Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر November 4, 2024
A A A
مانشيت “الأنباء”: ساعات أميركية بامتياز… رهان لبناني على وقف النار وانقلاب إسرائيلي على المفاوضات
الكاتب: الأنباء الإلكترونية

ساعات قليلة تفصل عن موعد فتح صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة الأميركية، التي ستحدّد هوية الساكن الجديدة للبيت الأبيض لمدة 4 سنوات. فهل سيكون دونالد ترامب أم كامالا هاريس؟

مصادر مراقبة تصف هذه الانتخابات عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية بالتاريخية، نظراً للتقارب الكبير في استطلاعات الرأي ما بين المرشَحين، وهذه من المرات القليلة التي لا تكون النتائج شبه متوقعة لصالح مَن ستكون.

كما تشير المصادر إلى أنه في حال فوز هاريس ستكون سابقة في تاريخ أميركا، حيث تنال لقب السيدة الأولى في التاريخ الأميركي.

على خط لبنان، تستبعد المصادر الكثير من التأثيرات الإيجابية لهذا الاستحقاق لجهة وقف الحرب، أقلّه في الأشهر الأولى، وذلك لأسباب عدة باتت معروفة، منها الموقف الأميركي الثابت على دعم إسرائيل، إضافة إلى أن الرئيس الجديد لن يتولّى مهامه رسمياً قبل 20 كانون الثاني 2025.

في هذه الأثناء، كان يشدد الرئيس وليد جنبلاط، خلال لقاء مع الاغتراب عبر تطبيق “زوم”، على أن الأولوية هي إلى وقف إطلاق النار، قائلاً “فليتفضل آموس هوكشتاين ويجيب الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي حول مسألة وقف إطلاق النار ويجب على الولايات المتحدة فرضه”، معتبراً انه “إذا لم يتم وقف النار قريباً فالمسألة ستأخذ مزيدًا من الوقت”.

وفي موقف حاسم، قال جنبلاط: “فلنبدأ بوقف إطلاق النار ونبدأ بتنفيذ القرارات الدولية، ويرجى ألا نطرح أبدًا مسألة أنظمة سياسية جديدة لأنها ستأخذنا إلى المجهول ولنبدأ بإستكمال تطبيق الطائف”.

وكان جنبلاط استكمل مواكبته للمستجدات السياسية والميدانية، حيث استقبل في كليمنصو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور. وكان عرض لآخر الأوضاع.

وفي موقف يتقاطع مع جنبلاط وميقاتي، نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري مجدداً أمس تأكيده أنه “مع وقف إطلاق النار الامس واليوم وغداً”، ما يعكس ثبات الموقف الرسمي اللبناني من هذه الناحية، والتمسّك بتنفيذ القرارات الدولية بدءا من القرار 1701.

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى أوضح في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “عدم زيارة هوكشتاين إلى لبنان بعد زيارته الأخيرة إلى إسرائيل سببها عدم حصوله على إيجابيات من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بما تم الاتفاق معه من الجانب اللبناني ولم يكن هناك قبول من إسرائيل. ولقد رأينا في نيويورك نتنياهو بعد موافقته على اتفاق الهدنة مع لبنان، وكيف انقلب عليه وقام بشن حرب واسعة على لبنان وذلك في 23 أيلول”.

وأضاف موسى: “فبعد أن كنّا على قاب قوسين وأدنى من الاتفاق على وقف إطلاق النار، عاد نتنياهو وانقلب عليه وهذا ما فعله مع هوكشتاين. والنتيجة أن الموفد الأميركي ينفذ سياسة بلاده وهذه السياسة شئنا أم أبينا متعاطفة مع اسرائيل. فالرئيسين بري وميقاتي أعلنا صراحة أنهما على استعداد لتطبيق القرار 1701 ومَن يعرقل ذلك هي إسرائيل وليس لبنان”، مشيراً إلى أن الأطماع الاسرائيلية لا تنتهي وما تفعله في لبنان وفي غزة يتخطى كل الأعراف الدولية. ولا أحد يمكنه أن يعرف ماذا تخطط له إسرائيل.

وقال: “هناك الكثير من الاعتدال في مواقف القيادات السياسية ولكن لا يوجد تبديلات كثيرة تساعد على إنهاء مسألة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جمهورية”، مشيرًا إلى أن “الأولوية هي لوقف إطلاق النار، واذا كان هناك اتفاق على انتخاب رئيس جمهورية فهذا أمر جيد وأهم شيء وقف المجازر لكن لا أحد يعرف ماذا يريد نتنياهو”.

وحول مدى تأثير الانتخابات الأميركية على لبنان، أشار موسى إلى أن كل من هاريس وترمب هما في وضعية متقاربة، ومن الصعب التكهّن مَن سيكون سيد البيت الأبيض انما الأهم من الأسماء هو تأثير الانتخابات على منطقتنا وتحديداً على لبنان، كاشفاً عن وعود كثيرة لا يمكن الرهان عليها لأن الخطاب الإنتخابي مختلف كلياً عن التنفيذ.

وقال موسى: “من الواضح ان الإدارة الأميركية أياً يكن شكلها ستكون داعمة لإسرائيل بالدرجة الأولى، لذلك علينا أن ننتظر نتائج الإنتخابات وأن نكون بوضعية داخلية متوافقة مع ما قد تسفر عنه. فمن المهم جداً بلورة موقف لبناني داعم للمفاوض اللبناني كي لا تأتي الحلول على حساب البلد. فموضوع التفاوض مهم جداً ويجب أن يكون لدينا موقفاً وطنياً موحّداً”.

بالتزامن، استبعدت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الالكترونية التوصّل إلى وقف إطلاق النار في وقت قريب، لا سيما بعد أن نعى الرئيس بري المبادرة الأميركية. ورأت أن المفاوضات ستبقى متوقفة حالياً، ومن المتوقع ان تُستأنف بعد الانتخابات الأميركية والانتهاء من فرز الأصوات ومعرفة مَن سيكون سيد البيت الابيض كامالا هاريس أم دونالد ترمب، وربما يكون هناك أكثر من جولة تفاوض حتى رأس السنة.

إذاً، الحرب لا تزال طويلة، والحلول بعيدة، وفيما تتجه الانظار بدءًا من اليوم إلى القارة الأميركية، سيستمر النزف على أرض لبنان حيث لا صوت يعلو على المعركة والموت والدمار.