Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر December 29, 2020
A A A
ماذا كشف البروفيسور جاك مخباط لموقع “المرده “عن سلالة كورونا المستجدة؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

لا شكّ أن العام 2020 سيظل راسخاً في ذاكرة العالم أجمع لأنه كان “كورونياً بامتياز”، ففي هذه السنة تغيرت كل القواعد العالمية وحياة البشر وعاداتهم وفرضت قيود صارمة وخلت الشوارع والمدن الكبرى من روّادها، وفي حين توقع بعض الخبراء نهاية “الكابوس المظلم” بحلول عام 2021 الا أنه وعلى ما يبدو أن للكابوس تتمّة والقصة لم تنته بعد، فالفيروس الذي أنهك الاقتصادات والحكومات والأنظمة العالمية له سلالات جديدة الأمر الذي شغل العالم من جديد بالرغم من التوصل الى لقاحات عديدة ومتنوعة.
في هذا السياق، أكد رئيس دائرة الطب الداخلي في كلية “جيلبير وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية – الأميركية” ورئيس مختبر “علم الجراثيم وعلوم الجزئيات في المركز الطبي للجامعة اللبنانية – الأميركية – مستشفى رزق” الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفيسور جاك مخباط في حديث خاص لموقع “المرده” أن “سلالة كوفيد ٢٠ ليست بجديدة فهي بدأت منذ شهر أيلول الجاري في بريطانيا وانتشرت فيها وفي دول أوروبية عدة ووصلت الى أوستراليا وظهر شكلٌ ثانٍ منها في جنوب أفريقيا وصراحةً ليس فيها شيء جديد والفيروس هو هو، لافتاً الى أن الفرق البسيط بينها وبين السلالة القديمة ان هذا الفيروس لديه سرعة أكبر على الانتشار ويصيب أشخاصاً اكثر كما ينتقل بوتيرة سريعة مقارنة بالسلالات السابقة، وتبيّن نسبياً أنه لا ينتج عنه مرض أخطر أو وفيات اكثر والمشكلة الوحيدة التي سنواجهها هي زيادة أعداد المواطنين الذين سيحتاجون الى دخول المستشفيات، الأمر الذي سيؤدي الى امتلاء الأسرّة وسنكون أمام صعوبات كثيرة في تقديم العلاج ما يشكل خطراً بزيادة حصيلة الوفيات لأن المصابين لن يعالجوا بالسرعة المطلوبة ولكن بحد ذاتها هذه السلالة لا تسبب وفيات اكثر من غيرها اي انها لا تسبب الوفيات ولكن زيادة اعداد الاصابات تحتّم حاجة المرضى الى العلاج في المستشفيات وفي حال عدم توفر الاسرة او اجهزة التنفس فعندها نكون امام سيناريو الوفيات”.
وقال مخباط رداً على سؤال حول ما اذا كان اللقاح كفيل بالتقليل من الاصابات بالسلالة الجديدة: “الدراسات التي أُجريت على هذه السلالة لا تدلّ ان اللقاح لا يحمي منها، اذاً فاللقاح قادر ان يحمينا منها”.
وشدد البروفيسور مخباط على “ضرورة اتخاذ الاجراءات الوقائية التي نادينا بها منذ بداية جائحة كورونا اي منذ حوالى التسعة أشهر الا وهي ارتداء الكمامة وغسل الأيادي مراراً وتكراراً اضافة الى التباعد الجسدي والاجتماعي ما يعني أن هناك ضرورة ملحّة لاتباع الطرق الوقائية نفسها كما يجب التخفيف من الاكتظاظ في المطاعم والنوادي”.
ولفت الى أنه “لا يجب الاعتماد على فكرة ان اللقاح سيعطي الجواب والنتيجة النهائية، فاللقاح سوف يحمي الاشخاص ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا اللقاح سيوقف نقل العدوى فكلّ منا يستطيع أن يكون قد تناول اللقاح ولكن يبقى عرضةً لحمل الفيروس ونقله الى غيره”.
وعن وجود فروقات معينة بين السلالة القديمة من فيروس كورونا والمستجدة، أوضح مخباط أن الفروقات هي في شكلية تشكيل البروتين التي تلتصق على الخلايا فيها تغيير فهذه البروتين موجودة في السلالة السابقة ولكن تغيرت مع السلالة الجديدة والفيروس مع هذه السلالة ينتشر أسرع لان يتواصل بشكل افضل بفضل الجزئيات المضيفة للفيروس ويلتصق أحسن من الجزيئات في السلالة القديمة.
ونبّه مخباط من أنه “اذا استمرت قلة الوعي وكثرة السهرات والحفلات فانني أتوقع تزايداً في الاصابات وسيواجه الطاقم الطبي والصحي تعباً اضافياً وهائلاً”.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان لبنان سيشهد كارثة صحية وسيتجدد السيناريو الايطالي فيه، قال مخباط: “نعم سنكون أمام كارثة اذا استمرت قلّة الوعي وعدم الاكتراث بالفيروس من قبل البعض ولا أظن أن ما حصل في ايطاليا سنعيشه في لبنان وفي اي مكان في العالم لهذه الدرجة لأن السلطات تأخذ الحيطة والحذر ولدينا آلية لترصّد الوبائيات تمكّننا من معرفة اذا كانت الوبائيات الى تزايد فنلجأ الى اقفال البلد ونأخذ الاجراءات اللازمة”.