Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر March 7, 2023
A A A
ماذا دوّنت “الديار” في سطور افتتاحيتها؟
الكاتب: الديار

اخرج الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني الحزب للمرشح الطبيعي سليمان فرنجيه من دائرة «الغموض البناء» الى التبني العلني والصريح، في خطوة من شأنها ان تنقل الاستحقاق الى مرحلة جديدة، يراهن فيها «الثنائي الشيعي» على كسر حالة المراوحة والجمود، عبر مد اليد لحوار ونقاش مفتوح حول الخيارات الرئاسية لكل القوى السياسية. وباتت «الكرة» الآن في «ملعب» الخصوم والحلفاء السابقين في التيار الوطني الحر كي يقوموا بنقلتهم على رقعة «الشطرنج»، ليبنى على الشيء مقتضاه. لكن ردود الفعل الاولية لا تبدو مشجعة، بعدما قرأ هؤلاء ما يرونه استعجالا في التبني العلني لفرنجية مؤشر ضعف «وحرق» للاسم لاخراجه من السباق، وهو ما تراه مصادر «الثنائي» قصورا في فهم دوافع هذه الخطوة، ومراهقة سياسية، واصرارا على التعطيل الى حين تتغير معادلات خارجية، جزم السيد نصرالله ان لا طائل من انتظارها.

ما يعني ان البلاد امام مرحلة طويلة من حالة الجمود والاستعصاء غير الواضحة المعالم، خصوصا مع الدخول «الفج» للسفير السعودي الوليد البخاري على خط الاستحقاق «بتغريدة»، رد من خلالها على نحو غير مباشر على السيد نصرالله، برفض المملكة لاي تسوية توصل فرنجيه الى بعبدا!

وفيما اختار السيد نصرالله منح النائب جبران باسيل فرصة جديدة لحماية تفاهم «مارمخايل» من السقوط، خرج قائد الجيش جوزاف عون عن صمته وهاجم باسيل وفريقه السياسي، دون ان يسميه، مدافعا عن قراراته لحماية المؤسسة العسكرية رافضا التهم بوجود فساد، مختصرا المشهد بعبارة معبرة قال فيها: « أعان الله جيشًا يحارب الغباء والغلاء والوباء وقلة الحياء والوفاء». وهي تصريحات بررتها مصادر مطلعة، بوجود غضب شديد في «اليرزة»، ليس على الكلام المرتبط بالهجوم السياسي الفارغ من المضمون من باسيل تجاه قائد الجيش لاسباب لا تخفى على احد، وانما لتوظيفه صلاحيات وزير الدفاع في محاولة «التخريب» داخل المؤسسة العسكرية، وهو «خط أح مر» لا يمكن القبول بتجاوزه.

تبني فرنجيه

فبعد أكثر من أربعة أشهر على شغور قصر بعبدا، وبعد ايام قليلة من اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تبني ترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني وصوله الى سدة الرئاسة، كمرشح «طبيعي». وقال في كلمة ألقاها خلال احتفال اقامه الحزب تكريماً للجرحى والاسرى :»المرشح الطبيعي الذي ندعمه في الانتخابات الرئاسية ونعتبر أنّ المواصفات الني نأخذها بعين الاعتبار تنطبق عليه هو الوزير سليمان فرنجيه»، مؤكداً أنه ليس مرشح حزب الله، بل المرشح الذي يدعم وصوله. وفي رفض واضح للتدخلات الخارجية، اكد نصرالله عدم القبول بان يفرض الخارج على لبنان رئيسا، وقال: «لا نقبل فيتوات خارجية على اي مرشح ايا كان هذا المرشح سواء ندعمه او نرفضه، بينما نقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر». ولفت إلى «أنه بالنسبة لأصدقائنا، فإيران وسوريا لم يتدخلا ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي»، معلنا أن «قرارنا بإيدينا نختار من نريد ونرشح من نريد، ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على اوضاع اقليمية او تسويات في المنطقة، بل نعمل ليلا نهارا ليكون انتخاب الرئيس غدا».

