Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر August 5, 2019
A A A
ماذا كشف المطران نفاع لموقع “المرده” عن ملف دعوى تطويب البطريرك الدويهي؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده
بنثر الارز والورود وحرق البخور استقبلت اهدن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي يوم الخميس الفائت وفي مبنى الكبرى الاثري وقّع البطريرك يحيط به المطران جوزيف نفاع واعضاء اللجنة المكلفة متابعة تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، على ملف دعوى تطويب البطريرك المكرم تمهيداً لارساله الى روما.
في هذا الاطار، كشف النائب البطريركي على نيابة اهدن المطران جوزيف نفاع في حديث خاص لموقع “المرده” أن “الملف الذي تم التوقيع عليه هو ملف معجزة تم التحقيق فيها من قبل محكمة خاصة يعيّنها البطريرك الماروني بشارة الراعي تقوم بكل التحقيقات اللازمة ان كان مع الشخص المعني اي مع السيدة التي نالت الشفاء ومع جيرانها للتأكد بانها طلبت شفاعة البطريرك الدويهي وخاصة ايضاً مع الاطباء وبشكل أخص مع الطبيب المعالج الذي واكبها قبل الشفاء وبعده ومع أطباء آخرين مشهود لهم بمهنيتهم ومجموعة شهود، لافتاً الى أن هذا الملف هدفه محاولة التأكيد على صحة حصول المعجزة بشفاعة البطريرك الدويهي وبعد ان استُكمل الملف ووُقّع عليه يتم ختمه بالشمع الاحمر وارساله الى مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان، وهناك يتم في البدء قراءة الملف ومن ثم تحويله الى لجنة طبية متخصصة ومعتمدة من قبل الكرسي الرسولي ومن قبل مجمع دعاوى القديسين واطباء من حول العالم، وكل واحد منهم يدرس الملف على حدى ويعطي ملاحظاته عليه، واذا اتت الملاحظات سلبية وكان هناك نقص في الملف ممكن ان يرفض الملف، وهذا الامر حدث سابقاً عبر التاريخ مرات عدة ولكننا نأمل ونتوقع ان هذا الملف الذي استكملنا فيه كل الشروط المطلوبة واستشرنا اكثر من اختصاصي لكيفية صياغته واتمامه، موضحا انه بعد ان تنجز اللجنة الطبية كل تقاريرها يعود مجمع دعاوى القديسين الى الاجتماع مرة جديدة فيقرأ الملف ويقيّم التقارير الطبية ويحاول التأكد من صحة المعجزة ويبدون رأيهم فاذا كان رأيهم ايجابياً يتم رفع التقرير الى قداسة الحبر الاعظم الذي يستطيع اعادة المراجعة وبالسلطان المعطى له يمكن ان يقبل او لا ولكن عامة اذا وصل الملف ايجابياً الى قداسة البابا فأعتقد بالمبدأ انه سيوافق عليه وبعد ذلك يرسل موافقته الى الكادرينال المسؤول عن مجمع دعاوى القديسين ويطلب منه اعلان موعد للتطويب وعلى هذا الاساس يتّخذ القرار بان يصار الى التطويب وتُعلم الكنيسة المارونية رسمياً بتاريخ التطويب”.
ورداً على سؤال حول الوقت الذي سيستغرقه ذلك، قال نفاع: “الدراسة ليست سهلة ستأخذ وقتاً اقله ستة اشهر الى سنتين كحدّ ادنى لانه في الحقيقة هناك ملفات عديدة مقدمة في العالم لتطويب وتقديس عدد كبير من اصفياء الله والمكرمين، لذلك هناك ضغط في الملفات المدرجة امام مجلس دعاوى القديسين وفي ايدي الاطباء المتخصصين وقد يتأخر الملف اكثر من هذا الوقت بسبب كثافة العمل ولدينا امل ان نتلقى جواباً في غضون 6 اشهر لان سينودس الكنيسة المارونية والاساقفة جميعهم جمعهم لقاء خاص بقداسة البابا ومن بعدها جالوا على المجامع كافة وعرضنا موضوع تطويب البطريرك اسطفان الدويهي على مجمع دعاوى القديسين واهمية تطويبه لانه عاش الاضطهاد في ظل ضائقة مادية واذا كانت المعجزة موثّقة جداً فيكون ذلك رسالة مشجعة جداً ان كان للبنانيين او لمسيحيي الشرق والكلام لاقى استحساناً لدى الكاردينال المسؤول “بيشو” ووعدنا خيراً وسيولي هذا الملف الاهتمام المطلوب والأولوية”.
واضاف: “التطويب يعتمد على معجزة واحدة مثبتة فقط وبعد التطويب يأتي التقديس الذي يتطلب معجزة اخرى وفي الوقت الذي ننتظر فيه الجواب على الملف الاول طبعاً اذا حصل اي شفاء بشفاعة البطريرك الدويهي اللجنة المتابعة التي هي مؤسسة البطريرك الدويهي المؤسسة البطريركية ستولي كل الاهتمام لهذا الامر وتباشر بكل ما يلزم لتوثيقه واعداد ملف آخر والذي هو الملف الذي يختص بالتقديس، او اذا وجد الكرسي الرسولي لا سمح الله اي نقص في الملف ولم يرد الموافقة عليه فيتم تهيئة الملف من جديد ولكننا بحاجة الى معجزة اخرى من أجل التقديس”.
واشار المطران نفاع الى أن “لا أحد يمكن له ان يتدخل بعملية الاسراع في التقديس لان مجمع دعاوى القديسين يأخذ صفة المحكمة والقوانين العامة تفترض عدم تدخل اي جهة مهما كانت لسير الدعوى، وان اي تدخل في الحقيقة يضرّ بالدعوى ويدفع مجمع دعاوى القديسين الى رفض استكمال دراسة الملف وممكن لاي تدخلات غير محقة ان تؤدي الى رفض استكماله”.
واوضح انه “لم نتدخل في الملف ولكننا حاولنا اظهار مدى اهميته لنا ولكنيسة لبنان وبعد تقديم الملف القوانين تفرض عدم التدخل نهائياً من قبل اي شخص ونترك لمجلس دعاوى القديسين ان يقوم بواجباته بحريّة وباستقلالية كما تفرض الامور دائماً في اي محكمة”.
واذ استبعد المطران نفاع ان يصار الى رفض ملف الدعوى واستبشر خيراً، ختم قائلاً: “نتّكل على السماء وليس على الارض في عملية الاسراع في البتّ بالملف، ونأمل بنعمة ربنا ان لا يأخذ وقتاً طويلاً ونصلي كي يعطي ربّنا لبنان هذه النعمة، وقد تمنى البطريرك الراعي ان يطوّب البطريرك الدويهي في السنة المقبلة لأن ذلك يتزامن مع المئوية الأولى لاعلان دولة لبنان الكبير”.