Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 24, 2023
A A A
مانشيت “الجمهورية”: برّي: خيارا الجيش تمديد أو تعيين.. وميقاتي لمشاورات بعد قمة المناخ
الكاتب: الجمهورية

من المقرر أن تبدأ صباح اليوم هدنة الأيام الاربعة في غزة بين حركة «حماس» واخواتها وبين اسرائيل، على ان تسري على الجبهة الجنوبية اللبنانية التي شهدت امس يوما طويلا من الهجمات المتبادلة بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، بعد ليل استشهد فيه خمسة مقاومين بغارة اسرائيلية استهدفت مقرّهم في بلدة بيت ياحون كان بينهم عباس رعد (سراج) نجل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي «عَتب» على نجله انه سبقه الى الشهادة مُبارِكاً له شهادته وللامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله «الذي علّمنا كيف يكون آباء الشهداء، صابرين، محتسّبين، أقوياء، ثابتين على هذا النهج الجهادي المقاوم».

فيما ستبدأ هدنة إنسانية في غزّة صباح اليوم على أن تليها عملية الإفراج عن دفعة أولى من الاسرى المدنيين بين حركة «حماس» واسرائيل بعد الظهر، ينتظر ان تسري هذه الهدنة على الحدود الجنوبية، حيث شاع انّ المقاومة ستلتزم الهدنة اذا لم تخرقها اسرائيل.

ودعت فرنسا إلى «التنفيذ الكامل» للاتفاق بين حماس واسرائيل «من دون مزيد من التأخير».

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر إن باريس تدعو مجددًا إلى «الإفراج الفوري عن كلّ الرهائن». وأضافت «ندعو إلى احترام شروط هذا الاتفاق في شكل كامل»، مشددة على أن انتظار عائلات الرهائن كان «قاسيًا ولا يطاق».

وذكّرت أن ثمانية فرنسيين كانوا في إسرائيل أصبحوا في عداد المفقودين و»جزءًا منهم» رهائن.

وامتنعت عن الكشف عمّا إذا كانت قائمة الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم بموجب الاتفاق في الأيام المقبلة تضمّ فرنسيين، وذلك «احتراماً للعائلات». وقالت: «نعمل بأقصى قدر من الطاقة من أجل إطلاق سراحهم ونأمل أن يكونوا مشمولين في الاتفاقية الموقعة بالأمس».

الموقف الايراني

وبحث وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأوضاع في غزة، وخصوصًا اتفاق الهدنة. وأكّد آل ثاني خلال اللقاء ضرورة حماية المدنيين ووقف إطلاق النار والعمل لمنع توسيع نطاق العنف.

وكان عبداللهيان قد انتقل من بيروت إلى الدوحة بعدما التقى امس الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله في زيارة هي الثانية له منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة المحاصر. وافاد الحزب في بيان أنه تم خلال اللقاء «استعراض آخر التطورات في فلسطين ولبنان والمنطقة والاحتمالات القائمة حول مسار الأحداث والجهود المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

وخلال زيارته لبيروت التقى أمير عبداللهيان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي فضلاً عن الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة ونائب رئيس حركة «حماس» خليل الحيّة. وحذّر من اتّساع رقعة الحرب في غزة الى المنطقة في حال لم يتواصل العمل بالهدنة. وقال: «نحن لا نتطلّع إلى اتساع نطاق الحرب»، مضيفاً أنّ «أيّ احتمال وارد إذا استمر العدوان».

رئيسي

في غضون ذلك قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس إن إسرائيل «لم تحقق أيّاً من أهدافها» خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 40 يوما مع حركة «حماس».

ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن رئيسي قوله «إذا أردنا إجراء تحليل بعد 40 يوماً (من الحرب)، فهو أن العدو قد هُزم». ومع «وقف إطلاق النار الموقّت، يجب أن نقول إن الشعب الفلسطيني والمقاومة حققا انتصارا كبيرا». وأضاف أنه بعد هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي، والذي أدى إلى اندلاع الحرب، «أعلن الصهاينة أنهم سيحتلّون غزة وأنهم يريدون تدمير المقاومة، لكنهم لم يحققوا أيّاً من هذين الهدفين».

وكرر رئيسي اتهام «أميركا والغرب بدعم (الإسرائيليين) بكل قوتهم». وأشار إلى أن «اليوم هو يوم انتصار الكرامة على الشيطان ويمكن الجميع الاحتفال به».

في الميدان

في هذه الاجواء شيّع «حزب الله» أمس ستة من مقاتليه، بينهم نجل رئيس كتلته البرلمانية النائب محمّد رعد. وتزامن التشييع مع إعلان «حزب الله» في بيانات منفصلة 22 عملية عسكرية بأسلحة مختلفة بينها صواريخ موجهة وكاتيوشا وصاروخ «بركان» ضد مواقع إسرائيلية وتجمعات لجنود في المنطقة الحدودية.