وأشار إلى أنه «لا علاقة للملف النووي الايراني بأي شيء آخر في المنطقة، ومن ينتظر تسوية ايرانية – اميركية سينتظر 100 سنة، ومن ينتظر تسوية ايرانية – سعودية سينتظر طويلا، وحل موضوع اليمن هو في يد اليمنيين وقيادة انصارالله»، قائلا: «تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق الرئاسي البعد الداخلي كاملا».

فرصة جديدة لباسيل؟

وحول طبيعة العلاقة مع التيار الوطني الحر، منح السيد نصرالله باسيل فرصة جديدة لتصحيح المسار وحماية تفاهم «مارمخايل» من السقوط، واكد ان ثمة كلاما كثيرا حول اتهام الحزب بعدم الالتزام ببناء الدولة وحماية الفساد، لكن لن يقوله علنا الآن، لكن قد يضطر لاحقا لتوضيحه، وقال:»خلال الفترة الماضية كان هناك بعض الملاحظات من قبل الطرفين، ولكن بعض قيادات التيار هاجموا حزب الله بينما نحن احتفظنا بانتقاداتنا للجلسات الداخلية»، لافتا إلى أنه» أحرص الناس في حزب الله على هذا التفاهم، ونحن حرصاء على هذا التفاهم وعلى الصداقة والعلاقة مع التيار الوطني الحر».. واشار الى ان التفاهم «لم يحولنا الى حزب واحد، بل ما زلنا حزبين وليس في التفاهم ما يلزم الاخر بضرورة الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية او رئيس المجلس او رئيس الحكومة». وقال» عندما دعمنا ترشيح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية، لم يكن بسبب بند موجود في تفاهم مار مخايل وليس من لوازم التفاهم، ولذلك اليوم دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية، لا يعني التخلي عن التفاهم او الانسحاب منه».

البخاري على خط الرئاسة؟

وبعد انتهاء كلمة السيد نصرالله، دخل السفير السعودي الوليد البخاري على خط التدخل «الفج» في الاستحقاق الرئاسي، مغردا عبر حسابه على «تويتر» بالقول:» ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقا وإعرابا، وخلاصة القول هنا: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما، إما حذفا إذا كان معتلا، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحا».

ووفقا لمصادر سياسية بارزة، فان موقف البخاري كان ردا مباشرا على تبني السيد نصرالله لفرنجية، وهو اراد ارسال «رسالة» سياسية كانت تصل الى بيروت عبر صيغة المصادر، برفض وصول رئيس «تيار المردة» الى بعبدا، وهو اراد التأكيد ان تسويق باريس لمعادلة فرنجية مقابل نواف سلام «ساقطة» ولن تمر. وعلم في هذا السياق، ان البخاري سيرد على خطوة «الثنائي» بزيارة بكركي خلال الساعات القليلة المقبلة، لتقديم اجابات اكثر وضوحا حول موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي..

انقسام المعارضة يربك بكركي

وبحسب مصادر نيابية، يحاول «الثنائي» وضع القوى السياسية الاخرى امام مسؤولياتها للقيام بخطوة متقدمة لتحريك الاستحقاق، فدعم فرنجيه ليس لاحراقه، بل لخوض غمار معركته على نحو اكثر وضوحا، ولدفع الآخرين لكشف اوراقهم الرئاسية. ووفقا للمعلومات، فأن الحراك الوحيد على الجانب الآخر تقوم به بكركي، ولكنه لا يعول عليه حتى الآن، بسبب «فيتو» معراب. فجولة راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم، مكلفا من البطريرك الماروني بشارة الراعي على القيادات المسيحية، سعياً للتوصل لاتفاق بينهم على اسم أو اسمين يتم بهما خوض انتخابات الرئاسة، لم تصل الى اي نتيجة ايجابية حتى الآن، واذا كان «التيار الوطني الحر» يؤيد اي اجتماع مسيحي مهما كان شكله، فان «القوات اللبنانية» ترفض أي لقاء رباعي مسيحي كي لا تعوم باسيل، وتربط أي لقاء نيابي للنواب المسيحيين الـ 64 بآلية تؤدي لخروج اللقاء بنتيجة علنية بتبني مرشح واحد، أما إذا أصرت الكنيسة على الدعوة لاجتماع، فتكتل «الجمهورية القوية» لن يشارك.

