Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 5, 2018
A A A
هذا ما يريده “هتلر” القرن الـ21!
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

يُشبّهونه بـ”هتلر” ويحذّرون من تهوّره وهم من أهل البيت وأصوات عديدة من الجوار بدأت تطلق عليه اسم الزعيم النازي، وتحذِّر من حروبه الاقتصاديّة ويلاحظون في كل آنٍ أن شعار “أميركا أولاً” الذي أطلقه يمكن ان يودي به الى الهاوية مع أنه شعارٌ قيّم في منحى معيّن اذا أجاد تطبيقه وكأنه يريد النهوض ببلده على حساب دول أخرى.
بدأ بالغسالات، ثم ألواح الطاقة الشمسية، وها هو الآن يأتي على الفولاذ والألومنيوم والهدف من كل ذلك التحرك هو أن لا يستغل أحد الولايات المتحدة الاميركية.
من الواضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أسلوباً جديداً في التجارة، وتعد التعريفات، التي فرضها على بعض الصادرات نحو بلاده من صميم الشعار الذي رفعه في الحملة الانتخابية.
ويجمع محللون اقتصاديون على أن التّحالف الأوروبيّ الأميركيّ مُهدَّدٌ بالانهيار بعد فرض ترامب رسومًا على الحديد والصلب ومنتوجات الألمنيوم والسّيارات تتراوح بين 15 إلى 25 بالمئة، وجاء الرّد الأوروبيّ حتى الآن في تقديم شكوى لمنظّمة التّجارة الدوليّة، وإعداد قائمة بالسّلع الأميركيّة التي يعتزم الاتِّحاد الأوروبي فرض ضرائب عليها كإجراء انتقاميّ.
الرئيس ترامب ينتهك قوانين منظَّمة التِّجارة الدوليّة، وكل المعاهدات المنبثقة عنها، واتّباع سياسات “حمائيّة” تطبيقًا لشعاره الانتخابيّ “أميركا أوّلاً”.
وكأن الرئيس الاشقر يحاول خطف الأضواء، ويتّخذه حجة لايصال رسالة إلى العالم مفادها أن سياسة الادارة الاميركية الحالية ليست “أميركا أولاً”، وإنما “أميركا تقرر”، في محاولة الى تبيان أن الولايات المتحدة هي التي تحدد أسلوب التجارة، مهما كانت التحذيرات قوية.
ليست المرة الأولى التي يخفق فيها ترامب في سياساته الرنانة فبعد القدس جاء دور أوروبا.
والمعضلة ان الرئيس الاميركي يبدو في خياراته يتعامل بفوقية واضحة وجلية مع أوروبا ولكنّه يرتكب خطأً تاريخيًّا فهو بذلك يشكّل جبهة معارضة قويّة ضِدّه تتزعّمها فرنسا وألمانيا، وربّما تتّجه إلى تعزيز تعاونها التِّجاريّ والأمنيّ مع الصِّين، أو روسيا، كخياراتٍ بديلة في هذه الحالة ماذا سيفعل ترامب؟ وهل يقود العالم الى حرب تجارية لا تُحمد عقباها؟
أسئلة برسم الأيام والسنوات!