Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 24, 2017
A A A
ماذا يحصل في كرة القدم اللبنانية؟
الكاتب: عبدالناصر حرب - النهار

فضيحة في المدينة الرياضية… تضارب في البقاع ومهازل تحكيمية
ماذا يحصل في كرة القدم اللبنانية؟

الجواب: ملاعب سيئة، تضارب واشتباكات وتحطيم منشآت، مهازل تحكيمية تشهدها المباريات واحتجاجات بالجملة من الفرق.

بويا وطاولات وكراسٍ على أرض المدينة الرياضية
يبدو الخبر للوهلة الاولى انه ليس سوى “نكتة” سمجة أو أحد فصول “كذبة أول نيسان”، لكن في الواقع ما حصل خلال مباراة العهد أمام الأنصار، ضمن مباريات المرحلة الخامسة من الدوري المحلي، هي معلومات موثوق بها وحقيقية، ولا تحصل إلا في لبنان، حيث قامت إدارة مدينة كميل شمعون الرياضية بطلاء الأجزاء التالفة من عشب الملعب وكذلك الأماكن غير الصالحة بالبويا الخضراء، لكي تظهر بصورة جيدة أمام المشاهدين.

والمثير في الأمر أن طقم العهد “الأصفر” تحوّل إلى اللونين الأخضر والاصفر، وهو ما بدا واضحاً لحظة خروج لاعبي الفريق من الملعب مع نهاية الشوط الأول، فضلاً عن أيديهم وأحذيتهم، التي غطتها “البويا الخضراء”.

نعم، في العام 2017، لبنان يدخل موسوعة “غينيس” لأكبر مساحة طلاء بالبويا لارض ملعب منشأة رياضية، علماً انها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها هذه الفضيحة، حيث صدم منتخب هونغ كونغ حين حضر إلى بيروت لمواجهة منتخبنا في الملعب نفسه، ورأى “البويا” على ملابسه، وقبلها خلال مباراة أساطير برشلونة وريال مدريد.

وعن مشكلة الكراسي المحطمة، فحدّث ولا حرج.

أين دور وزارة الشباب والرياضة؟
هذه السلبيات تفتح الباب واسعاً أمام وزارة الشباب والرياضة لتتحمّل مسؤوليتها تجاه أكبر منشأة رياضية في لبنان، والتي بناها رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون عام 1958، ثم أعاد تأهيلها رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري عام 2000.

وإذا عدنا بالذاكرة أشهر قليلة، نتذكّر الزيارة التي قام بها وزير الشباب والرياضة محمد فنيش إلى المدينة الرياضية، وابدى يومها أسفه للحال السيئة التي بدت عليها، ووعد بمراقبة ما يحصل من اعمال صيانة، بعدما قدّم مساعدة مالية بقيمة 500 مليون ليرة للعمل على إعادتها إلى المستوى المقبول، إلا ان ما نراه على الأرض لا يعكس “حماس” الوزير، ولا تطبيقاً لكلامه، وهنا نسأل: “أين المتابعة المستمرة لتنفيذ هذا الوعد؟”.

ومما زاد الأمور سوءاً أن المدينة الرياضية باتت تستقبل بعض الاحتفالات التي لا علاقة لها بكرة القدم، ومنها مثلاً حين استقبلت يومي 14 و15 تشرين الأول الجاري استعراضاً للكلاب لاختيار الاجمل منها برعاية رئيس مجلس إدارة المدينة الرياضية رياض الشيخة!

طبعاً، نحن لسنا ضد أي حدث يخص الحيوانات، لكن يجب ان تقام في أماكنها الطبيعية، كما من حق كرة القدم ان تقام في مكانها الطبيعي.

لكن المهزلة التي لا يمكن السكوت عنها، لانها تضر بالدرجة الأولى في أرضية الملعب، هي وجود طاولات وكراسٍ وفواصل حديدية داخل أرض الملعب وعلى العشب، مما يتسبب بإتلافه!

احتجاجات وتضارب وقرارات غير فاعلة
كانت “النهار” أشارت الأسبوع الماضي إلى ما يحصل من اعتداء بالضرب على الحكام، وهو أمر مرفوض مهما كان السبب، لكن يبدو أن الأمور تسير نحو الأسوأ من خلال تضارب جماهير الفرق بعضها ببعض.