وبعد ان زار ابو نجم جعجع وباسيل الأسبوع الماضي، التقى امس رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، على ان يلتقي خلال الساعات المقبلة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ورفع الجميل سقف مواقفه بعد اللقاء وقال:»اننا لن نخضع لمعادلة اما ان تنتخبوا الرئيس الذي نريد او لا رئيس، فهذا الأمر رفضناه في المرة السابقة، فيما خضع غيرنا له فنجحوا في ايصال مرشحهم ودمروا البلد»..

واما حالة الاستعصاء، لا خطة واضحة لدى بكركي حيال الخطوة التالية، وهي حتى الآن مترددة بالدعوة لاجتماع في الصرح البطريركي خوفا من الفشل لان اي «دعسة» ناقصة سيكون لها تداعيات خطيرة على الواقع المسيحي والوطني.

تقديرات خاطئة

هذا التعثر في مساعي بكركي ليس مفاجئا، قياسا بكيفية تعامل خصوم «الثنائي» مع خطوة تبني ترشيح فرنجية، فالمصادر المعارضة تصر على ان هذه الخطوة تأتي من خلفية ازمة يعيشها الفريق الآخر، وهي تراهن على الوقت لاضعافه وتترقب ان يتنازل آجلا او عاجلا عن موقفه. وهي تراهن على تطورات اقليمية ودولية ليست في صالحه. بينما يراهن التيار الوطني الحر على لعب دور «بيضة القبان» حين يصل الطرفان الى «حائط مسدود»، فيتقدم هو بالحل المفترض. وهذه الرهانات تعني حكما ان الامور لن تصل الى تسوية قريبا، اولا، لان المقاربة خاطئة داخليا، بحسب اجواء «الثاني»، وقصيرة النظر ازاء الرهان على الخارج.

عون يخرج عن صمته

وكان لافتا بالامس، خروج قائد الجيش العماد جوزاف عون عن صمته، حيث رد بعنف على الحملات التي تطاله من قبل «التيار الوطني الحر»، دون ان يسميه، فقال خلال جولة بقاعية قدم خلالها التعازي بالعسكريين الذين استشهدوا أثناء تنفيذ عمليات دهم مطلوبين في بلدة حورتعلا «انه في حين يقدم الجيش التضحيات الجسام ويتحمل مسؤولياته بمهنية واحتراف رغم التحديات، يستمر بعض الموتورين والمسؤولين المعنيين وغير المعنيين في اختلاق الشائعات وفبركة الملفات وتشويه صورة المؤسسة واتهامنا بالفساد وخرق القانون». واضاف «إذا كان خرق القانون يتيح لي قبول مساعدات من اللبنانيين المحبين للمؤسسة في الداخل والخارج، وتأمين الدواء والتغذية والتنقلات للعسكريين، والاستشفاء والمساعدات المدرسية لعائلاتهم، ويعينهم على الصمود ويخفّف عنهم الصعوبات المعيشية، ويسمح للجيش بتنفيذ مهماته، فسأخرق القانون».

وفي هجوم غير مسبوق قال عون : «همّهم المصالح الشخصية وهمّكم مصلحة الوطن وحماية السلم الأهلي والدفاع عن قَسَمِكم. أقول لهم أن الجيش متماسك وقوي، لن نكترث لاتهاماتكم ولن تشوشوا على تنفيذنا لمهمتنا التي هي أشرف وأقدس من افتراءاتكم. سيبقى الجيش أكبر من ملفاتكم وشائعاتكم…أعان الله جيشًا يحارب الغباء والغلاء والوباء وقلة الحياء والوفاء. حمى الله الجيش وجنوده».

