Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 7, 2017
A A A
«ماكرونليكس» تُسمّم انتخابات فرنسا
الكاتب: الراي - وكالات

يتوجه الناخبون الفرنسيون مجدداً إلى صناديق الاقتراع اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة، للادلاء بأصواتهم في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مرشح الوسط، الأوفر حظاً، إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

عملية قرصنة «ضخمة» تطول حملة ماكرون قبل ساعات من الاقتراع
وعشية الاقتراع، شهدت الانتخابات حادثة جديدة تمثلت بتسرب آلاف الوثائق من حملة ماكرون على الانترنت، في ما وصفه الأخير بأنه محاولة «لزعزعة الاستقرار الديموقراطي».

وأعلن حزب ماكرون «الى الامام!»، في بيان، أن كشف هذا الاختراق الكبير في «آخر ساعة من الحملة الانتخابية» التي انتهت رسمياً منتصف ليل الجمعة – السبت هو «على ما يبدو زعزعة للاستقرار الديموقراطي مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة»، في إشارة إلى الاختراق الذي شهدته حملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ووجه أصابع الاتهام فيه إلى روسيا.

وفور نشر الوثائق على موقع «تويتر» للرسائل القصيرة، تناقلها اليمين المتطرف.

وقال نائب رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» فلوريان فيليبو، قبل منتصف ليل الجمعة – السبت موعد انتهاء الحملة «هل ستكشف (ماكرونليكس) أموراً تعمدت الصحافة الاستقصائية طمسها؟ هذا الغرق الديموقراطي مخيف».

* حجم الوثائق المسربة 9 جيغابايت تم بثها على الانترنت من قبل «ايمليكس».
وبلغ حجم هذه الوثائق الداخلية لحملة ماكرون 9 جيغابايت، تم بثها على الانترنت من قبل مستخدم يطلق على نفسه اسم «ايمليكس».

وفي السياق، ذكر موقع «ويكيليكس» أنه في المجموعة «هناك آلاف الرسائل الالكترونية والصور والوثائق المرتبطة بها يعود آخرها الى 24 نيسان» الماضي، أي غداة الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.

وأكد الموقع الذي أسسه جوليان اسانج وأدرج رابطاً يؤدي الى هذه الوثائق، انه لا يقف وراء هذه العملية التي باتت تحمل اسم «ماكرونليكس».

* شبهات تحوم حول تورط موسكو بالقرصنة في سيناريو شبيه بما جرى مع كلينتون.
وذكر حزب ماكرون، في بيانه، ان هذه الوثائق التي تمت قرصنتها هي رسائل الكترونية أو «وثائق محاسبة» كلها «قانونية». وأكد أن «الذين يتداولون هذه الوثائق يضيفون إلى الوثائق الاصلية أخرى مزورة لزرع الشك والتضليل» مشيراً إلى القرصنة التي استهدفت فريق المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون خلال حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2016.

وكانت وكالات الاستخبارات الاميركية اتهمت بعد تحقيق في عملية القرصنة هذه، روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية لترجيح كفة الجمهوري دونالد ترامب الذي انتخب في نوفمبر من العام الماضي.

وفي تفاصيل الخرق الالكتروني، أكد حزب ماكرون أن خوادمه توقفت في فبراير الماضي لبضع دقائق بسبب هجمات مصدرها اوكرانيا، مشيراً إلى أنه استُهدف في مارس الماضي بمحاولات تصيد احتيالي (فيشينغ) نسبت الى مجموعة روسية، حسب الشركة اليابانية للامن المعلوماتي «تريند مايكرو».

وفي بيان فجر أمس، أوصت اللجنة الوطنية لمراقبة الحملة الرئاسية الفرنسية وسائل الإعلام بـ «عدم نشر مضمون» هذه الوثائق التي جاءت من «هجوم معلوماتي»، مذكرة بأن «نشر أنباء كاذبة يمكن ان يخضع لحكم القانون».

