Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 12, 2023
A A A
مانشيت “الأنباء”: في زمن الفوضى رحل الشاهد على الطائف.. ودعوة “مكهربة” لميقاتي
الكاتب: الأنباء الإلكترونية

وسط الانكماش السياسي والتأزم المعيشي الذي يشلّ البلد، معطوفاً على انعدام المسؤولية لدى أهل الحل والربط وعدم تبصرهم بشؤون الناس وما يكابدونه من مشقات لتسيير أمورهم المعيشية، فيما وحش الغلاء والارتفاع الجنوني للدولار ينهش جيوبهم، وفي ظل هذه اللوحة السوداوية والميؤس منها، توقف قلب أحد حكماء هذا الوطن الجريح، رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، الشاهد على اتفاق الطائف قبل أن يتوقف النزف الذي يضرب هذا البلد ويجعل حياة اللبنانيين ميؤس منها.

 

الرئيس الحسيني من الجيل النادر الذين مروا بتاريخ هذا الوطن، وعملوا بكل ما أوتيوا من قوة وعزم لخلاصه، ولكن مؤامرة نحر لبنان كانت أكبر منهم جميعهم.

 

النائب والوزير السابق بطرس حرب اعتبر في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن خسارة الرئيس الحسيني وطنية، واصفاً اياه بالصديق العزيز الذي عمل طيلة السنوات الماضية كرئيس لمجلس النواب. ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه لاقرار وثيقة الوفاق الوطني. فلو لم يكن الرئيس الحسيني هو من يدير النقاش في الطائف لكان من الصعب جداً التوصل الى هذا الاتفاق بما كان يتميز به من حكمة ومسؤولية وطنية وقدرة حوارية مكنته من تجاوز كل محاولات تعطيله، ووصلنا الى وثيقة الوفاق المفترض فيها أن تعيد البلاد الى دولة المؤسسات.

 

وكشف حرب أن الحسيني حاول انشاء تجمع اللقاء الوطني الذي تشكل آنذاك منه ومن الرئيسين عمر كرامي وسليم الحص والنواب نسيب لحود وبطرس حرب واخرين لمواجهة التطورات، داعياً الى عصمة الطائف لكنه مع الأسف وصل الى طريق مسدود ما دفعه الى تقديم استقالته والخروج من الحياة السياسية رافضاً عمل البعض لاجهاض الطائف وتحويل البلد الى مزرعة كما كان قائماً ابان الوصاية السورية والممارسات التي تمارس اليوم من قبل حزب الله، وهو طبعاً ما كان يريد أن تشكل استقالته حالة استسلام بل تعبيراً عن غضبه كي يعيد الأمور الى نصابها، ولكن ما خيّب أمله وأملنا أن هذه الاستقالة المفاجئة لم تؤد الى ما كان ينتظره منها وخلق تيار سياسي معارض لما يجري، مجدداً القول أن غيابه خسارة كبيرة لا تعوّض، واصفاً اياه بأحد حكماء لبنان وأحد مداميك النظام الديمقراطي في لبنان.

 

من جهته، الوزير السابق ادمون رزق استذكر في حديث مع “الأنباء” الالكترونية الرئيس الحسيني بالقول ان للرئيس الحسني موقعا وطنيا وتشريعيا بمرحلة دقيقة من تاريخنا وقد أدى أدواراً بناءة وايجابية لجمع الكلمة، وكان حريصاً على لمّ الشمل لدرجة انه كان يعطي وقتاً للتوصل الى توافق.

 

وتابع رزق “هذه الأمور كانت تستوجب حكمة ومرونة كان الحسيني يتحلّى بها”، مضيفاً “بالرغم من أن خيارنا بالنسبة لرئاسة المجلس كان الى جانب الرئيس كامل الاسعد ولكن بفضل مرونته ولباقته ووطنيته وقفنا الى جانبه لانه كان من أعمدة الوفاق الوطني ومن أركان الوحدة الوطنية”.

 

تزامناً، وبسبب وفاة الرئيس الحسيني تم تأجيل جلسة اليوم التي كانت مقررة لانتخاب رئيس الجمهورية، الأمر الذي شكّل على ما يبدو متنفساً لغالبية النواب الذين كانوا مربكين جداً، لا سيما لجهة خياراتهم وتسمية مرشحهم.

 

وفي هذا السياق، استبعدت مصادر نيابية عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية امكانية التوصل الى اتفاق قريب لانجاز هذا الاستحقاق بسبب الخلافات القائمة ومناورات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ونجاحه حتى الساعة باللعب على كسب الوقت، وهذا ما تؤشر اليه عودة الحرارة الى العلاقات بين التيار الوطني الحر وحزب الله عقب الحديث عن لقاء قريب بين باسيل والحاج وفيق صفا.

 

على خط اخر، يتقدم خيار الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء. واكدت مصادر وزارية في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية عقد الجلسة الاسبوع المقبل على أبعد تقدير، كاشفة أن ميقاتي كان بصدد عقد جلسة لمجلس الوزراء نهار غد الجمعة لكن وفاة الحسيني جعلته يرجئ الدعوة الى مطلع الاسبوع المقبل.

 

أما بخصوص جدول الأعمال، فقد أشارت المصادر الى بندين، الاول يتصل بطلب الموافقة على السلفة المالية للكهرباء بالشروط المتفق عليها لجهة ضمان استرداد الاموال الى مصرف لبنان وبأي كلفة مقدرة بعد أن تعددت الافكار السابقة قبل رفع سعر الدولار على منصة صيرفو الى 38 الفاً وارتفاع الدولار في السوق الموازي.

 

أما البند الثاني فيتصل بالفيول العراقي وموضوع المناقصة الخاصة بنقله واجراء عملية “السواب” التي اعتمدت سابقاً لافراغ الحمولة. ولم تستبعد المصادر أن يدعو ميقاتي لعقد جلسة ببند وحيد يكون محوره الكهرباء فقط.

 

فهل ستكون هذه الدعوة المكهربة سبباً لخلاف جديد في البلد؟ والسؤال الأهم هل سيغطيها حزب الله هذه المرة أيضاً؟