خلاف القائد والوزير الى اين؟

وفي اطار تصاعد «الكباش» بين قائد الجيش ووزير الدفاع موريس سليم، اصدر الاخير قراراً امس يقضي بأنّ منح تراخيص حمل الأسلحة من أي فئة كانت ينحصر بوزير الدفاع الوطني، وأنه يُمنع على أي كان وفي أي منطقة من لبنان إصدار بطاقات تخوّل صاحبها حمل أسلحة بأي شكل كان، وذلك استناداً الى قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 16/1/1991 الذي حدّد بموجب البند الثالث منه حصر تنظيم ومنح هذه التراخيص بوزارة الدفاع.

وياتي هذا القرار ردا على مذكرة العماد عون التي تقضي بالسماح لمن يحمل بطاقة «تسهيل مرور» بحمل السلاح، وهذا ما أغضب الوزير بعد أن جرى تعميم المذكرة على كل المؤسسات الأمنية والعسكرية الأخرى، بذريعة أن البطاقات التي تجيز لحامليها حمل السلاح يوقع عليها هو شخصياً، بخلاف المذكرة التي يوقع عليها مدير المخابرات في الجيش بالإنابة عن قائد الجيش؟! ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاشتباك بين وزير الدفاع، ومن خلفه باسيل، وبين قائد الجيش دخل مرحلة حرجة، وبات يهدد الانتظام العام في آخر مؤسسة لا تزال «تقف على قدميها» في البلاد المنهارة، وتحتاج الى حل جذري قبل ان تخرج الامور عن السيطرة.

فالازمة بدأت مع رفض سليم تأجيل تسريح رئيس الأركان اللواء أمين العرم، ومدير الإدارة في الجيش اللواء مالك شمص، والمفتش العام اللواء ميلاد إسحق، ثم امتنع سليم عن التوقيع على قرار يقضي بناءً على توجيهات قائد الجيش بتكليف العميد جريس الملحم تسيير شؤون المفتشية العامة بدلاً من العميد الذي اقترحه وزير الدفاع وهو ملحم حداد، رغم أن الأول أقدم في الرتبة من الأخير. في المقابل قلص عون الحراسات حول منزل وزير الدفاع.. اما التركيز على اتهام عون بالتلاعب بالشق المالي المتعلق بالمؤسسة العسكرية يراد منه ضرب صورة قائد الجيش لدى المجتمع الدولي لدفعهم للتراجع عن دعم ترشيحه «ضمنيا» للرئاسة..!

استفزازات العدو

جنوبا، واصل جيش العدو الإسرائيلي استفزازته امس، وقام جنوده بمدّ سياج شائك عند تلة العباد في خراج بلدة حولا في إطار تعزيز التحصينات الأمنية التي يجريها على طول الحدود الجنوبية. وبعد وادي هونين والعديسة والمطلة وتلة الراهب في عيتا الشعب، باشر جنود العدو صباح امس أعمال الجرف في الجانب الفلسطيني المحتل بجانب موقع العباد لمدّ سياج شائك. وانتشر في المقابل جنود الجيش اللبناني لمنع خرق الخط الأزرق.

وكان جنود العدو قد أقدموا أمس الاول على محاولة خرق الخط الأزرق في تلة الراهب، لكنّ جنود الجيش اللبناني صدّوهم و أجبروهم على التراجع. وقد بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، التوتر جنوبا، مع قائد القوات الدولية العاملة (اليونيفيل) الجنرال ارولدو لاثارو.

متى التنقيب عن الغاز؟

في غضون ذلك، اكد مدير عام الاستكشاف والانتاج في شركة «توتال» الفرنسية رومان دو لا مارتنير لوزير الاشغال علي حمية أن نهاية أيلول المقبل هو الموعد المرتقب لبدء أعمال الحفر في البلوك رقم 9، على أن تكون نهاية العام الحالي الموعد النهائي لإعلان نتائج عمليات الحفر. وكان وزير الاشغال العامة والنقل قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وفد من الشركة، مشددا على أن مرافق الوزارة، من مرفأ بيروت والمطار هي على أتم الاستعداد لأن تلعب دورها الفعال بالمساهمة في وصول ملف التنقيب عن النفط والغاز الى الخواتيم التي يتطلع إليها لبنان حكومة وشعبا.