Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر January 18, 2021
A A A
مارينال سركيس تكشف سرّ حنّة
الكاتب: فاطمة عبدالله - النهار

كانت حنّة على الورق العمّة الحنونة الطيّبة. قرأت مارينال سركيس الشخصية، فتخيّلتها على الفور: امرأة بداخلٍ من ذهب وخارجٍ من قسوة الأيام. قالت لفيليب أسمر: “سأضعُ الدبابيس في شعرها، والأخضر فوق عينيها!”. “لا تبالغي مارينال”، ردّ المخرج، ثم أعطاها حرّيتها. حين زارت كلوديا مارشليان موقع التصوير ورأت حنّة على هذا الشكل، تأكّدت أنّها أمام ممثلة محترفة.
تتساءل، ما هو الممثل إن لم يكن خلّاقاً، فيضيف إلى الشخصية؟ جعلت من حنّة في “ع اسمك” (“أم تي في”)، امرأة حقيقيّة. أرادت القول إنّ البشر ليسوا في أشكالهم، والدليل حنّة ونُبل روحها. “كثر يختبئون في ثيابهم. أشكالهم رائعة ودواخلهم زائفة. أفاعٍ”. مارينال سركيس من الأفضل. كأنّها في واقعها الموجع، من دون كاميرا تُربكها، أو نصّ يقيّدها. ارتجلت، ولم يقطع المخرج ارتجالاتها. فأوصلت الشخصية إلى النجاح. هي المتخصّصة في علم النفس، تعلم كيف تتوغّل وتتعمّق. تحمل حنّة من كونها عمّة، تدور أيامها في فلك أولاد أخيها، إلى مرتبة الإنسانية. نسألها عن المرأة المتفانية من أجل أولاد ليسوا أولادها، وأي جرح يُعلّم فيها؟ تجيب بأنّ المرء خيارات. والمرأة أيضاً. فهي إن قرّرت عدم الزواج والإنجاب، سيتلاشى تدريجياً إحساس الأمومة. أما إن فُرض عليها قدرٌ قاسٍ، كشخصية فيفيان أنطونيوس في المسلسل، فتُكمل السنوات بتعاسة. مسألة قناعات. الأكيد أنّ حنّة شخصية من الحياة، تسندُ ولا تنتظر مَن يسندها. يدقّ الحبّ بابها “بعد هالعُمر”، فتضع الأقدار في طريقها رجلاً يعوّض شيئاً مما فاتها. “لا يمكن حنّة ألا تشبه بيئتها. وأخاها وزوجته. والرجل الذي أحبّها. لأنّها أولاً تشبه نفسها، وتربيتها، وقيم القرية القائمة على المحبة.
وسرّ التميُّز؟ العفوية طبعاً، واللاافتعال في الأداء والنبرة. “أصدّق الدور، فأكونه بكامل إحساسي. لم أكترث مرّة للشهرة أو الحضور في وسائل التواصل، ولا أين يوضع اسمي في الجينريك. لم أعتبر التمثيل مهنة. هو شغف. محبة الناس جائزتي”.