Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر January 9, 2017
A A A
ماذا حمل القيادي الفلسطيني “اللينو” إلى الشيخ حمود في صيدا؟
الكاتب: ابراهيم بيرم - النهار

قبل يومين حلّ القيادي الفلسطيني في حركة “فتح” محمود عيسى المعروف في مخيم عين الحلوة بـ “اللينو” على رأس وفد في ضيافة رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود في صيدا. وصدر عن المجتمعين بيان شدد على “ضرورة العمل لضبط الوضع الامني في مخيم عين الحلوة والخروج من دائرة العنف وآلة القتل التي يشهدها المخيم منذ فترة طويلة بشكل شبه يومي”. وتناول البحث ايضا “الافكار والاقتراحات المطروحة في هذا الاطار”.

واتصلت “النهار” بحمود وسألته عما اذا كانت زيارة “اللينو” تندرج في اطار المساعي اللبنانية والفلسطينية المبذولة على غير صعيد لمعالجة الفلتان الامني في المخيم، وعما اذا كان “اللينو” قد حمل معه تصوراً لتسوية من شأنها وضع حد لأعمال العنف في ارجاء المخيم وارساء الاستقرار. نفى حمود ذلك، واشار الى ان الغرض الاساسي من الزيارة هو توجيه دعوة اليه لحضور مهرجان ستنظمه جماعة “اللينو” في المخيم إحياء لذكرى انطلاقة “فتح”. واعتذر حمود عن تلبية الدعوة تفادياً للدخول في صراعات وتجاذبات بين الفصائل، مشيراً الى ان “الوضع في المخيم وعلاقته بالوضع اللبناني فرض نفسه على اللقاء من منطلق الحرص على سكان المخيم وعلى القضية الفلسطينية ورمزيتها، وعلى علاقة الوضع بالمخيم عموما بالامن اللبناني. وكان اتفاق على ضرورة العمل بشتى السبل لضمان الاستقرار وانهاء حالات التفلت التي قضّت مضاجع سكان المخيم والجوار”.

وابلغت مصادر المجتمعين “النهار” ان”اللينو” وضعهم في صورة تفاصيل الوضع الامني في المخيم، وشرح وجهة نظره في الاسباب التي تؤدي الى استمرار التوتر واجهاض الخطط العديدة الرامية الى وضع حد لجولات العنف، مشيرا (اي “اللينو”) الى ان “تفاصيل عمليات القتل والتصفيات والاغتيالات وملابساتها وما يرتبط بها مكشوفة ومعروفة، كما هي معروفة الجهات التي تتولى التغطية والتعمية، وهو ما يساهم في تبديد الجهود الرامية الى ارساء الاستقرار وشبكة الامان المطلوبة على عجل، واستطرادا للخروج المضمون من دوامة العنف والعنف المضاد الذي انهك سكان المخيم وكرس صورة التجمع السكاني الفلسطيني الخارج على الانتظام العام والبيئات الحاضنة لكل صنوف التمرد والفلتان”، ولفت الى ان “الجميع في المخيم على علم تام بمكان اختباء القتلة والمحرضين والذين يؤمنون لهم الحماية”، وعلى دراية ايضا بأماكن معسكرات تدريبهم.

وابرز “اللينو” في اللقاء أيضاً ان الاحصاءات والارقام المتوافرة عن حصيلة اعمال العنف التي دارت رحاها في ارجاء المخيم تشير الى سقوط ما لا يقل عن 55 قتيلا منذ نحو عامين، وهو رقم ليس بالقليل وينطوي على مدلولات بالغة الخطورة.

وأفادت معلومات مستقاة من مصادر المجتمعين ان “اللينو” أبلغ المشاركين في اللقاء ان مرجعه العالي المنشق عن القيادة الرسمية لحركة ” فتح” محمد دحلان، اتم اخيرا التحضيرات لعقد مؤتمر تنظيمي للقيادات والعناصر والكوادر الفتحاوية الرافضة ان تأتمر باوامر القيادة الحالية للتنظيم الفلسطيني الاعرق برئاسة محمود عباس “ابو مازن”، وان هذا المؤتمر المزمع عقده في القاهرة يتوقع ان يحضره ما بين 2500 الى 3000 شخص بينهم قيادات تاريخية، وهو سيكون بمثابة رد اولي على المؤتمر العام لحركة” فتح” الذي سبق ان عقد برئاسة عباس في رام الله قبل بضعة اسابيع.

يذكر ان “اللينو” حالة فلسطينية وازنة داخل عين الحلوة وفي ساحة العمل الوطني الفلسطيني، وهو وإن اعلن الولاء لدحلان، الا انه بقي على علاقة مفتوحة مع كل الفصائل والاطر الفلسطينية الاخرى.