غزة كل يوم، مع الاعلان عنها مسبقاً قبل ثلاث ساعات». وتابع: «أبلَغنا الاسرائيليون انه لن تكون هناك عمليات عسكرية في تلك المناطق خلال فترة الهدن (وأن) هذه العملية تبدأ اليوم».

واشار كيربي الى انّ تلك الهدن ستتيح إدخال مساعدات إلى المنطقة والسماح للمدنيين بالفرار من المعارك. وأكد أن إسرائيل فتحت «ممرات إنسانية» في الأيام القليلة الماضية أتاحت «لآلاف» من الأشخاص مغادرة أكثر المناطق التي طاولها القصف في شمال القطاع إلى الجنوب، مضيفاً: «نود أن نرى استمرار الهدن طالما كانت هناك حاجة إلى المساعدة الإنسانية».

ولدى توجّهه امس الى ايلينوي قال بايدن ردا على سؤال حول فرص تطبيق وقف لإطلاق النار: «لا توجد إمكانية»، وأكد أنه «لا يزال متفائلا» في شأن تحرير الرهائن ومن بينهم أقل من 10 أميركيين مُحتجزين في غزة، مضيفاً «لن نتوقف حتى نخرجهم».

وأكد بايدن لاحقاً أنه، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، «طلبتُ هدنة أطول من ثلاثة أيام». وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالاستياء تجاه نتنياهو قال إن «الأمر استغرق من الوقت أكثر مما كنتُ آمل به».

وردا على سؤال عن سبب تنفيذ طائرات حربية أميركية ضربات جديدة على منشأة مرتبطة بإيران في شرق سوريا الأربعاء الفائت، قال بايدن «لأنهم قصفونا»، مؤكدا أن القوات الأميركية ستضرب مرة أخرى «إذا اضطررنا لذلك».

وأعلن البنتاغون امس أن الولايات المتحدة لا تعتقد حالياً أن الغارة التي شنتها طائرتان حربيتان أميركيتان على مخزن أسلحة مرتبط بإيران في محافظة دير الزور السورية قد أسفرت عن سقوط ضحايا. وذلك في عملية قال مسؤولون أميركيون انها جاءت ردا على الهجمات التي تطاول القواعد الأميركية في الشرق الأوسط.

وقالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين: «حتى اللحظة، لا نقدّر وقوع أي خسائر بشرية». وأضافت أن القوات الأميركية تعرضت لما مجموعه 46 هجوما في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول الفائت، بما في ذلك 4 بعد غارة أمس الاول التي كانت تهدف إلى ردع مثل هذه الأعمال. وأشارت إلى أن هذه الهجمات تسببت في إصابة 56 شخصا بجروح طفيفة.

القمة العربية

وفي الرياض اختتم وزراء الخارجية العرب، اجتماعهم التحضيري للقمة العربية الطارئة المقرر عقدها غدا في السعودية، لبحث سبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأقرّ الوزراء في اجتماعهم الذي عُقد برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي سيرفع إلى القمة العربية للنظر في اعتماده.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي إن «الاجتماع أقرّ الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي سيرفع إلى القادة». وأوضح أن «القرار يتناول مجموعة من عناصر الموقف السياسي العربي الفلسطيني، ويسمح للمجتمع الدولي بفهم صحيح لهذا الموقف، ويهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي». وأكد أن «القمة ستعتمد مشروع القرار بما يلبّي تطلعات الشعوب العربية»، مشيراً إلى أن «هناك قمة إسلامية ستعقب القمة العربية، إذ سيتم اتخاذ قرار في إطار مشابه للإطار العربي».

وعن مستوى التمثيل فيها، أكد زكي أن «عدداً كبيراً من القادة العرب سيشاركون».

وبالنسبة الى ما يتعلق بمطالبة البعض بهدن إنسانية، قال زكي ان «الهدن الإنسانية ليست من صميم الموقف العربي، فهو يطالب بوقف كامل لإطلاق النار، أما الهدن الإنسانية فهي أفكار يتحدث بها البعض لمحاولة التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور الذي وقع بسبب الحرب والعدوان الإسرائيلي، والموقف العربي يرتكز في وضوح وصراحة على وقف إطلاق النار في شكل فوري».

وعن وجود مساعٍ لإسرائيل وبعض الأطراف لفصل غزة عن الضفة الغربية، وإرسال قوات متعددة الجنسيات إلى غزة، قال زكي: «إن كل ما يطرح من أفكار إسرائيلية أو من دول أخرى في سبيل فصل غزة عن الضفة الغربية مرفوض، والموقف العربي قرأ هذه الأفكار جيداً، واكتشفها، ولا يسمح بها، ولن يتماشى معها».