هذه الاعتداءات انتقلت من ملعب الصفاء في وطى المصيطبة يوم السبت في 14 تشرين الأول الجاري خلال مباراة الحكمة وشباب مجدل عنجر، إلى مدينة النبي شيت البقاعية، يوم الجمعة الماضي، لكن بين جمهوري فريقي النهضة بر الياس والوحدة المرج، ضمن منافسات المرحلة الأولى من بطولة الدرجة الثالثة.

وإذا كان الاتحاد عاقب نادي مجدل عنجر بغرامات مالية وصلت إلى 21 مليون ليرة لبنانية، إلا ان هذه القرارات لن تفي بالغرض المطلوب، الامر الذي يهدّد مسيرة اللعبة، والدليل ان الاعتداءات بالضرب استمرت، بانتظار قرارات وغرامات جديدة قد “لا تقدّم ولا تؤخر” في معالجة المشكلة من أساسها.

التحكيم وشكاوى الاندية
على صعيد آخر، أصدرت إدارة نادي الشباب العربي البيان التالي: “ما حصل خلال مباراة الفريق أمام السلام زغرتا، مهزلة تحكيمية بامتياز. أن يعطي الحكم حسين أبو يحيى ضربة جزاء مشكوك بامرها، وطرده المدافع المتألق سيلا، ثم حارس المرمى عمر ادلبي، أمر يدعو إلى الشك. نطالب بالتحقيق الفوري من الاتحاد ووضع النقاط على الحروف. كما ترافقت هذه الأخطاء بعدم نقل المباراة المقررة سابقاً من القناة الناقلة. وإذا ثبتت التهم الموجهة إلى الحكم، نطالب الجهات المختصة باتخاذ أقصى التدابير بحقه وتوقيفه مدى الحياة، وكل من يثبته التحقيق متورطاً في هذه المهزلة”.

هذا البيان ليس الأول من نادٍ يشكو الظلم التحكيمي، على الرغم من مرور 5 مراحل فقط، حيث سبقه، بشكل علني، الأنصار (المرحلة الأولى)، الإصلاح البرج الشمالي (المرحلة الثالثة)، وبشكل سري أكثر من 4 أندية، وكلها ترفع الصوت ضد الأخطاء التحكيمية.

ورغم كل ما يحصل حتى الآن، بقي الموضوع “حبراً على ورق” من دون ان تحرك لجنة الحكام في الاتحاد ساكناً، وتتخذ إجراءات رادعة لحماية حقوق الفرق من أخطاء الحكام.

قمة هزيلة… ومستوى ضعيف
بعد كل ما تعانيه اللعبة، والذي تحدثنا عن بعضه أعلاه، نصل الآن الى المستوى الفني للفرق، والذي لا يزال يواصل تراجعه بشكل يثير القلق والخوف على مصير هذا الموسم.

5 مراحل مرّت ولم نر فريقاً واحداً يقدّم مستوى جيداً في مباراتين متتاليتين، حتى إن المباريات التي تسمّى “قمة” بين فرق المقدمة، وآخرها جمع بين الأنصار والعهد، وهما منافسان قوياً على اللقب، لم تكن على قدر التوقعات وسمعة الفريقين، والدليل أن حامل اللقب، الذي يضم نخبة نجوم كرة القدم في لبنان والمنتخب الوطني، سدّد مرة واحدة خلال 90 دقيقة على مرمى منافسه، الذي لم يسدّد أي كرة حقيقية على مرمى الحارس مهدي خليل.

وما ينطبق على لقاء العهد والانصار، انطبق على معظم مباريات المرحلة والمراحل السابقة.

أخيراً، نتمنى أن يضرب الاتحاد بيد من حديد ويحاسب كل من أخطأ بحق النوادي، والتخطيط لتحسين المستوى الفني للعبة، والعمل على جذب الجماهير وتثقيفها، بدلاً من اتخاذ قرارات أثبتت عدم جدواها، ومنها تغريم الأندية وحرمان فرقها من الحضور الجماهيري.