وضمن العمليات المختلفة، أعلن الحزب إطلاق 48 صاروخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية قرب مدينة صفد الشمالية، في أكبر عملية إطلاق للصواريخ من لبنان منذ بدء القتال. كما استهدف بصاروخ بركان، الذي قد تصل زِنة المتفجرات فيه إلى نصف طن، ثكنة عسكرية. واستخدم أيضاً ما أطلق عليه «صواريخ موجهة مركزة وخاصة».

من جهته، شنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً مدفعياً وجوياً في اتجاه عدة بلدات في جنوب لبنان، وأعلن أن طوافاته وطائراته الحربية استهدفت «بنية تحتية ومواقع إطلاق صواريخ» تابعة لـ«حزب الله»، كما أن قواته شنت غارات جوية وقصفت بالدبابات خلية «أطلقت صاروخاً مضاداً للدبابات».

وكان الحزب قد اعلن ليل الاربعاء الخميس في بيانات منفصلة استشهاد خمسة مقاومين «على طريق القُدس»، فيما أعلن استشهاد سادس.

وبين الشهداء الخمسة قياديّان على الأقل في قوة «الرضوان»، التي تعد قوة النخبة في «حزب الله» وفق ما نقلت «فرانس برس» عن مصدر قريب من الحزب. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانات عدة قصف أهداف للحزب من دون تحديد مواقعها.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إنّه «في أيّ لحظة يمكن أن يحدث أي شيء في الجبهة الشمالية»، واضاف: «سنهاجم بقوة ونرد على مصادر إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان»، معتبرًا أنّ «كل لحظة نرى تهديدًا في الجبهة الشمالية وسنرد على كل التهديدات»، مشيرًا إلى «جاهزية عالية في الجبهة الشمالية».

«كان أشطَر منّي»

وشارك بضعة آلاف في تشييع الشهيد عباس محمد رعد في بلدة جباع الجنوبية، ومنهم من حمل رايات «حزب الله» والأعلام الفلسطينية. وخلال التشييع قال رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين إن «المقاومة تقدم تضحيات كبيرة لكنها أيضاً من لبنان إلى فلسطين، واليمن والعراق (…) تثبت أنها مقاومة قوية». واضاف: «حينما يلجأ (رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو إلى الصفقة يعني أنه عاجز عن تحرير الأسرى كما كان يدّعي بالقوة وعاجز عن القضاء على حماس والمقاومة».

وقال النائب رعد، أثناء استقبال جثمان نجله عباس: «قَصَد، فوصَل، واذا كنت أعتب، فلأنه سبقني وكان أشطر منّي وأسرع، والله يتقبّل أعماله ويتقبل شهادته ويبيّض وجهه كما بيّض وجوه كل عوائل الشهداء، ونحن ثابتون على هذا الخط ماضون في هذا السبيل، نرجو رضى الله ولقاء الاحباء من الأنبياء والأولياء، ونريد العزة والكرامة لشعبنا ولأمتنا في هذه الدنيا». وأضاف: «مبارك للشهيد سراج، ومبارك لسيّد المقاومة سماحة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي علّمنا كيف يكون آباء الشهداء، صابرين، محتسّبين، أقوياء، ثابتين على هذا النهج الجهادي المقاوم».

لا مجلس وزراء

داخلياً، لم تتّضح الصورة بعد حول ملف قيادة الجيش ولا تزال الطروحات الممكنة قيد الدرس، وهي امّا تعيين قائد جديد للجيش في مجلس الوزراء واما التمديد للقائد الحالي العماد جوزف عون بتعديل القانون في مجلس النواب.

واكدت مصادر حكومية لـ«الجمهورية» ان لا جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل ولا حتى في المدى المنظور، وان الدراسة التي أعدّها الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية لم تحسم الخيارات انما وضعت احتمالات عدة مرفق كل منها بآليته ونتائجه وتخلص الى ان القرار يبقى سياسيا. وكشفت المصادر انّ تريّث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بطرح الامر يعود الى عدم حسم «حزب الله» موقفه في هذا الشأن، وان الحزب بات مُحرجاً وامامه خياران: امّا ارضاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بالتعيين، وامّا عدم الوقوف في وجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والسير في خيار التمديد.

واشارت المصادر الى انّ ميقاتي سيجري فور عودته من قمة المناخ التي تعقد هذه السنة في دولة الامارات العربية المتحدة الاسبوع المقبل جولة اتصالات جديدة ليُبنى على الشيء مقتضاه. ورجّحت ان لا يطرح ميقاتي التمديد داخل مجلس الوزراء لئلا يتعرّض القرار للطعن. اما التعيين فيقدم عليه كونه من صلاحيات الحكومة لكنه يفضّل توافر التوافق السياسي حوله.