وقبل يومين من القمّتين العربية والإسلامية في الرياض اللتين ستطغى عليهما الحرب في غزة. قام أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة خاطفة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتقى رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأكد الجانبان «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بُغية إتاحة الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية»، وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات («وام»).

ميقاتي الى الرياض

الى ذلك سيتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرياض لتمثيل لبنان في القمتين العربية والاسلامية الطارئتين. وعلمت «الجمهورية» من مصادر السرايا الحكومية ان الكلمة التي سيلقيها في القمة العربية هي قيد الاعداد وسيركز فيها على ضرورة وقف المجازر في غزة، والاعمال العدوانية، والدعوة الى الضغط على العدو لوقف اعتداءاته في الجنوب واحترام القرار الدولي ١٧٠١ والعودة الى مبادرة السلام العربية التي اعلنت في قمة بيروت عام 2002.

القمة الاسلامية

الى ذلك اعلن محمد جمشيدي نائب الشؤون السياسية لمدير مكتب الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ان الاخير سيشارك في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في المملكة العربية السعودية.

وقال جمشيدي في تصريح أمس: «ان آية الله رئيسي قال في لقائه مع أردوغان على هامش اجتماع منظمة «إيكو» إنه إذا لم يتمكن اجتماع الرياض من ان يكون مؤثرا في مساعدة أهل غزة، فإنني أرى احتمال اتساع نطاق المواجهة امرا جادا لأن الشعوب ستشعر بالاحباط من تأثير الحكومات الإسلامية.

واكد وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان في تصريح له، انه «نظرًا لتزايد حدة الحرب في غزة أصبح توسيع نطاق الحرب أمرًا لا مفر منه».

ونددت إيران امس بشدة ببيان مجموعة السبع (الولايات المتحدة واليابان وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وكندا) التي اجتمعت في طوطيو، والذي دعاها إلى عدم دعم «حماس» و»حزب الله» اللبناني، وعدم القيام بأي شيء يمكن أن «يزعزع استقرار الشرق الأوسط».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: «منذ بداية الأزمة الراهنة في غزة، بدأت الجمهورية الإسلامية الإرانية جهوداً متواصلة لوقف الاعتداءات العسكرية التي يشنها الان الصهيوني المعتدي على غزة وإنقاذ حياة مواطنيها وسكانها العزل»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء «إرنا» بالعربية. وأضاف: «ما كان متوقعا من وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو، هو الوفاء بمسؤوليتهم الدولية، بما في ذلك إدانة تصرفات العدوان الصهيوني في غزة، التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، ووقف دعم جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة».

موقف روسي

وصفت روسيا امس اقتراح وزير التراث اليميني المتطرف أميخاي إلياهو باعتماد «الخيار النووي»ضد حركة حماس في غزة بأنه «غير مقبول على الإطلاق»، مؤكدة أن «لا شيء يبرّر مثل هذه التصريحات». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «نعتبر هذه التصريحات استفزازية وغير مقبولة على الإطلاق». وتساءلت «هل هذا تهديد بالإبادة الجماعية؟ لا شيء يبرّر مثل هذه التصريحات».

الجنوب اللبناني

أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية مساء أمس على الجبهة الجنوبية، وتحديداً على منطقة اللبونة واطراف بلدات رامية والجبين وياطر ومنطقة رأس الناقورة ومنطقة اللبونة. كذلك افيد انّ قصفا عنيفا بقذائف من عيار 155 ملم استهدف محيط مشروع 800 خراج البويضة قضاء مرجعيون. كما استهدفت طائرة مسيرة بصاروخ موجّه أحد منازل بلدة البياضة، ولكن من دون وقوع اصابات.

وأعلن الإعلام الحربي في «​حزب الله​« مساء إصابة دبّاباتَي «‏ميركافا» في موقع المطلة وسقوط طاقمهما بين قتيل وجريح». واندلعت النيران في ثكنة «زرعيت» وموقع إسرائيلي في هونين المحتلة. وكذلك كان هناك استهداف لثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط بصاروخ موجه، فردّ الجيش الاسرائيلي بقذائف على اطراف بلدتي حولا ومركبا. وطاول القصف أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة. وسجل قصف مدفعي وفوسفوري اسرائيلي على سهل مرجعيون قرب محلة الحوش.

