Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر November 6, 2021
A A A
مازن معضم: لا أدير ظهري للدراما اللبنانية
الكاتب: الشرق الأوسط

يصور مازن معضم مسلسل «عازفة الكمان» في الإمارات. في تغريدة لها، نشرت أمل عرفة صورة تجمعهما من الكواليس، ووصفته بالأخ والصديق. هي البطلة وهو مشارك في البطولة، «لكن بدور رائع وأحداث لن تخطر على بال»، يقول لـ«الشرق الأوسط». النجم اللبناني من النوع المتوكل على الله، يسلمه نفسه وشؤون مهنته وأقدار أولاده. نسأله عن المسلسل والفرص التي ينالها والتي تفلت منه. يظهر الرجل القنوع، وفي آن، الطامح إلى المزيد. ليس من درب الآخرين ولا بسحب البساط من تحت أقدامهم، بل بنصيبه وقسمته.

نبدأ من المسلسل المقرر عرضه في رمضان المقبل، الذي يصور حالياً في أبوظبي، مع نجوم منهم أمل عرفة ووائل شرف. اسم شخصيته «أنس»، فماذا في التفاصيل، وأي أوراق قوة يمتلكها السيناريو؟ يحمسه الحديث عن النص ويقول إنه أكثر ما شده. يصف القصة بـ«الجميلة والدسمة»، والأحداث بـ«المشوقة. المفاجآت ستتوالى ولن يترقب المشاهد ما سيحدث».

حين بدأ بقراءة المسلسل، لم يستطع الإشاحة بنظره عنه حتى السطر الأخير: «الورق مهم، هو ما يرفع حماستي. كما أن الإخراج بالغ الأهمية أيضاً. عملي مع عاطف كيوان يعني لي على المستوى الشخصي. عملنا معاً في (قيامة البنادق)، ونتفق على تقديم الأفضل».

و«أنس»؟ «هو شخص يرمي الدعابات ويضحك من حوله. لكنه زير نساء، علاقاته متشعبة. تربطه صداقة قديمة بـ(كرم) الذي يؤدي دوره النجم السوري وائل شرف. طرف خيط يغير مسار القصة، حين تظهر جريمة قتل تقلب الطاولة. أمل عرفة تؤدي شخصية (ديالا). سيدور البحث حول ارتكاب الجريمة، فتتطور الأحداث بشكل مفاجئ، حتى لنا، نحن الممثلين». يشعر في الإمارات كأنه في بلده: «العامل النفسي يساعد على أجمل العطاءات. هذا العمل يجعلني سعيداً».

لا يتطلع مازن معضم إلى ما ليس له. يعلم أننا بشر، والطبيعة الإنسانية تميل نحو صغائر كالغيرة والحسد. لربما خالجه تساؤل يتعلق بالسبب خلف عدم طرح اسمه لبطولات ضخمة. لا يرى في المعادلة استبعاداً، بل تقسيم أرزاق: «نصيبي اليوم في هذا العمل وغداً قد يكون في عمل آخر. ما لي لن يذهب لسواي، وما لسواي لن يكون لي. ترافقني نعمة الله في يومياتي، والفرص تأتي في وقتها المناسب. يغوي الانتشار كل فنان، وبالنسبة إلي، أطمح للوصول إلى أوروبا وأميركا، لكن من دون تغليب الحسد والشعور الوضيع».

أي مشاريع يدونها على أجندته وتتنزه الآن في خياله؟ يتأسف لفيلمين ضربهما «الكوفيد» عرض الحائط، ولمشاريع تبخرت بلا عودة. ثم يتطلع إلى المستقبل: «أحضر لمسلسل لبناني قريباً مع (مروى غروب) بعنوان (الزوجة الأولى)، أجواؤه تدور حول الحب والحكايات الاجتماعية. القصة مشوقة، آمل أن ترضي الجمهور».

نعود إلى أولوياته: هل هي جودة النص أم العرض المادي، في حال تعذر الجمع بين النعمتين؟ لا يخفي مازن معضم أهمية المقابل المادي، «خصوصاً في هذه الأيام، فالوضع المعيشي في لبنان كارثي، والممثل عليه الاستمرار». لكن ذلك لا يعني تقديم تنازلات تتعلق بمستوى النص، فيتابع: «المكتوب على الورق هو أول ما أتوقف عنده، ولا يهم إن كنت البطل المطلق أو مشاركاً في البطولة. يعني لي دوري وماذا سأضيف. الشخصيات تكمل بعضها البعض، تماماً كالبناء، فلكل مبنى ركائزه، وإن لم تتجانس، أنهار كل شيء».

مازن معضم خريج «استوديو الفن»، تنقل بين التمثيل والإنتاج، إلى أن ثبت قدميه في الدراما اللبنانية التي فتحت له نوافذ عربية. يرفض التخلي عنها وإنكار فضلها: «تساعد الدراما العربية على الانتشار وتداول اسم الممثل بشكل أوسع بين شركات الإنتاج. تبقى للدراما اللبنانية مكانة خاصةً، ولا أدير ظهري لها».

يسمع تعليقات تربط بين وسامته وأدواره، خصوصاً لبداياته في عالم الأزياء، فيدحض الربط، باعتبار أنه أدى شخصيات عدة لا ترتكز على الوسامة، كدوره في مسلسل «من الآخر» مثلاً، بشخصية عازف البيانو المقعد: «اهتمامي بالدور يتعدى الشكل، إلى إثبات النفس في الشخصيات المركبة والصعبة. يهمني أن أؤكد حضوري كممثل مجتهد، يترك وقعاً بين الناس. أطور نفسي، كأنني أمام كتاب تنبغي الإضافة إلى صفحاته».

إلى جانب الممثل، مازن معضم أب يخاف على عائلته. لديه أربعة أولاد، يقلق على هوية مستقبلهم، في بلد الأمان فيه معدوم. لا يفكر حالياً في الهجرة، ففي رأيه، مر أهلنا بظروف أصعب ولم يتركوا هذه الأرض: «كنا أطفالاً حين دمرت الحرب المنازل فأمضينا ليالي في الملاجئ». أقصى ما قد يفعله هو إرسال أولاده لإكمال دراستهم في الخارج. يساوي بين حاله وحال الملايين، مع القناعة والرضا: «الحمد لله».

ويستوقفه حبه لوالدته. تنقل بين بيروت وصيدا، مسقطه حيث يقيم اليوم، قبل قراره النهائي بعد الزواج بالاستقرار فيها. يذكر أيام الكشافة وجمعة الأصدقاء القديمة، ومشاويره مع والده إلى بيروت، ثم سفره إلى السعودية وعودته لها. دعاؤه هو دعاء الجميع: «أيام أفضل، ومسؤولون يحبون وطنهم».