وكان ميقاتي قد قال في افتتاح «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» بنسخته الـ 65: «لقاؤنا اليوم يمثّل خير تجسيد للمقاومة الثقافية لكل الارهاب الذي يمثله العدو الاسرائيلي، وبأن الكلمة كانت وستبقى الرد الاقوى والأنبل على كل الحمم التي يطلقها ضد جنوبنا الباسل حاصداً البشر والحجر». واعتبر «ان اللقاء هو قدر اللبنانيين، خصوصا في هذه الظروف العصيبة التي نعيشها، ويوجب على كل أحد أن يتقدم خطوة باتجاه الآخر وأن نبحث عن مَواطن التلاقي في حياتنا الوطنية. وإذا كانت أزمنة الرخاء التي عاشها اللبنانيون في حقبات من عمر الوطن قد وحّدت بينهم، وجمعتهم حول دولتهم، فمن باب أولى أن توحّدهم المخاطر، كالتي نمر بها اليوم، بحيث تصير كل دعوة إلى التباعد نزقاً في غير محله واستسلاماً غير مبرر أمام الصعوبات».

مسيحي ـ مسيحي

وأكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديث الى قناة «الجديد» أمس، انه سيدعو الى «جلسة تشريعية في النصف الاول من الشهر المقبل بجدول متكامل، وإذا حضر حزب «القوات اللبنانية» الى الجلسة فأهلا وسهلا، وإذا لم يحضر فإنّ نوّابه يناقضون أنفسهم بأنفسِهم في هذه الحالة».

وعن موضوع قيادة الجيش، لفت بري الى أن «جبران باسيل يريد التعيين وسمير جعجع يريد التمديد، ويغضبان منّي عندما اقول انّ المشكل مسيحي – مسيحي»، مؤكداً أن «الخيارات محصورة بين التعيين أو التمديد ولا خيار ثالث ولا تكليف». واشار بري الى أنّ «حزب الله يحافظ على قواعد الاشتباك منذ اليوم الاول، وأهدافه عسكرية بينما العدو الاسرائيلي مستمر في مجازره».

رسالة من ماكرون

في غضون ذلك اشار المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، في حديث الى «فرانس انفو»، الى انه «سيعود الى لبنان قريباً كون هذه البلد عربي ومعني بالتموضع الاخير».

وأكد انه «ليس مطمئناً الى الوضع في لبنان نظراً للاحداث الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط، والحرب تطرق ابواب لبنان ولا يوجد رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع، لذلك من الضروري التخلي عن عقلية المنافسة وانتخاب رئيس للجمهورية».

وقال لودريان: «لا نعلم لمن نتوجّه في لبنان او مع من نتكلم، ويجب على اللبنانيين الوعي بأنّ هناك اخطاراً داهمة، ويجب ان يكون هناك رئيس في هذه الاوضاع المشحونة بالذات، وانا لا افهم اللامبالاة من المسؤولين الذين عليهم الاستيقاظ». وأضاف: «اننا نرى اشتباكات كثيفة في جنوب لبنان مع تبادل القصف المدفعي الكثيف والطائرات المسيرة التي أدّت الى عشرات القتلى بينهم اثنان من الصحافيين بالامس». وختم: «خطاب الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله لا يريد التصعيد، ونحن نخشى الانزلاق الى عنف اوسع لدرجة الوصول الى نقطة اللاعودة ودمار في البلدين، ويكفي شرارة ان تشعل الحرب، وسأذهب الى لبنان بطلبٍ من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإيصال الرسالة».

موقف إيطالي

وفي سياق متصل قال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو: «سأكون في لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة لكنني أتجنّب ذكر التاريخ، كما سأكون في الأمم المتحدة يوم الاثنين للحديث عن مستقبل قوّة اليونيفيل والمشاكل وقواعد الاشتباك». واعتبر أنّه «يجب إجراء مناقشة جادة وعقلانيّة حول طريقة وضع قواعد الاشتباك، وما إذا كانت أفعالنا تتماشى ومخاطر العصر الذي نعيش فيه»، مشددًا على «الحاجة إلى تفكير متعمق في قواعد الاشتباك الخاصة بقوات «اليونيفيل» في لبنان». وقال: «إذا ارتكبت خطأ، فإنك تهيّىء الظروف لانفجار الوضع. إنّ التصعيد الذي يشمل دخول لبنان، وربما سوريا، إلى النزاع (في غزة) هو ما نحاول تجنّبه. وهذا يتطلب منا عدم ارتكاب الأخطاء. كانت لديّ بعض الشكوك حول هذه الآفة، وتحدثت عنها مع زملائي الألمان والفرنسيين والإسبان، وعلينا جميعاً أن نطلب من أنفسنا تحقيق الاستقرار في المنطقة التي إذا انفجرت أكثر من ذلك من شأنها أن تخلق مشكلات لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بكاملها وما وراءها».