تهديد اسرائيلي

واكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس: «نحن مصمّمون على حماية حدودنا وإذا ارتكب نصر الله خطأ فسيتحمل «حزب الله» ولبنان نتائجه». وأضاف: «لن نوقف القتال حتى نعيد المخطوفين، ولن تكون هناك تسوية مع من أصاب وقتل مواطنينا». وتابع: «بدأنا باستخدام تقنيات حديثة للتعامل مع الأنفاق الهجومية». وأردف: «لن نوقف القتال من دون القضاء على حركة حماس، ونحن ننجح بالتصدي لجميع الهجمات وكل الطرق تؤدي إلى طهران».

صورايخ بحرية

في غضون ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مُطّلعة أنّ «امتلاك حزب الله لصواريخ مضادة للسفن ضمن ترسانته العسكرية، يعزّز تهديد الحزب للبحرية الأميركية». وذكرت المصادر أنّ «الصواريخ الروسية القوية المضادة للسفن التي حصل عليها «حزب الله»، تمنحه الوسائل لتنفيذ التهديد الضمني الذي أطلقه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، ضد السفن الحربية الأميركية»، مُشيرةً إلى أنّها «تسلّط الضوء أيضاً على المخاطر الجسيمة لأي حربٍ إقليمية».

ولفتت إلى أنّ «السيد نصر الله كان يشير في حديثه إلى قدرات «حزب الله» الصاروخية المضادة للسفن والمعزّزة بشكل كبير»، موضحةً أنه «بما في ذلك صاروخ (ياخونت) الروسي الصنع، والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر».

وعن الصاروخ «ياخونت»، كشفت المصادر أنّ «هناك ياخونت، وبالطبع هناك أشياء أخرى إلى جانبه». كذلك كشفت أنّ «ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين، ومسؤولاً أميركياً سابقاً، قالوا إنّ «حزب الله» بنى مجموعة مذهلة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن».

وأكد أحد المسؤولين، للوكالة، أنّه «من الواضح أننا نولي اهتماماً كبيراً لذلك، ونأخذ القدرات التي لديهم على محمل الجد، من دون التعليق مباشرةً على ما إذا كانت المجموعة التي يمتلكها الحزب تضم صاروخ ياخونت».

قصف حوثي

وأعلن الحوثيون امس أنهم أطلقوا عددًا من الصواريخ البالستية نحو جنوب إسرائيل، في أحدث عملية ضمن سلسلة هجمات نفّذوها ضدها منذ بداية الحرب بينها وبين حركة «حماس».

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان «أطلقت قواتنا المسلحة دفعةً من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للكيان الإسرائيليِ جنوبيِ الأراضي المحتلة، منها أهداف عسكرية في منطقة أُمِ الرشراشِ (إيلات)». وأضاف: «حققت العملية أهدافها بنجاحٍ وأدت إلى إصابات مباشرة في الأهداف المحددة رغم تكتم العدو على ذلك». وجدّد التأكيد على استمرار الحوثيين في تنفيذ العمليات العسكرية دعمًا للفلسطينيين وحتى يتوقف «العدوان» على غزة.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنّ «صاروخًا أُطلق في اتجاه الأراضي الإسرائيلية وتم اعتراضه بنجاح في منطقة البحر الأحمر بواسطة منظومة الدفاع الجوي «آرو». وأضاف «لم يعبر الهدف الأراضي الإسرائيلية».

وفي إيلات أيضًا تحطمت أمس مسيّرة مجهولة المصدر على مدرسة ابتدائية ما تسبب بأضرار مادية وحالة من الذعر، بحسب الجيش الإسرائيلي. لكنّ بيان الحوثيين لم يذكر إطلاق مسيّرات الخميس.

جرائم حرب

وأعلن المحامي الفرنسي إيمانويل داود امس أنه وجّه رسالة باسم ثلاث منظمات غير حكومية فلسطينية الى المحكمة الجنائية الدولية للتنديد خصوصا «بجرائم حرب» و»جرائم ضد الانسانية»، ارتكبها بحسب هذه المنظمات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.

وجاء في الرسالة التي وجهت مساء الأربعاء الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية واطلعت عليها وكالة «فرانس برس» أن الوقائع التي عرضتها مؤسسة الحق ومركز الميزان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان هي «نية الإبادة الجماعية والتحريض على إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب».

وتم الطلب أيضا من المحكمة الجنائية الدولية أن تصدر مذكرات توقيف في حق «المسؤولين الأبرز عن هذه الجرائم» بينهم نتنياهو والرئيس اسرائيلي اسحق هرتسوغ.

وقال داود لـ«فرانس برس»، إن المنظمات غير الحكومية ترغب في أن «يفهم المسؤولون الإسرائيليون الذين يشنون حربا مع إفلات تام من العقاب حيث ترتكب جرائم حرب»…