هل يمكن ان تؤثر عملية القرصنة هذه على اصوات الناخبين الفرنسيين اليوم؟ كان وسم «ماكرونليكس» في درجة عالية في محركات البحث ليل الجمعة – السبت لكنه تراجع الى مرتبة تلي «كولانتا» برنامج تلفزيون الواقع الذي يروي قصة مغامرين على جزيرة مهجورة.

وتفيد استطلاعات الرأي الاخيرة التي نشرت، ليل أول من أمس، قبل انتهاء الحملة، أن ماكرون ما زال في الطليعة بما بين 61,5 في المئة و63 في المئة من الاصوات، مقابل 37 الى 38.5 في المئة لمارين لوبن.

لكن قبل يومين من التصويت كانت نسبة المشاركة المحتملة ضئيلة نسبياً، إذ إن 68 في المئة فقط من المستطلعين قالوا إنهم سيدلون بأصواتهم.

وسيتم تعزيز الاجراءات الأمنية حول مراكز الاقتراع، ونشر عشرات الآلاف من رجال الشرطة والدرك، كما أعلنت وزارة الداخلية التي وعدت بأن تجري هذه الانتخابات وسط «اجراءات امنية قصوى».

وفي واشنطن، اتهم مستشارون سابقون لحملة كلينتون، روسيا بالتورط في تسريب مراسلات ماكرون.

وقال بريان فالون، الناطق السابق باسم كلينتون ان الرئيس الروسي فلاديمير «بوتين يشن حرباً ضد الديموقراطيات الغربية، ورئيسنا يقف على الجانب الخطأ».

من جهته، قال روبي موك، المستشار السابق الآخر لكلينتون، «نشهد أيضاً (أثراً روسياً) في التسريبات الأخيرة. وبالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن روسيا تتراجع…نقول إنها ساهمت في تسريب رسائل البريد الإلكتروني لحملة المرشح الرئاسي الفرنسي ماكرون».

في سياق متصل، أعلنت شبكة «روسيا اليوم» ووكالة «سبوتنيك» الروسيتان القريبتان من الكرملين أنهما تنويان ملاحقة ماكرون لاتهامات بنشر أنباء كاذبة. وقالت رئيسة تحرير الوسيلتين الاعلاميتين مرغريتا سيمونيان «لم نعد نحتمل مثل هذه الاكاذيب، سنتقدم بشكوى امام القضاء»، من دون أن توضح الاجراءات التي ستقومان بها.

وكان ماكرون تحدث في شباط الماضي عن «هجمات متكررة» على الموقع الالكتروني لحملته الانتخابية، وكذلك نشر شائعات أو «تصريحات مهينة» له من قبل المواقع الالكترونية الروسية العامة «سبوتنيك» و«روسيا اليوم» باللغة الفرنسية.
كما شكك بنجامان غريفو الناطق باسم ماكرون بشكل مباشر بالكرملين واتهمه بـ «اختيار المرشحين»، خصوصاً مارين لوبن.

ترامب سيعمل مع مَن يَختاره الفرنسيون
أكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب أنه سيعمل مع الرئيس الذي «سيختاره الفرنسيون»، وذلك بعدما كان صرح سابقاً أن الاعتداء الارهابي الاخير في فرنسا سيعود بالفائدة على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.
وقالت سارا هاكابي ساندرز الناطقة باسم ترامب، ليل أول من أمس، «لم أسأله ما إذا كان يدعم مرشحاً محدداً، لكن يمكنني القول إنه سيعمل مع أي شخص يختار الفرنسيون انتخابه».
*

%d8%b1%d8%a7%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%aa%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%b7-%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%aa%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9
في الصورة، راقصة باليه تلتقط صورة مع لافتة عملاقة علقها ناشطون من «غرينبيس» على برج ايفل كتب عليها «حرية – مساواة – إخاء» لحض الفرنسيين على عدم التصويت للوبن (رويترز)