Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر August 3, 2020
A A A
ماذا عن العام الدراسي المقبل؟
الكاتب: نايلة تويني - النهار

بعيداً من السياسة العقيمة التي تتبعها الحكومة في العلاقات الخارجية وفي السياسة المالية، وتدحرجها في السياسة الصحية، وفي الاقتصاد والتجارة، تتكشف قريباً فصول الاهمال والضياع الحكوميين في الملف التربوي الذي طالما شكل ميزة لبنان. الكورونا ليس لبنانياً، ولا الأزمة التربوية الناشئة على الصعيد التربوي لبنانية، لكن العالم كله وضع الخطط، وبدأ يتبع الاجراءات لمواجهة الأزمة المستجدة، فلا يضيع مستقبل التلامذة، بعد ضياع ثروات ذويهم وسرقة مقتنياتهم وتعويضاتهم ومدخراتهم.
شهدنا في اليومين الأخيرين سجالا بين وزير التربية طارق المجذوب ورئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء ندى عويجان. الاخيرة تقول بكل واقعية إن لبنان غير جاهز لاستقبال العام الدراسي الجديد. وتتخوف من عدم فتح المدارس أبوابها، فيرد عليها الوزير بأن المدارس ستفتح ما بين أيلول وتشرين الاول، وان التحضيرات جارية. لا إذكاء للخلاف بين المسؤولين التربويين، ولا توسيع للتباعد والتناقض. عويجان تتحدث من منطلق تربوي والمجذوب من منطلق سياسي لانقاذ ما تبقى من حكومة انجازات الـ 97 في المئة. في الدول التي تحترم ذاتها، ولبنان من خارج التصنيف حتماً، تستقيل الحكومات اذا عجزت عن توفير الحلول لأزمة مماثلة، خصوصاً انه العام الدراسي الثاني الذي يواجه التحدي، وليس حدثاً طارئاً، ولا يمكن التذرع بالطوارئ كما العام الماضي.
بالأمس قرأت عبر “فايسبوك” رسالة من مدير إحدى المدارس يدعى الدكتور جيمي شوفاني الى وزير التربية تلخص الواقع ومما فيها:
“نقف اليوم على أعتاب عام دراسيٍّ جديد وما زلنا منتظرين توجيهات المعنيِّين في وزارة التربية. ما كان مقبولاً بحكم الواقع منذ 29 شباط الماضي من تخبّط وعشوائية في التّعاطي مع تحدّيات الأزمة المفاجئة التي عصفت فينا كمعنيّين من مدارس، ومعلّمين، وأهالٍ. لا يمكن أن يكون سمة المرحلة المقبلة.
تقف المؤسّسات التّربوية (الرّسمية والخاصّة) في مواجهة أزمة وجوديّة بسبب الأزمة الاقتصادية والصّحّية. نقف منتظرين توجيهات السّلطة المعنيّة، وزارة التربية، حول طبيعة برنامج وخطّة العمل ولكن، ويا للأسف، من دون أيّ بارقة أمل.
تعليم مباشر؟ تعليم عن بعد؟ تعليم هجين؟ من صاحب القرار ؟
همروجة الهجرة من المدارس الخاصّة إلى المدارس الرّسميّة غير واقعيَّة. صحيح سوف تشهد المدرسة الرّسميّة اقّبالًا اضافيًّا هذا العام، ولكن هل المدرسة الرّسميّة، مع كل التّقدير والاحترام، جاهزة عدّةً وعديدًا وتجهيزًا؟ هل هذا هو حلّ الأزمة ! هجرة التّلاميذ باتّجاه المدارس الرّسميّة؟
هل المطلوب أن تحلّ إدارات المدارس مكان السّلطة المعنيّة في تحديد الخيارات؟ ماذا عن مناهج التّعليم ؟ قدرة الأهل على مجاراة متطلّبات التّعلم عن بعد؟ هل الكهرباء مؤمنة؟ خدمة الانترنت؟ أجهزة الحاسوب أو الألواح الذكيّة؟ المطلوب اليوم قبل غدٍ من وزير التّربية تحديد الخيارات والمسارات.
معالي الوزير، المدارس الخاصّة، بشكل عامّ، وضعت خططًا مختلفة لثلاثة مسارات. درّبت وما زالت تدرّب معلّميها على استخدام الوسائل والمنصّات المتخصِّصة لمواجهة كل الخيارات. التّعليم المباشر، التّعليم عن بعد، التعلم الهجين…
المطلوب قرار واضح من قبلكم لمساعدتنا على اعتماد الخيار الأفضل.”
الاسئلة والتساؤلات مشروعة ومحقة والاجابات عنها حق للاهل كما للمعلمين ولادارات المدارس، والا لازداد عجز الحكومة على عجز، وأثبتت فشلها في كل الميادين.