Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر January 25, 2018
A A A
ماسكيرانو يودّع برشلونة: خروج المنتصر
الكاتب: حسن زين الدين - الأخبار

يطوي خافيير ماسكيرانو بحضوره الليلة في المباراة أمام إسبانيول في إياب ربع نهائي كأس إسبانيا صفحة مشواره مع برشلونة. 8 سنوات عاشها الأرجنتيني في «كامب نو» شكّل فيها عنصراً مهماً في انتصارات أحد أهم أجيال النادي.

لن تكون مباراة برشلونة أمام إسبانيول الليلة في إياب ربع نهائي كأس إسبانيا عادية بالنسبة الى الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، رغم أن هذا اللاعب خاض مع “البرسا” 334 مباراة وأحرز 18 لقباً منذ قدومه عام 2010، إلا أن لهذه لمباراة اليوم خصوصية في مشواره الكاتالوني، إذ إنها تشكّل نقطة النهاية لهذا المشوار. هي المباراة التي سيحضر فيها ماسكيرانو لتوديع جمهور ملعب “كامب نو”.

هكذا، يطوي ماسكيرانو الليلة صفحته مع “البلاوغرانا” التي عاش فيها أجمل اللحظات. يغادر الأرجنتيني مدينة برشلونة، لا بل كل أوروبا، بحثاً عن خوض تجربة جديدة قد تكون الأخيرة له بسنّ 33 عاماً في الملاعب الصينية مع فريق هيبي فورتشن.

بطبيعة الحال، فإن مغادرة ماسكيرانو فريقاً مثل برشلونة لعب فيه 8 سنوات واعتُبر ثالث أكثر لاعب أجنبي تمثيلاً له بعد مواطنه ليونيل ميسي والبرازيلي داني ألفيش ليست عادية وتحمل الكثير من مشاعر التأثر تجاه النادي والجماهير التي يمثّل لها الأرجنتيني الكثير. ذلك أنه بخلاف أدائه، فإنه يُعدّ من جيل الحقبة التي كتبت اسم برشلونة بأحرف من ذهب وسيطرت على الكرة الأوروبية حيث فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين و”الليغا” 4 مرات، إلا أنه يمكن القول إن ماسكيرانو اتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب بترك “البرسا”، إذ إنه أدرك أنه مع تقدّمه في السن وبدء برشلونة مرحلة التغيير التي تشمل إبعاد بعض اللاعبين وضم آخرين، بمن فيهم مدافعون؛ آخرهم وصول الكولومبي ييري مينا، فإنه سيجد في لحظة ما (قريبة) أبواب “كامب نو” تُفتح له للخروج منه رغماً عنه، لذا فإنه استبق ذلك بالمغادرة من تلقاء ذاته.

أحرز ماسكيرانو 18 لقباً مع برشلونة منذ عام 2010

فضلاً عن ذلك، فإن ماسكيرانو سيجد في فريقه الصيني الجديد الفرصة للعب أساسياً، ما يرفع من حظوظ مشاركته في مونديال روسيا 2018 وهي البطولة التي قرر في حال مشاركته فيها أن تكون الأخيرة له، وذلك مقارنة لو بقي احتياطياً مع “البرسا”، وخصوصاً في ظل قدوم مينا ووجود جيرار بيكيه والفرنسي صامويل أومتيتي والبلجيكي توماس فيرمايلين، هذا بالإضافة إلى الجانب المادي الذي سيستفيد منه في الصين.

يخرج ماسكيرانو من برشلونة محملاً بإنجازات عديدة، والأهم باحترام ومحبة ناديه وزملائه والجماهير، هو الذي يعد مثالاً للانضباط والمثابرة منذ اللحظة الأولى التي وصل فيها إلى الكاتالوني قادماً من ليفربول الإنكليزي الذي برز في صفوفه في خط الوسط إلى جانب الثنائي ستيفن جيرار والإسباني تشابي ألونسو، إذ إنه وافق على خوض التحدي في “البرسا”، حيث إنه كان يدرك منذ وصوله صعوبة أن يكون أساسياً في الوسط في وجود سيرجيو بوسكيتس، ولم يتوان عن القول في المؤتمر الصحافي الأول بتواضع: “في المركز الذي يمكنني أن ألعب فيه، هناك ثلاثة أبطال للعالم. وأنا على عجلة من أمرى لأتعلّم إلى جانبهم”، وذلك رغم أنه كان في تلك الفترة قد عُيّن لتوه من الأسطورة دييغو مارادونا قائداً لمنتخب الأرجنتين عندما تولى الأخير تدريبه في مونديال 2010.

هكذا، وافق ماسكيرانو على خيار جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة وقتها بإشراكه في مركز قلب الدفاع لما يتميّز به من قوة في الالتحامات وقدرة على استخلاص الكرة وصلابة دفاعية ليكون بديلاً في الفترة الأولى لكارليس بويول مع اقتراب الأخير من الاعتزال، ثم ما لبث أن شكل ثنائياً لاحقاً مع بيكيه حتى رحيل لويس إنريكه، حتى قال عنه غوارديولا ذات مرة لشدة إعجابه بأدائه وأسلوب لعبه: “ماسكيرانو لا أبدّله على الإطلاق. بالنسبة إليّ هو أفضل تعاقدات برشلونة في الأعوام الأخيرة”.

اليوم إذاً، يقف ماسكيرانو للمرة الأخيرة أمام جماهير “البرسا” بعدما كرّمته الإدارة وزملاؤه أمس في مقرّ النادي. سيُلقي التحية على الجميع، وربما يذرف الدموع تأثراً، ستكون خطواته ثقيلة وهو يغادر الملعب، ففي كل خطوة سيستعيد ذكريات لحظات لن تتكرر.
*

برشلونة خلال تكريمه أمس ماسكيرانو في مقرّ النادي (أ ف ب)